&تؤكد حصيلة نادي برشلونة مع مدربه الجديد الإسباني لويس انريكي مارتينيز بعد انقضاء نصف الموسم بأن التجربة لم تكن " ناجحة " حتى و ان لم يتم الإعلان رسميا عن فشلها في انتظار ما ستسفر عنه الحصيلة النهائية بنهاية موسمه الأول على رأس الجهاز الفني .

كما كشفت التجربة ان اللوتشو ليس مؤهلا بعد لقيادة فريق بحجم البارسا المتخم بالنجوم بسبب افتقاده لعنصر التجربة والخبرة ، وربما افتقاره حتى للكفاءة التقنية ، والأهم من ذلك افتقاده للطريقة المثلى للتعامل مع لاعبيه وخاصة النجوم منهم الذين يحتاجون لمعاملة استثنائية بالنظر إلى مكانتهم الاستثنائية و مردودهم الخاص في الفريق.
&
و بدا واضحا أن انريكي و بعد نحو ستة أشهر من إشرافه على البلوغرانا و تواجده بشكل دائم تحت أضواء عدسات الإعلام إلا أنه لا يزال في مرحلة انتقالية &للتخلص من عباءة اللاعب صاحب المزاج المتقلب الذي عرف عنه سواء في ريال مدريد أو في برشلونة ومن ثم الانتقال وارتداء عباءة المدرب الذي يجب عليه أن يكون صاحب شخصية قوية و صاحب مزاج مستقر ينعكس بالإيجاب على لاعبيه.
&
و تؤكد جل التقارير الإعلامية خاصة تلك التي نشرتها وسائل الإعلام الكتالونية القريبة من النيو كامب و المتابعة لمسيرته المهنية كمدرب عن كثب بأن اللوتشو ما زال مدرباً مبتدئا ، أو مدرب سنة أولى رغم ان اعتزاله الكرة كلاعب و الانتقال &إليها كمدرب كان منذ عام 2004 .
&
كما تؤكد هذه التقارير بأن انريكي لم يستفد من خوضه ثلاث تجارب تدريبية مع أندية مختلفة من حيث تشكيلاتها ومن حيث تباين طموحاتها وإمكانياتها الفنية والمادية سواء مع الفريق الثاني لبرشلونة الذي يعد محكا حقيقياً لاي مدرب لإدارة البارسا للوقوف على مدى قدرته على قيادة الفريق الأول ، أو مع روما الإيطالي أو حتى مع سيلتا فيغو قبل ان يتركه و يأتي لبرشلونة مدرباً للفريق الأول حالياً.
&
مع روما الإيطالي
&
و يؤكد المتابعون لمسيرة انريكي المدرب في تجربته الإيطالية والإسبانية أن مشروعه مع روما &يتجه كمشروعه مع برشلونة إلى ذات الطريق وهو " الفشل" لذات السبب وهو حيرة المدرب انريكي في كيفية تجسيد هذا المشروع بسبب افتقاره لتصميم واقعي و عملي حقيقي يأخذ بعين الاعتبار جميع المعطيات و الظروف في الفريق ، مؤكدين بأن انريكي بصدد إرتكاب نفس الأخطاء التي ارتكبها في روما مع بعض الفوارق البسيطة التي تتعلق بقيمة الناديين.
&
فالخطأ الذي وقع فيه انريكي ابان تدريبه روما الإيطالي هو فشله في التعامل مع النجوم أصحاب الأسماء اللامعة في إيطاليا ، حيث اقدم على خطوة لم يقم بها حتى المدرب الإيطالي فابيو كابيلو عندما ابقى على قائد الذئاب و أسطورتهم و ايقونة روما وإيطاليا بأكملها الإيطالي فرانشيسكو توتي على دكة الاحتياط بحجة انه يرغب في إتاحة الفرصة للاعبين الشباب لإكتساب الخبرة و كأنه لا يعلم قيمة تواجد هؤلاء الشباب مع قائدهم في الملعب و ما يشعرون به من فخر و هو يطبطب على اكتافهم .
