يدرك بافل فربا ان مهمة منتخب بلاده تشيكيا ستكون صعبة في نهائيات كأس اوروبا لكرة القدم المقررة في فرنسا من 10 حزيران/يونيو الحالي الى 10 تموز/يوليو المقبل، بيد ان تجربته السابقة في عالم التدريب علمته ان المفاجأة واردة دائما في عالم المستديرة.

ويقول فربا صاحب ال52 عاما والذي يخوض اول بطولة كبيرة في مسيرته التدريبية "لا يمكننا القول اننا ذاهبون الى فرنسا كاحد المنتخبات المرشحة، ولكننا لا نريد العودة الى بلادنا بعد الدور الاول".

وأضاف "أعتقد أننا واحد من المنتخبات التي بامكانها خلق المفاجأة. كرة القدم هي لعبة جميلة لأنه حتى أضعف المنتخبات من الناحية النظرية بامكانها الفوز على المنتخبات المرشحة".

الحديث عن المفاجآت: بعد فوز بلقب الدوري السلوفاكي على رأس الادارة الفنية لفريق زيلينا عام 2007، تولى فربا في العام التالي تدريب فيكتوريا بلزن الذي كان يعاني الامرين في الدوري التشيكي، ونجح في تحويل لاعبيه الى نجوم في غضون خمس سنوات.

حتى ان وسائل الاعلام التشيكية وصفته بصاحب "اعجوبة بلزن" وذلك بعدما تمكن منذ تسلمه مهامه في فيكتوريا بلزن عام 2008 من قيادة الاخير الى لقب الدوري المحلي عامي 2011 و2013 والمشاركة باستمرار في المسابقتين الاوروبيتين (دوري ابطال اوروبا والدوري الاوروبي "يوروبا ليغ").

وكان فربا صرح قبل اول حصة تدريبية له مع فيكتوريا بلزن في تشرين الاول/اكتوبر 2008: "لا تفكروا بأنني جئت الى هنا كي ننهي الموسم في المركز الثالث عشر في الدوري ونقلق في كل وقت من الهبوط الى الدرجة الثانية".

وتحدث قائد الفريق وقتها بافل هورفاث في وقت لاحق ساخرا، وقال: "يا إلهي، الآن سيقول لنا انه يريد الفوز باللقب وسأموت من الضحك".

ولكن ما كان يبدو مستحيلا تحول الى حقيقة واقعة. تمكن فربا من تشكيل فريق قوي يلعب كرة قدم جذابة باسلوب هجومي نجح بفضله في انتزاع لقب الدوري في 2011 و2013، وقاده في العامين نفسهما الى المشاركة في مسابقة دوري ابطال اوروبا.

وستعتز جماهير بلزن لفترة طويلة بذكرى المباريات ضد عمالقة برشلونة الاسباني وميلان الايطالي وبايرن ميونيخ الالماني ومانشستر سيتي الانكليزي، والفوز في الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" على أتلتيكو مدريد الاسباني ونابولي الايطالي بقيادة فيربا على رأس الادارة الفنية للفريق.

وحتى بعد مرور عامين عن رحيله، لا يزال سحر فربا يعمل - تحت قيادة مساعده في المنتخب الوطني كارل كرييتشي، حيث يوجد فيكتوريا بلزن الان في وضع جيد للدفاع على لقب بطل الدوري التشيكي الذي احرزه عام 2015.

من مواليد 6 كانون الاول/ديسمبر 1963، بدأ فربا مسيرته التدريبية عام 2003 مع بانيك اوسترافا، وفي مباراته الاولى مع فريقه مني بخسارة مذلة امام سلافيا براغ صفر-7.

انتقل في العام التالي الى تدريب اف كي بوتشوف لمدة موسمين قبل ان ينتقل الى زيلينا عام 2006 وحتى 2008 وعمل في الوقت ذاته مساعدا لمدرب منتخب سلوفاكيا.

استلم فربا تدريب المنتخب التشيكي في الاول من كانون الثاني/يناير 2014 وقاده الى صدارة مجموعته في التصفيات المؤهلة الى كأس اوروبا امام ايسلندا وتركيا وهولندا.

كمستشار له، اختار فربا مدرب سلوفاكيا السابق كاريل بروكنر (76 عاما) الذي قاد جمهورية التشيك للفوز ببرونزية كأس الامم الاوروبية 2004 بفضل الاسلوب الهجومي بقيادة بافل ندفيد وكاريل بوبورسكي وفلاديمير سميتشر وتوماس روزيتسكي وميلان باروش.

حافظ فربا على الاسلوب الهجومي للمنتخب التشيكي منذ استلام مهمة تدريبه، لكنه في المقابل وعلى الرغم من وجود احد افضل حراس المرمى في العالم العملاق بيتر تشيك، فشل المنتخب في الحفاظ على نظافة شباكه في المباريات ال19 التي خاضها باشرافه قبل ان يسحق مالطا وديا 6-صفر الاسبوع الماضي.

ومن أصل تسع مباريات ودية لعبتها جمهورية التشيك تحت قيادة فربا، فاز الفريق مرة واحدة وخسر خمس مرات.

لكن فيربا، الذين يعتبر الاسباني بيب غوارديولا والتشيلي مانويل بيليغريني قدوة له، تمكن دائما من الفوز في المباريات الهامة، بما في ذلك لقاءيه ضد الهولنديين في التصفيات.

لا يعتبر فربا المتزوج وأب لابنتين، صديقا لوسائل الاعلام والرد على اسئلتهم، فعندما سئل عن حظوظ منتخب بلاده في كأس اوروبا بعد القرعة التي وضعته في المجموعة الرابعة إلى جانب كرواتيا واسبانيا وتركيا، قال: "إن نتائج القرعة واضحة، وليس هناك اي معنى للحديث عنها".

وتستهل تشيكيا، وصيفة نسخة 1996 في انكلترا، مشوارها ضد اسبانيا في 13 حزيران/يونيو في تولوز.