افلت ثنائي مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون والالماني نيكو روزبرغ من العقوبة بعدما اعتبر مراقبو جائزة اسبانيا الكبرى، المرحلة الخامسة من بطولة العالم لسباقات فورمولا واحد، ان الاول قام بمحاولة مشروعة من اجل تجاوز زميله الذي كان يحق له ايضا الدفاع عن مركزه.

وتسبب هاميلتون، بطل العامين الماضيين، في وضع حد لاحتكار زميله روزبرغ، الفائز بالسباقات السبعة الاخيرة امتدادا من الموسم الماضي، وذلك باخراجه من السباق منذ اللفة الاولى بعدما حاول استعادة الصدارة التي خسرها البريطاني عند الانطلاق.

وتمكن روزبرغ من تجاوز هاميلتون عند الانطلاق لكن سرعان ما حلت "الكارثة" بعدما حاول البريطاني تجاوز زميله الا انه فقد السيطرة على سيارته عند المنعطف الرابع بعد ان خرج عن المسار نتيجة اقفال الباب عليه من قبل زميله الالماني فاطاح بسيارة الاخير وخرجا معا من الحلبة.

وتدخلت بعدها سيارة الامان من اجل السماح بازالة سياراتي ابطال العالم ثم خرجت في اللفة الرابعة فاسحة الطريق امام الهولندي ماكس فيرشتابن (ريد بول-تاغ هيوير) لكي يصبح اصغر سائق (18 عاما) يفوز في بطولة العالم لسباقات الفئة الاولى.

وفتح مراقبو السباق تحقيقا بالحادث الذي حصل بين ثنائي مرسيدس وتوصلوا بعد السباق الى خلاصة بان ما حصل في اللفة الاولى كان حادث تسابق وذلك بعدما استدعوا السائقين واستمعوا اليهما.

ورأى مراقبو السباق بعد دراسة جميع المعطيات الفنية التي حصلوا عليها من جميع الفرق ان الفارق بين السائقين كان 17 كلم/ساعة على الخط المستقيم عندما حاول روزبرغ "المتواجد على الجهة اليمنى ان يدافع عن مركزه، ويحق له القيام بذلك".

واضافوا انه عندما رأى هاميلتون "فسحة حاول التجاوز من الداخل (على اليمين)"، مؤكدين بان روزبرغ "كان يملك الحق في ان يقوم بهذه الخطوة" وبان محاولة هاميلتون كانت "معقولة"، وبالتالي فان ايا من السائقين "لم يكن محقا تماما او مخطئا تماما" ولهذا السبب لن تكون هناك اي عقوبة بحقهما.

وعلق روزبرغ على قرار مراقبي السباق، قائلا: "علينا تقبل القرار بأن ما حصل كان مجرد حادث تسابق. هذا هو القرار والحكم النهائي".

وفي رده على سؤال اذا كان يلوم هاميلتون على الحادث، اجاب روزبرغ: "لم اقل ذلك. انا اقول بأنه علينا المضي قدما".

اما هاميلتون، فرد على اذا ما كان يتحمل مسؤولية ما حصل قائلا: "لن اخوض في هذه النقاشات. في البداية اود الاعتذار من كافة اعضاء الفريق. عندما توقفت السيارة عن العمل شعرت بغصة كبيرة اذ هناك حوالي 1300 شخص في مصنعنا يبذلون كل ما لديهم من اجل ان نسابق".

وتابع: "لا يمكنني ان اصف خيبة الامل التي اشعر بها بعدما فشلنا في تحقيق النتيجة التي يستحقها الفريق. كنت الحق به (لروزبرغ) ولم اتبع نفس خط التسابق، هو اختار الخط الداخلي عند المنعطف الثالث. المساحة الى اليسار كانت اصغر بكثير من اليمين، لذلك اخترت اليمين".

واردف قائلا: "كان هناك مجال للتجاوز، وكسائق سباقات أسرع بـ17 كلم/ساعة من السائق المتواجد تامامك من الطبيعي أن تسعى للتجاوز. سأحاول المضي قدما والتأكيد للفريق بأني سأحرص على عدم تكرار ما حصل".

ورغم خيبة سباق اسبانيا الذي يعيد الى الاذهان ما عاشه فريق مرسيدس من نزاع داخلي في الموسمين الماضيين، لا يزال روزبرغ في الصدارة برصيد 100 نقطة لكن الفنلدي كيمي رايكونن (فيراري) الذي حل ثانيا خلف فيرشتابن، تقدم الى المركز الثاني برصيد 61 نقطة، مقابل 57 لهاميلتون الذي تراجع الى المركز الثالث و48 لكل من الالماني سيباستيان فيتل (فيراري) وزميله السابق في ريد بول الاسترالي دانييل ريكياردو اللذين حلا في المركزين الثالث والرابع على التوالي.

لكن مسعى روزبرغ لمعادلة او تحطيم رقم فيتل من حيث عدد الانتصارات المتتالية (9 عام 2013) توقف وسيكتفي بتشارك المركز الثاني (7 انتصارات متتالية) مع مواطنه الاسطورة ميكايل شوماخر (2004) والايطالي البرترو اسكاري (1952-1953).