&
وتسبب هذا التصرف من إنريكي في دخوله بصراع مع توتي لصبح مادة دسمة لوسائل الإعلام المحلية و العالمية لم ينتهي إلا باضطرار إنريكي لإقحامه في التشكيل الأساسي بعدما ساءت النتائج في الكالتشيو قبل ان يقال من منصبه لاحقاً &.
&
مع برشلونة الإسباني
&
و في برشلونة ارتكب نفس الخطيئة عندما احتفظ بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي و معه المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا على مقاعد البدلاء في واحدة من أهم المباريات و اصعبها للفريق و التي كان يتوجب على الأقل فيها عدم تلقي الخسارة ضد ريال سويسيداد خاصة بعد هزيمة المتصدر ريال مدريد من فالنسيا .
&
و برر انريكي قراره بأنه عقوبة منه بسبب تخلفهما رفقة داني الفيش عن الالتحاق بالفريق بعد راحة أعياد السنة الميلادية ، على الرغم من أن عدد من التقارير قد أكدت بأن إنريكي هو من قرر تمديد اجازتهما و كان يفترض ان يفعل ذلك بمحض ارادته وهو عرف يلجأ إليه جل المدربين في تعاملهم مع النجوم حيث يتعمدون منحهم يومين أو ثلاثة أيام إضافية عن بقية زملائهم ، غير أن الهزيمة من سوسيداد جعلت جلوس الملك ميسي على مقاعد الاحتياط أزمة قد يدفع ثمنها المدرب بترك منصبه عند أي تعثر جديد .
&
كما أساء انريكي معاملة بقية اللاعبين سواء في روما أو برشلونة ، حيث تعامل معهم بطريقة قللت من قيمتهم وجعلتهم يتدربون بدون حماس ، فمثلما حدث مع المهاجم الإيطالي دي روسي و متوسط الميدان الأرجنتيني ايريك لاميلا في روما تكرر مع المدافعان الإسبانيان جيرارد بيكي و دانييل مونتويا في برشلونة ، إذ ابعدهم عن التشكيل &ثم رضخ للأمر و اعادهم إلى الفريق الأول مجدداً.
&
اما الخطيئة الابرز فكانت حيرته في خياراته التكتيكية بإخفاقه في العثور على التشكيل الأساسي الذي يخوض به المباريات الرسمية ، ليضطر معه إلى القيام بتغييره بعد كل مباراة سواء فاز أو خسر و دون ان يجري أي مقارنة بين مردود وأداء التشكيلتين ، بعدما جرب &27 تشكيلة في 27 مباراة ، حتى بدا بعد مرور هذه المدة أنه يجهل امكانيات لاعبيه و يجهل التناغم بين عناصر كل خط من خطوطه الثلاثة ، وكأنه حول فريق بحجم البارسا أو روما إلى حقل تجارب رغم ان الفريقان يضمان لاعبين يعرف اي مدرب - مهما كان أسمه - مستوياتهم بمجرد خوضهم لبضعة مباريات اعدادية.
&
كما أن المتابعون أشاروا بأن انريكي استعجل الوصول إلى الطريق المسدود و لم يترك هامش له او لخصومه يساعد من خلالها الإدارة على احتواء الأزمة بدلا من تفاقمها ، و الواقع ان انريكي سواء في روما أو في برشلونة فشل في أهم اختبار يخوضه أي مدرب في تجربته مع نادٍ كبير و هو ضبط الاستقرار النفسي و توفير الهدوء التام في غرف الملابس مهما كانت النتائج &وجعل كافة عناصر الفريق تعمل لصالحه بدلا من الدخول في صراعات &تجعل النادي دوماً على صفيح ساخن مما يحد من فعاليته و يجعله غير قادر على استغلال انتصاراته و هزائم منافسيه.
&
ويتضح من خلال الأحداث السابقة بأن انريكي سواء في إيطاليا أو في إسبانيا جنا وسيجني ثمار بذور الفشل التي زرعها بنفسه .