&رغم ان عقد الأرجنتيني ليونيل ميسي مع نادي برشلونة يمتد لغاية يونيو من عام 2018 و رغم ان اللاعب أكد مراراً و تكراراً انه يتطلع لتعليق حذاء في النيو كامب وفاء لهذا النادي الذي جعل منه اللاعب الأفضل في العالم على مدار نحو عشرية من الزمن ، إلا أن رحيله قبل نهاية عقده و مغادرته لبرشلونة في إتجاه آخر يبقى احتمال وارد بالنظر إلى تجارب سابقة لنجوم آخرين في البارسا أو في أندية آخرى لم يكن احد يتوقع ان يغادروا لكنهم غادروا مضطرين بعدما أصبح الاستمرار والبقاء امرا مستحيلا لهم.

وفي حالة النجم الأرجنتيني ميسي فأن علاقته مع البلوغرانا مرشحة للانقطاع تحت تأثير أحد الأسباب الأربعة المرتبطة بجوانب فنية وآخرى غير فنية.
&
صحيفة " إيلاف " تستعرض الأسباب الأربعة تزامناً مع التقارير الإعلامية التي أكدت توصل ميسي بعرض مالي مغر من مانشستر سيتي قيمته 400 مليون يورو يشمل قيمة فسخ عقده الحالي المقدر بـ250 مليون يورو فضلا عن إجمالي راتبه لمدة خمسة مواسم مع السيتيزن.
&
1- تراجع نجوميته:
&
السبب الأول يتعلق بوضع ميسي في النادي كنجم أوحد بلا منازع و بدون منافس ، فنجومية البرغوث عرفت منحنى تصاعدي منذ موسم 2004-2005 قبل أن يصبح النجم الأول في الموسم 2008-2009 بعد رحيل النجم البرازيلي رونالدينيو ، و زادت شهرته و نجوميته بعدما احرز جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم لأربع مرات متتالية في إنجاز غير مسبوق جعل منه النجم الأول ليس في برشلونة فحسب بل في العالم أجمعز
&
و بالتأكيد فأن تراجع نجوميته سيجعله يفكر في تغيير الأجواء تفادياً لإنطفاءه نهائياً ، فميسي اعتاد ان يكون نجماً لا يقبل ان ينافسه أي لاعب آخر مهما علا كعبه و خير مثال على ذلك المهاجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش الذي اضطر للعودة إلى إيطاليا بعدما تجرأ على منافسة ميسي ، كما ان اندريس انييستا و تشافي هرنانديز بقيا على حاليهما رغم انهما قادا منتخب اللاروخا إلى إحراز امم أوروبا مرتين و لبطولة كأس العالم فهما نجمان عالميان خارج برشلونة و في برشلونة مجرد لاعبين عاديين يلعبان تحت ظل ميسي رغم ان الأخير لم يحقق أي إنجاز لمنتخب بلاده بل و حتى إنجازاته الفردية يدين بالكثير منها لهما ، و امام صعود نجومية المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا او حتى المهاجم الاوروغوياني لويس سواريز في حال استرجع توهجه التهديفي فأن شعبية ميسي ستصبح في خطر .
&
2- جلوسه على دكة الاحتياط :
&
منذ عام 2004 لم يجلس ميسي على مقاعد البدلاء إلا من أجل إراحته في المباريات السهلة بموافقة منه &أو &عندما يكون غير جاهز بل انه خاض مباريات مصيرية على غرار الكلاسيكو و هو غير جاهز &صحيا ، &فتواجده في التشكيل الأساسي أمر مفروغ منه منذ كان الهولندي فرانك ريكارد مدربا للبارسا و حتى المدرب الحالي لويس انريكي مروراً بيب غوارديولا و الراحل تيتو فيلانوفا و الارجنتيني تاتا مارتينو ، فلا احد من هؤلاء الخمسة تجرأ حتى على استبداله فكيف بعدم إقحامه في التشكيل الأساسي لأسباب فنية أو تكتيكية تتعلق بتراجع مستواه أو بوجود لاعبين اكثر جاهزية منه .
&
كما أن مسألة عدم تجرأ مدربي البارسا على استبدال البرغوث اثارت جدلاً واسعا في الإعلام الإسباني و العالمي حول رضوخهم لرغبته ، لكن احوال المستديرة يستحيل ان تبقى على حالها ، و مع تقدمه في السن و تعرضه للإصابات فأن تراجع مردوده الفني سيفرض على المدرب الحالي أو اللاحق و مراعاة لمصلحة الفريق ان يبقيه على دكة الاحتياط او استبداله بلاعب آخر ، وحينها سيشعر ميسي ان مكانته في الفريق قد اهتزت مثلما حدث مع نجوم آخرين مثل روبيرتو باجيو في يوفنتوس و لويس فيغو في ريال مدريد &و فرانك لامبارد في تشيلسي و حالياً ستيفان جيرارد مع ليفربول ، فالإبقاء على نجم خارج التشكيل الأساسي هو رسالة غير مشفرة غالباً ما يستخدمها المدربون و بإيعاز من الإدارة تمهيداً لإنهاء علاقته بالنادي أو القبول بالامر الواقع ، لكن حالة ميسي كنجم يختلف عن بقية النجوم تفرض عليه ان يبقى دائماً تحت الأضواء و ذلك لن يتحقق له إلا بالتواجد باستمرار في التشكيل الأساسي للنادي الذي يدافع عن ألوانه و طيلة أوقات المباراة و على مدار الموسم &.
