رفض الاتحاد الافريقي لكرة القدم الاثنين طلب المغرب تأجيل نهائيات كأس امم افريقيا التي يستضيفها مطلع العام المقبل 2015 بسبب وباء ايبولا مانحا المملكة مهلة لمدة 5 أيام لإعلان جوابها النهائي بتأكيد الاستضافة او الانسحاب.

وقال المدير الاعلامي في الاتحاد الافريقي جونيور بينيام "الاتحاد الافريقي يؤكد تواريخ المسابقة. سيعقد اجتماع جديد في 11 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري في القاهرة (مقر الاتحاد الافريقي) لاتخاذ القرارات اللازمة".

من جهته، أكد المتحدث باسم الاتحاد المغربي محمد مقروف انه حتى ذلك الحين، يملك المغرب مهلة 5 ايام حتى السبت المقبل لاعلان قراره النهائي مشيرا الى ثلاثة احتمالات هي اقامة النهائيات في المغرب من 17 كانون الثاني/يناير الى 8 شباط/فبراير المقبلين، او في بلد آخر او إلغاؤها ما سيشكل سابقة في تاريخ الاتحاد القاري ومسابقته الاهم، وهو سيناريو غير مستبعد بما ان اغلب الدول التي خاطبها الاتحاد الافريقي لجس نبضها بخصوص الاستضافة في حال انسحاب المغرب، اكدت رفضها.

وخاطب الاتحاد الافريقي 8 اتحادات وطنية طلبت استضافة نسخة 2017 بعد سحبها من ليبيا لاسباب امنية اضافة الى جنوب افريقيا، لمعرفة موقفها من استضافة نسخة 2015 في حال إصرار المغرب على تأجيلها بسبب تخوفه من فيروس إيبولا القاتل.

والدول هي مصر والسودان والجزائر وجنوب افريقيا والغابون وغانا وكينيا وزيمبابوي، واعلنت الدول الاربع الاولى رفضها الاستضافة.

وتطرق بينيام عقب محادثات بين الاتحاد الافريقي والمسؤولين المغاربة، الى اكراهات الاتحاد القاري، وقال "أي تعديل (في التواريخ) سيكون على حساب روزنامة الاتحاد الافريقي الملزم بمتابعة الروزنامة الدولية للاتحاد الدولي".

واوضح من جهة أخرى أن "التدابير الصحية التي وضعها المغرب للوقاية من انتشار الايبولا هي قادرة بما فيه الكفاية للتعامل مع التدفق المحدود للجماهير خلال استضافة النهائيات".

واعتبر اجتماع الرباط حاسما غداة اجتماع مغلق للجدنة التنفيذية للاتحاد القاري في الجزائر العاصمة.

وكان المغرب الذي من المقرر ان يستضيف البطولة للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1988، طالب الاتحاد الافريقي بتأجيل البطولة بسبب داء ايبولا الذي حصد نحو 5 الاف ضحية حتى الان.

ودرس الاتحاد الافريقي طلب المغرب، الذي اقترح التأجيل الى حزيران/يونيو المقبل او مطلع عام 2016، امس الاحد في الجزائر غداة اياب الدور النهائي لمسابقة دوري ابطال افريقيا بين وفاق سطيف الجزائري وفيتا كلوب الكونغولي الديموقراطي، ثم التقى اليوم مع المسؤولين المغاربة وقرر الابقاء على البطولة في موعدها.

ورمى الاتحاد الافريقي الان بالكرة الى المسؤولين المغاربة الذين كانوا اكدوا على لسان وزير الشباب والرياضة محمد أوزين في حديث لفرانس برس منتصف الشهر الماضي أنه لم يتخذ أي "قرار نهائي" من طرف المغرب، في حال رفض الاتحاد الأفريقي طلبه، معتبرا أن "المسؤولية تاريخية" في مواجهة وباء "غير مسبوق".

واصدر الاتحاد الافريقي بيانا على موقعه الرسمي اليوم اورد فيه انه اتخذ قرار رفض التأجيل باجماع اعضاء لجنته التنفيذية خلال اجتماع الامس.

وأورد الاتحاد الافريقي 6 أسباب جعلته يتشبث بمواعيد الاستضافة بينها تصرفه منذ بداية الأحداث وتفشي فيروس الإيبولا، وفقا لمبدأ الحيطة لحماية الأرواح بالتقييد الصارم لتوصيات منظمة الصحة العالمية من خلال إلغاء جميع مسابقات ومباريات الاتحاد الافريقي التي كانت مقررة في البلدان المتضررة بشدة من هذا المرض وهي ليبيريا وسيراليون وغينيا تفاديا للتجمعات الجماهيرية التي قد تسهل من انتشار الفيروس.

وعلاوة على ذلك، فقد اثبت الاتحاد الافريقي قدرته على التنظيم لجميع المسابقات في جميع أنحاء القارة منذ نيسان/أبريل 2014 فلم تذكر التقارير ارتباط أي حالة من حالات فيروس إيبولا بتنظيم مباراة لكرة القدم.

وجددت منظمة الصحة العالمية التوصيات ذاتها للاتحاد الافريقي في 14 تشرين الأول/أكتوبر الماضي وأكدت في بيان صحافي في 23 منه أنها لا توصي بإلغاء الاجتماعات الدولية والتجمعات الجماهيرية في بلدان أخرى غير المتضررة.

واوضح الاتحاد الافريقي انه فرض على جميع الاتحادات الوطنية الامتثال للبروتوكولات الصحية التي تحددها منظمة الصحة العالمية.

وتابع أن من بين الدول الثلاث حيث ينتشر الوباء، تملك غينيا فقط حظوظا في التأهل للنهائيات، وعلاوة على ذلك فإن غينيا تخوض مبارياتها البيتية في التصفيات في الدار البيضاء تحت تدابير صحية مغربية صارمة لم تظهر أي عيوب حتى الآن.

واردف قائلا: "المغرب، البلد الذي لم يتم اكتشاف أي حالة لفيروس إيبولا به، يستضيف في الأسابيع المقبلة وقبل أيام قليلة من امم افريقيا 2015، كأس العالم للأندية والتي يشارك فيها فريق يمثل واحدا من البلدان التي تم تحديد حالة مصابة بها بالايبولا (اسبانيا)" في اشارة الى ريال مدريد بطل اوروبا.

واكد الكاف ان عدد المشجعين الأجانب المتوقع في مونديال الأندية هو أعلى بكثير مما هو متوقع بالنسبة لامم افريقيا، مشيرا الى ان اغلب المشجعين في كأس امم افريقيا سيكونون من سكان المغرب، وبالنظر إلى متوسط القوة الشرائية في معظم البلدان الأفريقية، فمن غير الواقعي أن نتوقع أكثر من 1000 شخص من القارة العجوز، باستثناء أولئك الذين سيستفيدون من القرب الجغرافي وتحديدا منطقة المغرب العربي.

وموازاة مع المهلة الممنوحة الى المغرب، فتح الاتحاد الافريقي الباب امام جميع الاتحادات القارية التي ترى بأنها قادرة على الاستضافة في المواعيد المحددة في حال انسحب المغرب، شرط تلبيتها لدفتر الشروط.

يذكر ان قرعة النهائيات ستسحب في 26 الحالي في الرباط.