تعمل اللجنة المنظمة لكأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، بموازاة اعمال بناء الملاعب والبنية التحتية الخاصة بالاستضافة، على اختيار أفضل نوعية من العشب الذي سيغطي ارض الملاعب التي ستقام عليها المباريات بعناية.

ويختبر المنظمون 12 نوعا مختلفا من العشب زرعت في اراض زراعية سابقة قرب الدوحة.

وتنمو هذه الانواع من العشب في مركز الابحاث والتطوير لايجاد افضل ارضية للملاعب التي ستستضيف نهائيات المونديال لمدة 28 يوما بعد ست سنوات.

ويقع هذا المركز في منطقة مراخ، غرب الدوحة.

ويقول ياسر عبدالله الملا مدير ادارة التجمل وارضيات الملاعب الرياضية في اللجنة المنظمة المكلف اختيار النوع الافضل من العشب لملاعب المونديال "انه مرفق فريد من نوعه ولا يوجد مثله في هذه المنطقة".

ويتابع "نحن نبحث عن افضل نوع من العشب يمكن ان ينمو في المنطقة وفي الدوحة. نحن نتطلع للافضل من الافضل".

وللتأكيد على التحول في قطر، فان مكان مركز الابحاث والتطوير كان في السابق مكانا لزرع التمور، وكان السكان المحليون يجلبون ماشيتهم اليه لشرب المياه العذبة.

واصبح المكان الان مركزا لاختبار التكنولوجيا العالية بني في ظل استاد خليفة الدولي، الذي يستضيف بطولة العالم لالعاب القوى عام 2019، وبعض مباريات مونديال 2022.

وتستقدم جميع انواع العشب من الخارج، وعادة من الولايات المتحدة، ويتم نقلها كما تنقل الاغصان بصناديق يسع كل منها الى 40 كيلوغراما، ثم يزرع ويروى وينمو في الظل تماما، وفي ظل جزئي، او يبقى مكشوفا تحت رحمة المناخ الصحراوي القاسي في قطر.

ويروى العشب مرة واحدة في اليوم، وزرع على شكل ملعب كامل لكرة القدم او على شكل مربعات صغيرة بطول متر لكل جهة، حسب ما يجري اختباره.

ويفحص العشب ليس فقط لجهة تحمله للمناخ، بل ايضا لناحية امكانية اللعب وجمالياته، هذا بالرغم من ان منافسات مونديال 2022 ستقام في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الاول/ديسمبر حيث تصل درجات الحرارة الى نحو 25 درجة مئوية.

وانواع العشب هي مجموعة تم اختيارها من انواع مثل برمودا، وهو عشب سريع النمو وقوي، وباسبالوم الموجود في المناطق شبه الاستوائية ..

وقد بدأت التجارب على انواع العشب العام الماضي، وسيتم اتخاذ القرار النهائي باختيار احدها في 2017.

ويشير الملا الى ان الاختيار يقع على عاتق قطر، ولكن يتعين الحصول على موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وأوضح "نستخدم مساحة لا تقل عن 20 الف متر مربع من العشب المزروع حاليا كحقل للتجارب، ويمكن استخدام العشب الحالي في الملاعب الموجودة في قطر".

وتابع "من التجارب التي نقوم بها ايضا كيفية التدخل السريع في حال حدوث أي أضرار في أرضيات الملاعب، حيث سبق لنا تجربة هذه التقنية بشكل فعلي وناجح".

- استثمار تجاري -

ان الاكتفاء بالنظر للامر كمنطقة رائعة وخضراء أمر خاطىء، لان العشب الرياضي يشكل سوقا تجاريا كبيرا في العالم، واسماء انواع العشب التي يجري اختبارها تبقى سرية لاسباب تجارية، باستثناء نوع واحد يعرف بشكل غامض باسم "لاتيتود 36".

وذكرت شركة "تيكنافيو" الاميركية للابحاث في وقت سابق من هذا العام انه من المتوقع ان يصل حجم سوق العشب الرياضي في العالم الى 3 مليارات دولار في 2019.

ورفض الملا الكشف عن المبلغ الذي انفقته قطر حتى الان في البحث عن النوع الصحيح من العشب.

وتواجه قطر انتقادات من منظمات حقوقية بسبب سوء معاملة العمال في المنشآت الخاصة بمونديال قطر 2022 ومنها استاد خليفة بالذات كما ذكرت منظمة العفو الدولية في بيانها الاخير في اذار/مارس الماضي.