&فاجأ المنتخب الهولندي عشاقه والمتابعين بفشله في بلوغ نهائيات كأس أمم اوروبا بعد النتائج الهزيلة والأداء الباهت الذي قدمه نجومه في مباريات التصفيات المؤهلة ليورو فرنسا صيف العام المقبل 2016.&

واحتل منتخب الطواحين المركز الرابع في ترتيب المجموعة الأولى بفارق هام من النقاط تسبب في حرمانه من التأهل للنهائيات لأول مرة منذ بطولة أمم أوروبا 1984، في مفارقة غريبة حيث شهدت تلك البطولة تنظيم فرنسا لها!
&
والحقيقة أن عنصر المفاجاة في المردود السلبي الذي حققه المنتخب الهولندي مرده النتائج الجيدة التي سجلها نفس الفريق تقريباً في تصفيات ونهائيات مونديال 2014 مع متغير واحد ، وهو انسحاب المدرب لويس فان غال من قيادة الدفة الفنية للطواحين الهولندية ، بعدما كان قد ساهم في قيادة "البرتقالي" لتحقيق علامة شبه كاملة في التصفيات المؤهلة للمونديال، ثم نجح في بلوغ المربع الذهبي في كأس العالم بالبرازيل ، محققاً انتصارات كاسحة أبرزها كانت على حساب حامل اللقب منتخب إسبانيا بخماسية في افتتاح مباريات المنتخبين في المجموعة الثانية من البطولة ، وعلى المنتخب البرازيلي بثلاثية في مباراة تحديد المركز الثالث والرابع.
&
وشكل هذا الخروج مادة دسمة لمختلف وسائل الإعلام لتحليل أسبابها ومن بينها مجلة "فرانس فوتبول" &الفرنسية التي عللت التراجع الخطير للمنتخب الهولندي لأربعة أسباب رئيسية.
&
السبب الأول
&
يتعلق بسوء اختيار الجهاز الفني بعد تنحي لويس فان غال من منصبه وتفضيله تدريب نادي مانشستر يونايتد ، حيث لجأ الاتحاد الهولندي كعادته وعكس بقية المنتخبات الأوروبية إلى التنقيب في أرشيفه عن أحد الأسماء التدريبية السابقة ، ليقع اختياره على العجوز غوس هيدينك الذي تعرض لانتقادات شديدة من قبل الوسط الرياضي الهولندي الذي أكد بأنه مدرب مفلس بسبب تقدمه في السن فضلاً عن قلة صرامته في التعامل مع لاعبيه ، حيث منحهم حرية كبيرة داخل المعسكرات التي تسبق المباريات الرسمية.&
&
وبعد النتائج السلبية التي سجلتها كتيبة هيدينك قرر الاتحاد إقالته وإسناد المهمة لمساعده المدافع الدولي السابق داني بليند الذي يفتقد للخبرة التدريبية التي تؤهله لقيادة منتخب بحجم هولندا في مرحلة صعبة يمر بها في تصفيات أمم أوروبا ، وهو ما عرض المنتخب لهزيمتين في المجموعة ، الأولى جاءت من آيسلندا والثانية من تركيا، حيث بدا واضحاً أن داني بليند أصغر بكثير من المهمة التي اسندت إليه ، وان الاتحاد أخطأ كثيراً في حق منتخبه الأول بهذا القرار، وكان عليه الاستعانة بمدرب آخر، نظراً لما تمتلكه هولندا من أسماء في هذا المجال لكونها الأكثر تفريخاً للمدربين في العالم.
&
السبب الثاني
&
&يتعلق بالتركيبة البشرية التي خاضت التصفيات الأوروبية ، فعلى الصعيد الهجومي فإن الفريق يضم في صفوفه لاعبين كبار في السن فقدوا حيوتهم ونشاطهم وأصبحوا غير قادرين على زعزعة مدافعي المنتخبات الأوروبية ، فأغلب مهاجمي الطواحين من مواليد بداية الثمانينات ، حيث فاقت أعمارهم الثلاثين عاماً، وأغلبهم كان يرغب في إعلان الاعتزال الدولي بعد نهائيات أمم أوروبا مباشرة ، إلى جانب تعرضهم لإصابات متكررة أثرت على مستوياتهم ، وفي مقدمتهم آريين روبين صاحب الـ32&عاماً &الذي لم يشارك في كثير من المباريات مع بايرن ميونيخ منذ عام 2015 ، وأيضاً روبين فان بيرسي صاحب الـ32 عاماً مهاجم&فنربخشة&التركي،&وكذلك&ويسلي شنايدر صاحب الـ31 عاما لاعب غلطة سراي التركي، بالإضافة إلى كلاس يان هونتيلار صاحب الـ30 عاماً .
