&انتهت انتخابات رئاسة الفيفا بفوز السويسري جاني إنفانتينو إثر تفوقه على الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم لتبدأ التساؤلات تُطرح بقوة حول إمكانية عودة الفرنسي ميشيل بلاتيني إلى الساحة الكروية من جديد بفضل العلاقة القوية بين الرجلين حيث عملا سوياً في الاتحاد الأوروبي لسنوات طويلة.

حازم يوسف-إيلاف: حسم السويسري جاني إنفانتينو السباق الانتخابي الماراثوني من أجل الجلوس على كرسي رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم لصالحه بعد فوزه في جولة الإعادة فيما انتهت آمال الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة في الوصول إلى زعامة أهم منظمة كروية في العالم.
&
وعمل رئيس الفيفا الجديد لسنوات طويلة في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إذ تواجد في قسم الشؤون القانونية والتجارية بداية من أغسطس/أب عام 2000 قبل أن يصبح رئيساً لهذا القسم بين عاميّ 2004 و2007 واختير أميناً عاماً لليويفا في أكتوبر/تشرين الأول عام 2009.
&
ووضع الفرنسي ميشيل بلاتيني ثقته في المحامي السويسري ليصبح ذراعه الأيمن في الاتحاد الأوروبي وقد دفع به في اللحظات الأخيرة قبل إقفال باب الترشيح لانتخابات رئاسة الفيفا المبكرة التي أعلن عنها العجوز جوزيف بلاتر إثر استقالته على وقع فضائح الفساد التي ضربت الفيفا قبل يومين من انعقاد كونغرس 2015.
&
وكان بلاتيني في طريق مفتوح للفوز بالانتخابات المبكرة للفيفا بعدما أعلنت أغلبت الاتحادات القارية دعمها الكامل لأسطورة كرة القدم الفرنسية قبل أن يضطر للانسحاب والتفرغ لعملية تبرئة نفسه من تهمة الحصول على رشوة مالية من رئيس الفيفا المستقيل بلاتر في عام 2011 نظير عمل استشاري قام به بين عاميّ 1999 و2002 ومن دون عقد مكتوب.
&
وقررت لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي لكرة القدم في أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي إيقاف بلاتيني وبلاتر لمدة ثمان سنوات ومنعهما عن مزاولة أي نشاط كروي قبل أن تقلص لجنة الاستئناف المدة إلى ست سنوات قبل أيام قليلة من موعد الانتخابات الرئاسية المبكرة.
&
ويُعول بلاتيني الذي أحدث نقلة نوعية منذ تزعمه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم عام 2007 ثم أعيد انتخابه لولاية ثانية في 2011 قبل التجديد له لولاية ثالثة بالتزكية في مارس من العام الفائت على صديقه &إنفانتينو للوقوف بجانبه والانتصار في معركة "تبرئة" نفسه من كافة تهم الفساد والحصول على رشى مالية أو على الأقل تقليص فترة الإيقاف لأقل مدة زمنية ممكنة ما يتيح له الدخول في انتخابات رئاسة الفيفا المقبلة المقررة في مايو من عام 2019.
&
ولن يستمر إنفانتينو في رئاسة الفيفا لأربع سنوات كاملة بل سيستكمل ما تبقى من المدة الرئاسية لمواطنه العجوز جوزيف بلاتر الذي انتخب أواخر مايو /أيار من عام 2015 لولاية رابعة قبل إعلان تنحيه بعد أيام قليلة فقط وتحديداً في الثاني من يونيو/حزيران الماضي.
&
وأدت فضائح الفساد التي ضربت الاتحاد الدولي ووضعت عدد كبير من أبرز قيادته في السجون بطلب من وزارة العدل الأميركية بالتعاون مع النيابة العامة السويسرية إلى إيقاف بلاتر مؤقتاً من قبل لجنة الأخلاق ثم الحكم بإيقافه لثمان سنوات وتقليصه لاحقاً إلى ستة أعوام فقط ومنعه من مزاولة أي نشاط كروي.
&
ولم يلقَ تخفيف الحكم ارتياحاً لدى بلاتيني إذ قرر اللجوء إلى محكمة التحكيم الرياضي "كاس" مبدياً إصراره التام على المضي قدماً واستنفاذ كافة الخيارات الممكنة من أجل تبرئة نفسه وسمعته التي لطخت ضمن سلسلة من فضائح فساد الفيفا.
&
فهل تنجح خطط بلاتيني بالعودة إلى الساحة الكروية بشكل أكثر قوة من خلال تواجده صديقه وذراعه الأيمن على كرس رئاسة الفيفا ومن ثمّ يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة أم يقرر إنفانتينو الخروج من عباءة الفرنسي من أجل صنع تاريخ لاسمه وللمنظمة الكروية العالمية ما يضع أحلام رئيس اليويفا الموقوف حالياً في طي النسيان؟! هذا ما ستكشف عنه بكل تأكيد السنوات القليلة المقبلة.