تسلم الأوغوياني لويس سواريز، مهاجم نادي برشلونة، الاثنين، جائزة أفضل لاعب لاتيني في الدوري الإسباني لكرة القدم خلال موسم 2014-2015، والتي تمنحها سنوياً وكالة الأنباء الإسبانية.

وجرت مراسم تسليم الجائزة لسواريز في المدينة الرياضية لنادي برشلونة وتسلمها من يدي مدير قسم الرياضة في الوكالة، لويس بياريخو. وكان نجم "البرسا" مرفوقاً بخوردي ميستري، النائب الثالث لرئيس النادي الكاتالوني.

ويعتبر سواريز ثالث لاعب من أوروغواي يحصد هذه الجائزة بعد خوسيه لويس سالازار (الذي توج بها موسم 1991-1992) ودييغو فورلان (2004-2005).

وتقدم الجائزة من سنويا منذ الموسم 1990-1991 للاعبين اللاتينين الذين يحصلون في الدوري الإسباني على أفضل تقييم من جانب محرري القسم الرياضي للوكالة.

ومنذ أن انضم إلى فريق برشلونة، في صيف 2014، كرس سواريز جهوده لمد جسور التواصل مع النجمين الأرجنتيني ليونيل ميسي و البرازيلي نيمار لتشكيل واحد من أكثر خطوط الهجوم رعباً في العالم، بحيث وأحرز اللاعبون الثلاثة فيما بينهم 137 هدفاً في 2015، وسجل سواريز 41 هدفاً في 39 مباراة خاضها مع الفريق هذا الموسم، لكنه يشدد على أنه لا ينظر حتى إلى الاحصائيات كما هو الحال بالنسبة لميسي ونيمار.

وقال سواريز معلقاً على هذا الأمر، في مقابلة له مع ذات الوكالة الإسبانية: "نستمتع باللحظة التي نعيشها، علاقة كبيرة تجمعنا داخل الملعب ورائعة التي تربطنا خارجه. لا نكتب أي ورقة ولا نلعب لأجل أحد، وإنما نلعب بغريزتنا".

وأوضح أنه اذا كان اللاعبون الثلاثة بحالة جيدة فإن "باقي الزملاء سيكونون أفضل"، مشدداً على أنّ أحد أسرار البرسا يكمن في العلاقة الرائعة بين كل اللاعبين.

وأضاف قائلاً: "لدينا علاقة كبيرة مع كل الزملاء، هذا يبدو واضحاً، نسير مبتسمين وعناق جميع اللاعبين ليس ثلاثي الهجوم فقط".

وأوضح النجم الأوروغوياني إلى أنّ اللاعبين الثلاثة يكمل كل منهم الآخر،مفصحاً بقوله: "لست مثل ليو ولا يمكنني مراوغة ثلاثة أو أربعة أو خمسة لاعبين مثلما يفعل هو، لن أركض سريعا لعدة أمتار والتفوق في السرعة على المنافسين مثلما يفعل ني (نيمار). أعرف طريقة لعبي وما يمكنني تقديمه للنادي".

وأشار سواريز بأنه يستمتع باللعب، ليس فقط بتسجيل الأهداف، وإنما بصناعتها، قائلاً: "نولي الأولوية للهدف الجماعي. لا ينافس أي منا الآخر وإنما نستمتع بلحظة كل منا".

وأوضح أنه يود أن تكون له القدم اليسرى لميسي "فهي فريدة في العالم"، و"سرعة ومهارة الاحتفاظ بالكرة والسعادة" التي يتمتع بها نيمار.

ولا يعتقد سواريز انه يمر بأفضل لحظات مسيرته الاحترافية، مشيراً "أشعر بالسعادة وكوني أساعد الفريق هذا هو الأساسي".

لا زلت أتعلم في البرسا !

