لا يبدو ان احدا قادر على الوقوف في وجه هيمنة السائق الفرنسي سيباستيان اوجييه الذي حسم الاحد لقبه الرابع على التوالي في بطولة العالم للراليات قبل جولتين على ختام الموسم، وذلك بتتويجه بطلا لرالي كاتالونيا.

كان اوجييه بحاجة فقط الى نقطة المركز العاشر لحسم اللقب العالمي لمصلحته خصوصا بعد انسحاب زميله في فولكسفاغن النروجي اندرياس ميكلسن، لكن البطل الفرنسي البالغ من العمر 32 عاما رفض التخفيف من اندفاعه والاكتفاء بحسابات النقاط وخرج فائزا من الرالي الكاتالوني، محققا فوزه الخامس للموسم ورافعا رصيده الى 222 نقطة في الصدارة امام ميكلسن (127 نقطة) وسائق هيونداي البلجيكي تيري نوفيل (127 ايضا) الذي حل ثالثا الاحد خلف زميله الاسباني داني سوردو.

ويؤكد اوجييه انه "حتى لو كان هذا اللقب الرابع على التوالي بالنسبة لي، فالفرحة لا تزال نفسها"، مشيرا في الوقت ذاته ان "المرء بحاجة الى بعض الوقت لاستيعاب ما حصل والمشاعر لا تسيطر عليك مباشرة" بعد التتويج.

واظهر اوجييه من موسم الى اخر بانه سائق كبير جدا وسجله يؤكد ذلك لان فوز الاحد كان الـ37 له من اصل 108 راليات، فيما صعد الى منصة التتويج في 54 مناسبة ايضا منذ نقطته الاولى في البطولة عام 2008 في رالي المكسيك على متن سيتروين.

وانضم السائق الفرنسي الى اسطورتي فنلندا يوها كانكونن وتومي ماكينن اللذين احرزا اللقب العالمي اربع مرات، علما بان الاخير كان اول سائق في البطولة يتوج باللقب في اربع مناسبات متتالية قبل ان يلحق به الاسطورة المطلقة الفرنسي الاخر سيباستيان لوب الذي فتح الطريق امام اوجييه لفرض هيمنته بعدما قرر التنحي اثر فوزه باللقب العالمي في تسع مناسبات متتالية من 2004 حتى 2012 قبل الاكتفاء بعدها ببعض الراليات التي اختارها من اجل متعته الشخصية.

صحيح ان المشوار ما زال طويلا امام اوجييه وملاحه جوليان اينغراسيا للحاق بالاسطورة لوب، لكن اذ بقي الوضع القائم على حاله فمن المستبعد جدا ان يتمكن احد من الوقوف بوجه مدرب التزلج السابق الذي اكد الاحد "اني سعيد جدا لتمكني من حسم الامور بهذه الطريقة. لطالما وثقت بحدسي وهذا ما فعلته اليوم (الاحد) ايضا حتى وان لم يكن من الضروري تحقيق الفوز في سباق عطلة نهاية هذا الاسبوع".

 اوجييه يفرض الملل 

من المؤكد ان موسم 2016 الذي يختتم براليي ويلز (28 الحالي) واستراليا (18 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل)، لم يختلف كثيرا عن الذي سبقه ولم يحمل معه اي شيء جديد فكان روتينيا بامتياز بالنسبة لاوجييه وفريقه فولكفساغن اللذين هيمنا مجددا على البطولة تماما وجعلاها مملة الى اقصى الحدود.

ويمكن القول دون اي تحفظ بان بطولة العالم للراليات لم تكن بحاجة الى الهيمنة المطلقة لطرف واحد لكي تفقد الاستقطاب الجماهيري والمالي لانها تمر اصلا بازمة ناجمة عن غياب سائقي العيار الثقيل على غرار لوب او ماكينن وكانكونن ومواطنهما ماركوس غرونهولم والاسباني كارلوس ساينز، وعن اهتمام الصانعين الكبار بهذه الرياضة.

ويبدو ان اسم العائلة هو المتغير الوحيد في بطولة العالم للراليات اضافة الى نوع السيارة بعد اعتزال لوب في نهاية 2012 وفي جعبته جميع الارقام القياسية الممكنة، اذ خلفه مواطنه "سيب" اوجييه الذي فرض هيمنته على متن فولكسفاغن بولو آر عوضا عن سيتروين.

وعلى غرار لوب الذي خاض غمار فئة "دبليو ار سي" بعد تتويجه بلقب "جونيور دبليو ار سي" عام 2001، دخل اوجييه الى الفئة الاهم في عالم الراليات من بوابة بطولة "جونيور دبليو ار سي" التي توج بطلا لها عام 2008 على متن سيتروين التي دافع عن الوانها حتى 2011 قبل ان يقرر الخروج من ظل مواطنه الاسطورة والانتقال الى فولكسفاغن، الشركة الالمانية التي نجحت في غضون اربعة مواسم في فرض نفسها والظفر بلقب الصانعين اربع مرات متتالية.

اوجييه صنف عام 2016 بعد تتويجه الثالث الموسم الماضي بانه "موسم انتقالي، اللقب الرابع سيكون الهدف بطبيعة الحال مع العلم انه من الصعب المحافظة بشكل دائم على الالتزام، الاستثمار والجدية في التحضير للسباقات"، ثم تطرق الى موسم 2017، قائلا: "في 2017، ستكون السيارات اكثر قوة... ستكون اكثر سرعة في الطرقات المستقيمة لكنها ستكون اقل استعراضا لان زيادة عزم الدوران ليست اولوية في القوانين الجديدة".

نجح اوجييه في تحقيق الهدف الذي وضعه لموسم 2016 ويبقى الانتظار لمعرفة اذا كانت هيمنته ستتأثر بعودة سيتروين الى البطولة ومشاركتها بشكل كامل مع دعم من الصانع وبسيارة جديدة "سي 3 دبليو ار سي" او عودة تويوتا للمرة الاولى منذ 18 عاما والمشاركة بسيارة "ياريس دبليو ار سي" الى جانب القوانين الجديدة التي سترفع قوة المحركات من حوالي 300 الى 380 حصان بفضل تعديل حجم الشاحن الهوائي "توربو" وذلك اضافة الى تخفيض الوزن الادنى للسيارات بنحو 25 كلغ وامكانية اضافة عناصر انسيابية اكبر من ضمنها جناح خلفي اكبر.