موجة شغب عنيفة تضرب ملاعب الكرة العراقية

بغداد : شهدت مباراة القوة الجوية والكهرباء التي اقيمت على ملعب الجوية أحداث شغب تمثلت في الاعتداء على حكم المباراة، بعد أن قام عدد من جماهير نادي الجوية الغاضب بتحطيم سياج الملعب والنزول إلى أرضيته بعد نهاية المباراة للإعتداء على حكم المباراة زيد&ثامر وطاقمه المساعد، بسبب احتسابه ضربة جزاء للكهرباء يعتقد الجمهور بأنها غير صحيحة بعد أن كان الجوية متقدمًا بهدف، فعمت الفوضى &داخل الملعب مما تطلب حضور قوة طوارئ مساندة&إلى ملعب المباراة للسيطرة على الشغب، لكنها فشلت بالسيطرة على الوضع بسبب الاعداد الغفيرة التي دخلت أرضية الملعب، ليفر الطاقم التحكيمي ركضاً إلى غرف المنازع، وذلك هرباً من بعض الأشخاص المحسوبين على جمهور القوة الجوية، في حالة مؤسفة ومريرة تشهدها الملاعب العراقية.

&

كما شهدت مباراة فريقي السليمانية والنفط التي جرت على ملعب السليمانية اعتداء جمهور صاحب الضيافة على لاعبي فريق النفط بالضرب المبرح، الأمر الذي أدى الى جرح عدد من لاعبي وإداريي النفط، لينسحب الفريق من المباراة قبل إنتهاء وقتها الأصلي!، فرد عليهم لاعب النفط بالمثل وتحولت ساحة اللعب إلى عراك واشتباك وشتائم .

&

&

ذكر مصدر من داخل اتحاد الكرة العراقي أن حكم مباراة الجوية والكهرباء زيد ثامر قد قدم صباح اليوم تقريرًا طبياً من اثر اعتداء جمهور الجوية عليه بعد مباراة الجوية والكهرباء.

&

وقال المصدر إن التقرير تضمن اضراراً في أنف الحكم زيد ثامر اثر اللكمات التي وجهت له من الاعتداء، وأن إتحاد الكرة سيجتمع اليوم للنظر في التقرير الطبي إضافة الى تقريري مشرف المباراة والحكم المعتدى عليه .

&

&

إلى ذلك اوضحت جماهير فريق القوة الجوية ما جرى في المباراة أمام الكهرباء ، وقال أحد اعضاء الرابطة: نعترف أن البعض من جماهيرنا كانت غاضبة، لكننا بشر، وحكم المباراة اخطأ، ونعيم صدام عضو إدارة الكهرباء دخل إلى غرفة الحكام بين الشوطين فما سبب ذلك؟.

&

&واضاف: نطالب إتحاد الكرة معاقبة الطاقم التحكيمي أشد عقوبة وتوفير أمن ملاعب منضبط لملاعبنا كي لا نتحمل غضب الجماهير العاشقة لفرقها ... فهكذا مهازل تحدث بسبب الطواقم التحكيمية .. وقد تغاضى الحكم عن ركلة جزاء للجوية في الشوط الأول.

&

&

من جانب آخر،&أكد مصدر مطلع أن إتحاد الكرة يعجز عن إتخاذ قرار &قوي بحق الاحداث التي رافقت مباراتي السليمانية والنفط والجوية والكهرباء بسبب تعرضهم للتهديدات، فيما أعلن عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم سعد مالح ، تعليق عضويته بسبب تهديدات أحد جماهير القوة الجوية له ولأعضاء الاتحاد، وقال سعد: " هناك تجاوز واستخفاف من قبل بعض المحسوبين على جماهير الكرة العراقية لحرمة اتحاد الكرة باعتباره مؤسسة تمثل الدولة العراقية ولها احترامها وخصوصيتها " .

&

&واضاف: " ما حدث من تجاوز لأحد مشجعي القوة الجوية بتهديدي بالتعرض لي في الشارع، وهذه حالة غير حضارية في حالة اتخاذ أي قرار بحق جماهير الجوية على اثر ما حدث من أعمال شغب واعتداء على حكم مباراة القوة الجوية والكهرباء زيد ثامر وتعرضه لكسر في أنفه ".

&

وطالب مالح من وزارة الدفاع باعتبارها المؤسسة الراعية لنادي القوة الجوية بضرورة اتخاذ إجراءاتها بصدد ما حدث، كما ناشد وزارة الداخلية بتأمين قوة مناسبة لحماية مقر وأعضاء اتحاد الكرة.

&

&وتابع: " تعرضنا لتهديدات بالقتل كانت سبباً لإلغاء اجتماع إتحاد الكرة لإتخاذ قرار حول مباراتي السليمانية والنفط والكهرباء والجوية ، وشخصياً أعلنت تعليقي لعضويتي بسبب عدم إصدار قرار بسبب رغبة بعض أعضاء الاتحاد تمييع القرار بسبب ما يربطهم من مصالح مع بعض الأندية ويفكرون بالانتخابات دون الاهتمام بمصلحة الكرة العراقية ، أما نعيم صدام فهو بريء ولم يصل لغرفة الحكام بين الشوطين ونستغرب إتهامه بأمور لا وجود لها ..وأتفاجئ أن يكون كاظم محمد سلطان بلجنة الإنضباط، وهو موظف بإحد الأندية وناديه طرف بالمشكلة ".