&
3- خلافه مع الإدارة :&
&
السبب الثالث الذي قد يدفع بميسي إلى الرحيل عن النيو كامب هو توتر علاقته مع إدارة النادي ، فمنذ مواسم عديدة ظلت علاقته بمسؤولي البارسا سواء في عهد الرئيس خوان لابورتا أو خليفته ساندرو روسيل أو الحالي جوسيب بارتوميو ظلت جيدة و كانت دائماً الإدارة في خدمة اللاعب ، و لم تكتفي بتلبية مطالبه المالية من خلال رفع راتبه السنوي ليكون أعلى راتب في العالم ، بل دعمته و وقفت مع في المشاكل التي اعترضه خاصة قضيته مع مصلحة الضرائب الإسبانية في 2013 ، كما ان اي قرار يخص الجوانب الفنية للفريق كتعيين مدرب جديد أو انتداب لاعبين لا يمكن ان يتخذ إلا بعد استشارة ميسي إدراكا منها بمكانته حتى و ان كان هو ينفي ذلك ، &غير ان دوام الحال من المحال ، فنجوم &كبار لا يقول اهمية عن ميسي اضطروا لمغادرة برشلونة من الباب الضيق بسبب خلافات مع مسؤوليه بل ان جل نجوم البارسا غادروا لهذا السبب على غرار ابراهيموفيتش و ايتو و يوهان كرويف و ريفالدو و روماريو ، و حتى غوارديولا عام 2001 اضطر للانتقال إلى بريتشيا الإيطالي بعدما رفضت الادارة التمديد له و هو في سن الثلاثين عاماً ، فأي إدارة جديدة قد تغير من طريقة التعامل مع ميسي او قد تفضل عليه لاعباً آخر مثلما فضلته هو على لاعبين آخرين و حينها فأن البولغا يصبح مخيراً بين التعايش مع إدارة تمقته أو الرحيل.
&
4- عداء الجمهور و الإعلام &له :
&
حتى و ان ساءت علاقة ميسي بمسؤولي البارسا فأن دعم الجمهور والإعلام الكتالوني له كاف للحفاظ على مكانته في النيوكامب ، غير ان تعرضه لحملة إعلامية جماهيرية معادية له ستجعله في موقف ضعيف و ستجبره على المغادرة ، فميسي بقي منذ 2005 الفتى المدلل للصحافة الموالية للبارسا و لعشاقه بل ان الإعلام و الجمهور هم ما ساهما في رفع مكانته لدى الإدارة التي تخشى رفضهما اي قرار تتخذه ضده و لغاية كتابة هذه الاسطر يحظى البرغوث باحترام كبير و حب شديد من قبل عشاق النادي والصحف الموالية له ، فاللافتات المعلقة في مدرجات النيو كامب تحتكر الاشادة بأسمه ، و صورته و اسمه تتصدران الصفحات الرئيسية لمختلف وسائل الإعلام ، و لكن ذلك كله لأن ميسي ما يزال الرقم الأول في الفريق و أهم الاوراق الرابحة للمدرب &، و الجماهير و الصحافة يقفان معه من اجل مصلحة الفريق و عندما تقتضي المصلحة ان تشن ضده حملة إعلامية فأي صحيفة لن تتخلف في انتقاده تمهيدا للمطالبة بتركه يرحل لأن بقاءه أصبح مشكلة و ذهابه جزءا من علاجها تماما مثلما فعلت الصحافة الإيطالية مع مواطنه دييغو ارماندوا مارادونا عقب مونديال 1990 حيث لم تتوقف عن انتقاده إلا بعدما تم إيقافه و غادر نابولي &إلى اشبيليا .
&
و في حالة ميسي و رغم انه لا يزال في مقتبل العمر و قادراً على تقديم عطاء جيدا لمواسم آخرى إلا ان فشله في استعادة الكرة الذهبية مثلا قد يدفع بالصحافة الكتالونية إلى النبش في الأسباب الفنية &التي جعلته يفشل امام غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو أو الحارس الالماني مانويل نوير و حتى و ان التحليلات تبدو لأصحابها موضوعية و نقدا بناء فان المعني بها ستكون له قراءاة مغايرة و قد يتخذها سببا للرحيل المبكر ، كما ان &استمرار برشلونة في الصيام عن التتويج للموسم الثاني على التوالي سيجعل ميسي في مواجهة مباشرة مع الحمهور و الإعلام و سيتم تحميله المسؤولية الأكبر في اي خيبة أو نكسة جديدة.
&