&
ومجرد انتقال أغلبهم للدوري التركي يؤكد أن مستواهم تراجع فنياً وبدنياً، وكان من الافضل لهم تعليق أحذيتهم الدولية والتركيز مع أنديتهم.
&
أما على الصعيد الدفاعي فإن مدافعي هولندا لا يزالوا من اللاعبين الشباب الذين يفتقدون للخبرة التي تسمح لهم بمجاراة المهاجمين الأقوياء.
&
هذا وتجسدت نقص خبرة المدافعين الهولنديين في الأخطاء الفردية المتعددة التي ارتكبوها وكلفت شباك مرماهم العديد من الأهداف، فأغلبية هذا الخط من مواليد &لتسعينات باستثناء مدافع باريس سان جيرمان الفرنسي غريغوري فان دير فيل صاحب الـ27 عاماً والافضل بين زملائه.&
&
وبحسب الإحصائيات فإن 75% من عناصر المنتخب الهولندي إما لاعبين شباب يفتقرون للخبرة أو كبار في السن وقاربوا على الاعتزال دولياً على الأقل .
&
السبب الثالث
&
يتعلق بافتقار المنتخب الهولندي لنجم على مستوى خط الوسط قادر على ضبط إيقاع الفريق والربط بين خطوطه الثلاثة ، حيث زادت متاعب الهولنديين بعد غياب كيفن ستروتمان لاعب روما الإيطالي الذي تعرض لإصابة ابعدته عن الملاعب منذ عدة أشهر ، وهو ما فرض على المدرب الهولندي تجربة عناصر أخرى في هذا المركز دون أن يجد (مايسترو حقيقي) قادر على امتصاص قوة المنافس بدليل ان الطواحين كانت أكثر المنتخبات تعرضاً للخسارة ، حيث كانت شباكه تتعرض لأهداف في أوقات مبكرة دون أن ينجح في التعديل بل أن المنافس هو من كان يعزز تقدمه.&
&
هذا وكشف غياب القائد في خط الوسط ، ليؤكد بأن الكرة الهولندية تعاني ضعفاً ربما سببه الرئيسي هو تأخر عملية الإحلال التي كان يفترض أن يباشرها فان غال مباشرة عقب الإخفاق في نهائيات كأس أمم أوروبا 2012.
&
السبب الرابع
&
يتعلق بالواقع الذي تعيشه الكرة الهولندية ، وبحسب تحليلات وقراءات الإعلام الهولندي فإن الخلل لا يتعلق فقط بالمنتخب الأول بل أنه مرتبط بالكرة الهولندية على صعيد المنتخبات وعلى صعيد الاندية التي فشلت في تصدير لاعبين كبار إلى الأندية الأوروبية القوية ، حيث استشهدت الصحافة الهولندية على ذلك بالتشكيلة الأساسية التي واجهت المنتخب التركي، من خلال تواجد لاعبين فقط من أصل 11 لاعباً يلعبان بشكل أساسي مع نادٍ أوروبي قوي، وهما ممفيس ديباي ودالي بليند لاعبا مانشستر يونايتد الإنكليزي ، أما بقية العناصر فهي تلعب مع أندية متواضعة سواء في تركيا أو حتى في إنكلترا مع ستوك سيتي ونيوكاسل وسبارتك موسكو الروسي.&
&
وتؤكد هذه الأسباب أن الكرة الهولندية تخلفت عن البلدان الأوروبية بخطوات كبيرة وأن المشكلة لا ترتبط فقط بسوء نتائج كان يمكن تجاوزها في التصفيات المؤهلة أو في حال تأهلها للنهائيات أو حتى في التصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018.