اشاد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الذي واجه انتقادات كثيرة بعد حصول قطر على شرف استضافة مونديال عام 2022، بالاصلاحات التي ادخلتها الإمارة الخليجية على قانون العمل ما يسمح بإلغاء نظام الكفالة للعمال الأجانب.


لوزان : علق رئيس الاتحاد، السويسري جوزيف بلاتر، "هذا الاعلان يشكل خطوة هامة في الطريق الصحيح نحو تغيير مستدام على مستوى حماية العمال في قطر"، مضيفا "نحن نتطلع لتنفيذ هذه الاجراءات بشكل ملموس في الاشهر المقبلة ، وسنواصل تعاوننا الوثيق مع السلطات القطرية والتحاور مع جميع الاطراف المعنية".

وكان من المقرر ان يزور بلاتر قطر في منتصف الشهر الحالي لكنه اجل زيارته لما بعد نهائيات مونديال البرازيل المقرر بين 12 الشهر المقبل و 13 تموز / يونيو، وذلك من اجل "الحصول على الوقت الكافي لفهم التدابير التي اعلن عنها" الاربعاء.

ووعدت قطر بقوانين جديدة من شأنها الغاء نظام الكفالة الذي يضع مئات الاف العاملين الاجانب تحت رحمة ارباب العمل، للتخفيف من انتقادات حادة وجهتها اليها المنظمات التي تدافع عن حقوق الانسان.

العقيد المهندي : التعديلات الرئيسة للقانون تتعلق بإلغاء الكفالة

واعلن العقيد عبدالله المهندي مدير دائرة حقوق الانسان في وزارة الداخلية خلال مؤتمر صحافي ان "التعديلات الرئيسة للقانون تتعلق بإلغاء الكفالة وابدالها بنظام لعقود العمل"، مشيرا الى ان القانون الجديد سيطرح على مجلس الشورى وغرفة الصناعة والتجارة قبل اقراره بشكل نهائي.

ويحقق المواطنون في دول الخليج الغنية بالنفط اموالا طائلة جراء نظام الكفالة الذي يخضع له كل اجنبي.

والبحرين هي البلد الوحيد الذي الغى نظام الكفالة في حين خففت الامارات والكويت من القيود مثل فرض الحصول على تأشيرة خروج.

الشاوي : هناك تعديلات من شأنها تحسين ظروف الاقامة والعمل

قال سعيد الشاوي المسؤول الرفيع في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية "هناك تعديلات سيتم ادخالها في القانون الحالي بطريقة من شأنها تحسين ظروف الاقامة والعمل لجميع العاملين في قطر".

واصبح بامكان العاملين الاجانب الحصول من الان وصاعدا على تأشيرة الخروج من وزارة الداخلية ولن يكونوا تحت رحمة ارباب العمل الذين كان بإمكانهم منعهم من مغادرة البلاد.

ويأتي قرار السلطات القطرية تحت ضغط من النقابات والمنظمات غير الحكومية التي نددت بما وصفته ب "العبودية المعاصرة" التي يعيشها العمال المهاجرون، والاسيويون منهم بشكل خاص، الذين يتوافدون الى قطر لإنشاء البنية التحتية للمونديال عقب تحقيق نشرته صحيفة الغارديان البريطانية في ايلول / سبتمبر الماضي ذكرت فيه ان عشرات العمال النيباليين لقوا حتفهم بينما كانوا يعملون في قطر، ما اثار مخاوف بشأن الاستعدادات التي تجريها الدولة الخليجية لاستضافة البطولة العالمية.

ونفت قطر مرارا وتكرارا حصول وفيات بين العمال، غير ان السفارتين الهندية والنيبالية وثقتا بالارقام حصول مئات الوفيات منذ عامين.

وتواجه قطر تحديا رئيسا بحلول 2022 يتمثل في تجهيز إنشاءات ضخمة كالملاعب والفنادق وشبكة المترو وغيرها مما يستوجب مئات الالاف من العمال الاجانب الذين تترصد اوضاعهم منظمات حقوقية وتضعهم وسائل الاعلام تحت المجهر.

وسبق للفيفا نفسه ان اعترف بتحمله جزءا من المسؤولية عن مصير الاجانب العاملين في الورشة العملاقة الخاصة بمونديال 2022 في قطر، مشددا على انه لا يملك سلطة تسوية الوضع.

وقال بلاتر حينها "نتحمل جزءا من المسؤولية، لكن لا يمكننا التدخل بحقوق العمال"، مضيفا "نصر على القول ان المسؤولية تقع اولا على دولة قطر، وثانيا على الشركات التي تستخدم هؤلاء العمال. الفيفا يستطيع ان يساعد على حل هذه المشكلة من خلال كرة القدم ".

وذكر بلاتر بانه قابل مسؤولا رفيع المستوى في تشرين الثاني / نوفمبر، وان الاخير ابلغه "بعزم دولة قطر الكامل على حل هذه المشكلة"، مشيرا الى انه سيعود الى الدوحة قبل مؤتمر الفيفا على هامش مونديال 2014 في البرازيل قبل ان يؤجل الزيارة الى بعد النهائيات في ظل المستجدات.

وضاعف عضو اللجنة التنفيذية الالماني ثيو تسفانتسيغر في الاشهر الاخيرة باسم الفيفا المحادثات مع اللجنة القطرية المنظمة لمونديال 2022 وكذلك مع منظمات الدفاع عن حقوق الانسان والنقابات الدولية والاتحاد الاوروبي في محاولة لتحسين اوضاع هؤلاء العمال.

وقال تسفانتسيغر "على جميع الاطراف ان تعمل معا من اجل تحسين وضع هؤلاء، لكن يجب ان تكون لدينا صورة جلية وواضحة عن الوضع".
&