وعادت الذاكرة &بسواريز لبداية مشواره الاحترافي في أوروبا بعدما غادر نادي ناسيونال الأوروغوياني، حيث كانت أولى محطات مغامرته هولندا، لما لعب في أياكس أمستردام ومنه إلى ليفربول الإنكليزي ثم إسبانيا، وقال: "تركت كل الأندية التي لعبت فيها شيئاً في نفسي. دائماً يمكن تعلم أمور جديدة وبالتواجد هنا في البرسا، في الفريق الأفضل في العالم لا زلت أتعلم وأستمتع برفقة زملائي في الفريق"

وتذكر سواريز تلك الرحلات التي كان يقوم بها إلى برشلونة ومنفذ بيع برشلونة لزيارة المتحف وحلمه باقتناء حذاء النجم البرازيلي رونالدينيو، الذي لم يتمكن من شرائه.

وبسؤاله عما اذا كان التواضع يساعد اللاعبين، قال: "عندما يمر الشخص بالعوز المالي ويواجه صعوبات في الحصول على الأمور، دائماً ما يقدر الأمور بصورة أكبر بكثير، ودائماً ما يبذل قصارى جهده".

وأشار: "غالبية اللاعبين المتواجدين اليوم عانوا، وكافحوا كثيراً للوصول إلى المكانة التي بلغوها، حسناً، ولهذا يكون استغلال كل مباراة وكل موقف وكل امكانية للفوز بلقب لأقصى درجة لأنني عانيت في صغري".

وتذكر سواريز بداياته مع البرسا، قائلاً: "عندما جاءت رفيقتي (صوفيا بالبي زوجته الحالية) للعيش هنا مع أسرتها، أنا كنت آتي لزيارتها. بعدها عندما كنا في خرونينغن كذلك كنا نأتي إلى المدينة. في تلك الحقبة بدأ برشلونة في التتويج بالألقاب، دائماً ما راق لي الفريق ومتابعة مبارياته وتعرفت على بعض لاعبيه".

واستطرد قائلاً: "خلال السنوات الماضية كنت آتي بصورة كبيرة لمشاهدة العروض التي يقدمها الفريق. هذا ما حببني في المدينة والفريق في حد ذاته".

وأوضح &سواريز انه تفاجأ بالاستقبال الذي حظي به من جانب لاعبي البرسا، مشيرا: "كلهم أشخاص رائعون فازوا بكل شيء سواء على مستوى المنتخب أو مع البرسا، حققوا كل الألقاب وأن يعاملوك كواحد منهم أمر رائع".

وأشار إلى أنه تفاجأ "بعض الشيء" بفوزه بكل الألقاب مع برشلونة، مشيراً "لقد جئت إلى برشلونة لتحقيق الألقاب والقيام بأمور كبيرة، وتمكنت من ذلك، نأمل أن أتمكن من الاستمرار على نفس المنوال".

وأقر بأن برشلونة فريق "قوي للغاية" بما يمكنه من تحقيق النجاحات، رغم أنه "من الصعب للغاية" تكرار انجازات الموسم الماضي.

وأردف: "الان نتقدم بفارق جيد في الليغا عن منافسينا ووصلنا لنهائي الكأس ونعرف أن الفوز بدوري الأبطال صعب جداً. سنحاول الاستمرار على هذا الدرب وترك بصمة في النادي".

عقوبة الفيفا كانت أسوء فترة في مسيرتي&

وأشار لويس سواريز إلى أنّ عقوبة ايقافه تزامناً مع انتقاله إلى برشلونة كانت الفترة الأسوأ في مسيرته، موضحاً "يشعر المرء بأنه بعيد عن كل شيء عن الملاعب ولم يكن بإمكاني التدرب في أي ملعب كرة قدم هذا أكثر ما آلمني، ولكن حسنا، ما تبقى لي هو العمل والحفاظ على اللياقة استعدادا للمشاركة عندما يحين الوقت".

وقال انه يريد الاستمرار "سنوات طويلة" مع برشلونة ويواصل تحقيق الانتصارات، ولكنه يدرك أن الفريق الكتالوني "يضم لاعبين بصورة دائمة، لاعبون شباب ولديهم طموح ولابد من احترام ذلك القرار".

ويتصدر لويس سواريز حاليا قائمة هدافي الدوري الإسباني برصيد 25 هدفاً، متقدماً على البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم نادي ريال مدريد (22 هدفاً).