&

&

لكن اتحاد الكرة الذي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه بعد رد فعل خجول إزاء تأثره بالتهديدات من هنا وهناك، يقرر إعتبار الكهرباء فائزاً على الجوية بثلاثة أهداف دون رد، والنفط على السليمانية 3- صفر مع غرامة مالية عشرة ملايين دينار عراقي ضد كل نادٍ، رداً على الاحداث التي رافقت المباراتين، علماً أن السليمانية كان فائزاً &2-1 للدقيقة 87 ، والكهرباء كان متعادلاً بهدف لغاية الدقيقة 86 .

&

&

من جانبها، أكدت لجنة الحكام في اتحاد الكرة أن أمين سر اللجنة وعدداً من أعضائها علقوا عضويتهم بسبب أحداث مباراتي القوة الجوية والكهرباء والسليمانية والنفط، فيما انتقدوا لجنة الانضباط بعدم معاقبتها الجهات المقصرة.

&

وقال عضو اللجنة صباح قاسم : " أن أمين سر اللجنة عادل القصاب وعدداً من الأعضاء علقوا عضويتهم من اللجنة بسبب اعتداء على حكم مباراة القوة الجوية والكهرباء وأحداث مباراة السليمانية والنفط"، منتقدًا "لجنة الانضباط بعدم معاقبة مقصرين في المباريات السابقة التي شهدت تطاولاً واعتداءً على الحكام".

&

وأضاف قاسم أن "عدداً آخر من الحكام سيمتنعون عن إدارة المباريات المقبلة حتى يتخذ الاتحاد " الإجراءات المناسبة".

&

&

وانتقد مشرف فريق الكهرباء لكرة القدم حسين زهراوي التصرفات غير المسؤولة التي شهدها ملعب نادي القوة الجوية، وقال : "يبدو أن الفريق الذي لا يتمتع بقاعدة جماهيرية عليه أن يخسر المواجهات مع الفرق الجماهيرية بسبب الضغوط والتهديدات التي تطال الطاقم التحكيمي والفريق الخصم وهذا ما كان واضحاً في مباراتنا مع فريق القوة الجوية وللأسف الشديد حيث شهدت المباراة الكثير من الحالات ضد فريقنا بسبب الضغط الجماهيري على قرارات الطاقم التحكيمي جعلهم غير مطمئنين على انفسهم في ظل الانفلات الجماهيري في صورة لا نتمناها أن تكون حاضرة في ملاعبنا لاسيما وأن هناك وسائل إعلامية تقوم بتغطية المباراة وتشاهد خارجياً وهذه نقطة سلبية تعكس عن الملاعب العراقية لاسيما وأن الجميع يطمح لرفع الحظر عن ملاعبنا ".

&

&

إلى ذلك، قال&رائد محمد رئيس تحرير جريدة مونديال: " ما حصل في مباريات دوري الكرة الممتاز من احداث شغب واعتداءات على طواقم التحكيم ولاعبي الفرق المنافسة خلال مباراتي القوة الجوية والكهرباء والسليمانية والنفط، لن ينحسر في مفهوم ما يجري في ملاعب الرياضة، بل يمتد إلى ما نعانيه في مجتمعنا من نقص متوارث بثقافة العيش المجتمعي بشكل عام والرياضة تؤثر وتتأثر بها بشكل خاص، مما يولد لنا موروث نقص ثقافي كبير في مجتمعنا من بوابة التعامل مع الآخر ".

&

واضاف: " الاعتداءات التي حصلت لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، ولكنها جاءت نتيجة منطقية لغياب ضوابط معينة في ملاعبنا وبوجود الأخطاء البشرية في بعض الاحيان، وللوقوف على حقيقة ما حصل، فالمفترض تسمية الأسماء بمسمياتها ومن دون لف أو دوران وبلا احراج، فجميع الموجودين في ملعب القوة الجوية من جماهير الصقور مقتنعون تماماً ان المباراة عبارة عن نزهة يحصل فيها فريقهم على نقاطها الثلاث، مما ولّد لديهم قناعة بأن التعادل أو الخسارة هما نتيجتان غير واردتين في قاموسهم " .

&

&وتابع : &" وهذا الأمر ينسحب على ما حدث في ملعب السليمانية عندما نرى هناك من يعتقد من جماهير المنطقة الشمالية قاطبة بأن فرق بغداد وباقي أندية المحافظات هم من " الاعداء " وليسوا منافسين في عالم الرياضة ويجب أن يحضر الفوز، وكثير من الأندية تعرضت لاعتداءات من الجماهير الشمالية من دون أن يكون هناك رادع حقيقي، ولم تكن هناك مسؤولية على ذلك مما جعل التمادي في تلك التصرفات هو الديدن السائد بعد كل مباراة ".

&

&

اما الصحافي جمعة الثامر، &فقد وصف ما حدث بأنه انفلات أمني وجمهور طائش كاد أن ينهي المباراة بكارثة بشرية !!!، وقال: " احداث مؤسفة في ملعب السليمانية كان من الممكن أن تنتهي بكارثة أو فاجعة يكون ضحيتها من أفراد فريق النفط الذين حوصروا في أرض الملعب لأكثر من ساعة والرمي العشوائي ينهال عليهم من كل جوانب الملعب، وبكل ما طالت ايادي الجماهير مع هجمات متكررة لأعداد من الجماهير نجحت أن تكسر الحاجز الأمني ( الهش ) وتدخل الى أرض الملعب لتستعرض عضلاتها وفتونتها على أي نفر موجود من فريق النفط المحاصر في ارض الملعب ".

&