&لم يكن وصول الامارات الى الدور نصف النهائي من كأس اسيا للمرة الاولى منذ 1996 وليد الصدفة بل جاء نتيجة الاستقرار الفني بقيادة المدرب المميز مهدي علي الذي فرض نفسه من ابرز "شخصيات" نهائيات النسخة السادسة عشرة في استراليا.
صحيح ان الجميع يتحدث عن نجومية عمر عبد الرحمن ولمساته الفنية الرائعة او عن الحس التهديفي القاتل لعلي مبخوت، لكن للمدرب الاماراتي البالغ من العمر حصته من الاضواء لانه فرض نفسه من الشخصيات المفضلة في قاعات المؤتمرات الصحافية الى جانب دوره الاساسي في تألق الابيض في البطولة القارية.
&
فعلي، البالغ من العمر 49 عاما، لا يكتفي بلعب دور المدرب في ارضية الملعب بل هو صديق مقرب جدا من لاعبيه ان كان في ارضية الملعب او خارجها، كما انه المترجم الرسمي للمنتخب في المؤتمرات الصحافية وقد لفت الانظار بسرعة بديهته واتقانه الترجمة من العربية الى الانكليزية وبالعكس دون ان يسقط سهوا اي تفصيل ممل او هام.&
&
ويظهر علي من مباراة الى اخرى اهمية التجانس في صفوف فريق كون معظم اعضائه من لاعبين تدرجوا على يده بالذات بعدما قاد منتخب الشباب للفوز بكأس اسيا للشباب عام 2008 &في الدمام والتأهل الى ربع نهائي مونديال 2009 تحت 21 سنة في مصر ثم قاد الاولمبي للفوز بلقب البطولة الخليجية الاولى للمنتخبات تحت 23 سنة عام 2010 في الدوحة وفضية اسياد غوانغجو عام 2010 والتاهل الى اولمبياد لندن 2012.
&
ويتحدث علي، النجم السابق للنادي الاهلي والمهندس الكهربائي، عن هذه المسألة قائلا: "العلاقة بين اللاعبين قوية جدا. هذه المجموعة من اللاعبين متواجدة مع بعضها منذ فترة طويلة وهي كعائلة اكثر مما هي فريق، اللاعبون كالاشقاء"، على غرار صانع الالعاب عمر عبد الرحمن والهداف مبخوت اللذين تحدث عنهما المدرب قائلا: "عمر وعلي صديقان مقربان داخل وخارج الملعب. علاقتهما المميزة تساهم في التناغم داخل الملعب وهذا ما يمنحنا افادة اضافية على ارضية الملعب".
&
من المؤكد ان الرهان على عامل الاستقرار ان كان في التشكيلة او الجهاز الفني الذي يقوده علي منذ 2012 والمرشح ليصبح سابقة على صعيد منطقة الخليج ككل بعدما قرر الاتحاد الاماراتي لكرة القدم تجديد عقده لمدة ثلاث سنوات جديدة، قد اثمر بالفعل في نهائيات كأس اسيا مع تحقيق الهدف الاساسي ببلوغ الدور نصف النهائي.
&
ولم يعرف منتخب الامارات هذا الاستقرار الفني منذ بداية تكوينه عندما قاده المصري محمد صديق شحتة عام 1972، وهذا ناجم عن الثقة الكبيرة بالمدرب علي الذي يتفرد ايضا انه قاد ثلاثة منتخبات بشكل متتابع هي الشباب والاولمبي والاول.
&
ونجح علي في الوفاء بتعهده وقيادة المنتخب الى الدور نصف النهائي من البطولة القارية بتجاوزه اليابان حاملة اللقب في الدور ربع النهائي امس الجمعة بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي.
&
وبتحقيق هدف الدور نصف النهائي اصبح الوصول الى المباراة النهائية للمرة الاولى منذ 1996 والثانية فقط في تاريخ "الابيض" حلما مشروعا بالنسبة لعلي ولاعبيه الشبان.
&
"بالطبع المباراة ضد استراليا ستكون صعبة للغاية"، هذا ما قاله علي بعد الفوز على اليابان، مضيفا "هناك يومان للراحة بالنسبة لنا، مقابل ثلاثة ايام لهم ونحن مضطرون للسفر بعد ظهر غد (اليوم الى نيوكاسل) من اجل خوض المباراة. علينا تحضير الفريق للمباراة المقبلة ولا نملك الكثير من الوقت. نأمل ان نقدم اداء جيدا في المباراة المقبلة".
&
واردف علي "عليك ان تلعب بقلبك. لقد اختبرنا مباريات مشابهة مع فريق الشباب خلال الالعاب الاولمبية (لندن 2012) وقدمنا اداء جيدا".
&
ورأى علي ان الضغط على استراليا سيكون كبيرا في لقاء الثلاثاء لانها تلعب على ارضها، متوقعا ان يتهافت الجمهور الاسترالي ملعب نيوكاسل لمؤازرة اصحاب الضيافة، لكن "الفوز على اليابان سيمنحنا دفعا معنويا هاما لمباراة استراليا" التي تحدث عن مواجهتها رئيس الاتحاد الاماراتي لكرة القدم يوسف السركال، قائلا بدوره: "نحترم كل منتخبات البطولة ومنتخب استراليا هو صاحب الأرض والجمهور ونحن تأهلنا لمواجهته وعلينا الأن أن نستعيد التركيز والهدوء لأن اللاعبين قدموا جهدا وفيرا في مباراة اليابان".
&
واشار السركال في حديث نشرته وكالة الانباء الاماراتية الى ان اللاعبين يحتاجون حاليا الى التعافي البدني والذهني بعد المباراة الصعبة امام اليابان "والتمسك بامل الوصول الى المباراة النهائية ثم بدء التفكير عمليا في حلم الفوز باللقب لأول مرة في تاريخ الإمارات ولكن هذا لا يعني التطلع للأعلى دون النظر لما هو مهم الأن وما هو مطلوب".
&
وأضاف "نحن سنواجه صاحب الأرض والجمهور والمرشح الأول للتأهل للنهائي في مباراة اشبه بنهائي مبكر وأعتقد أن اللاعبين لديهم من الخبرات ما يؤهلهم لتقديم الافضل في المرحلة المقبلة لاسيما أنني رأيت بنفسي نظرة التحدي في عيون الجميع".
&
نظرة التحدي هذه ناجمة عن المعنويات التي يمنحها مهدي علي للاعبيه الذين سيدخلون لقاء الثلاثاء دون اي ضغوط خلافا لاستراليا التي تلعب على ارضها وبين جمهورها والخسارة امام "الابيض" ستعتبر بمثابة "كارثة" للكرة الاسترالية التي تحاول شق طريقها الى قلوب الجمهور المحلي لانها ليست من الرياضات الشعبية في هذا البلد اذ تحتل المركز الثالث او حتى الرابع في ظل الهوس بالرغبي والكريكيت او حتى كرة السلة.
&
&
التعليقات