يبدأ المنتخب الاسباني مشوار الانجاز التاريخي المتمثل بالاحتفاظ باللقب للمرة الثالثة على التوالي والانفراد بالرقم القياسي في عدد الالقاب القارية غدا الاثنين بمواجهة تشيكيا في تولوز في الجولة الاولى من منافسات المجموعة الرابعة ضمن كأس اوروبا لكرة القدم.

وحققت اسبانيا انجازا غير مسبوق قبل 4 اعوام عندما اصبحت اول منتخب يحتفظ بلقب كأس اوروبا بعد فوزها الكبير في المباراة النهائية على ايطاليا برباعية نظيفة مؤكدة هيمنتها على الساحتين القارية والعالمية كونها ظفرت بلقبها العالمي الاول قبلها بعامين في جنوب افريقيا 2010.

وتكتسي البطولة القارية في فرنسا اهمية كبيرة للاسبان كونها بوابتهم لضرب اكثر من عصفور بحجر واحد: الاحتفاظ باللقب للنسخة الثالثة على التوالي (انجاز غير مسبوق)، رفع رصيدهم الى 4 القاب في البطولة والانفراد بالرقم القياسي في عدد الالقاب الذي يتقاسمونه حاليا مع المانيا بطلة العالم، ومحو خيبة الامل الكبيرة في مونديال البرازيل 2014 عندما تنازلوا عن اللقب العالمي بخروجهم من الدور الاول، بالاضافة الى طمأنة جماهيرهم على الجيل الجديد عقب اعتزال ابرز صانعي الملاحم التاريخية في السنوات الثماني الاخيرة.

وتدخل اسبانيا الى نهائيات فرنسا بمعنويات مهزوزة اثر سقوطها الودي على ارضها امام جورجيا (صفر-1) الثلاثاء الماضي حيث تلقت هزيمتها الاولى في مبارياتها الـ12 الاخيرة وتحديدا منذ خسارتها الودية ايضا امام هولندا في 31 اذار/مارس 2015، كما ان معسكرها تلقى ضربة قوية بالكشف عن ورود اسم حارس مرماها ومانشستر يونايتد الانكليزي دافيد دي خيا في تحقيق حول فضيحة جنسية.

وبدا مدرب اسبانيا فيسنتي دل بوسكي متفائلا بخصوص مشوار لاعبيه وطالبهم بان يضعوا الفوز باللقب هدفا اساسيا بقوله لفرانس برس: "يجب الا نضع لانفسنا اي حدود. لا يمكننا القول اننا سنكون سعداء اذا وصلنا الى الدور نصف النهائي، يجب ان نطمح الى الفوز بها".

واستخلص دل بوسكي العبر من المشاركة الكبرى الاخيرة قبل عامين وقرر خوض نهائيات فرنسا بعشرة لاعبين جدد في تشكيلة الـ23 التي ضمها، راضخا بذلك امام الانتقادات التي وجهت اليه واتهمته بانه يفضل الاعتماد على لاعبين قادوا اسبانيا الى المجد في الاعوام الاخيرة رغم تقدمهم في السن عوضا عن الاستعانة بالشبان.

لكن دل بوسكي حافظ على 5 من الركائز الذين ساهموا في عودة "لا فوريا روخا" الى ساحة الالقاب قبل 8 اعوام في سويسرا والنمسا، اذ تضم تشكيلته الحارس القائد ايكر كاسياس وسيرخيو راموس واندريس انييستا وسيسك فابريغاس ودافيد سيلفا الذين كانوا مع المنتخب خلال حملاته التاريخية في كأس اوروبا 2008 و2012 ومونديال 2010.

ويدخل المنتخب الاسباني مواجهته امام تشيكيا بتفوق معنوي كونه تغلب على الاخيرة ذهابا وايابا في تصفيات كأس اوروبا 2012، لكن دل بوسكي حذر لاعبيه من قوة المنتخب التشيكي الذي ابلى البلاء الحسن في تصفيات النسخة الحالية.

وقال "لا يجب النظر الى الانجازات السابقة، كرة القدم تغيرت كثيرا وجميع المنتخبات تطمح الى البطولات وتشيكيا واحد منها. لقد وقعوا في مجموعة قوية ضمت هولندا، وصيفة مونديال 2010، وثالثة المونديال الاخير في البرازيل".

 اختبار التأكيد 

لا يختلف طموح دل بوسكي عن نظيره التشيكي بافل فربا الذي اكد: "لا يمكننا القول اننا ذاهبون الى فرنسا كاحد المنتخبات المرشحة، ولكننا لا نريد العودة الى بلادنا بعد الدور الاول"، مضيفا "أعتقد بأننا واحد من المنتخبات التي بامكانها صنع المفاجأة. كرة القدم هي لعبة جميلة لأنه حتى أضعف المنتخبات من الناحية النظرية بامكانه الفوز على المنتخبات المرشحة".

ويدرك فربا ان مهمة منتخب بلاده ستكون صعبة، بيد ان تجربته السابقة في عالم التدريب علمته ان المفاجأة واردة دائما في عالم المستديرة.

وبعد الفوز بلقب الدوري السلوفاكي على رأس الادارة الفنية لفريق زيلينا عام 2007، تولى فربا في العام التالي تدريب فيكتوريا بلزن الذي كان يعاني الامرين في الدوري التشيكي، ونجح في تحويل لاعبيه الى نجوم في غضون 5 سنوات، حتى ان وسائل الاعلام التشيكية وصفته بصاحب "معجزة بلزن" وذلك بعدما تمكن من قيادته الى احراز اللقب المحلي عامي 2011 و2013 والمشاركة في المسابقتين الاوروبيتين (دوري ابطال اوروبا والدوري الاوروبي "يوروبا ليغ").

وتسعى تشيكيا الى تأكيد مشوارها الرائع في التصفيات، وستكون مواجهة اسبانيا بمثابة امتحان للوقوف على مدى قدرتها على الذهاب بعيدا في مشاركتها السادسة على التوالي.

ويعتمد فربا على الاسلوب الهجومي بدليل ان تشيكيا انهت التصفيات كاقوى خط هجوم في مجموعتها برصيد 19 هدفا، بيد انها عانت في خط الدفاع حيث دخل مرماها 14 هدفا.

ويعول فربا على الخصوص على خبرة حارس مرمى ارسنال الانكليزي العملاق بيتر تشيك وزميله في النادي اللندني لاعب الوسط توماس روزيسكي ولاعب وسط بوردو الفرنسي ياروسلاف بلاسيل، علما بان هذا الثلاثي هو من بقي من منتخب 2004 الذي قدم اسلوبا هجوميا رائعا وحقق نتائج طيبة قبل ان يسقط في نصف النهائي في ما يشبه المفاجأة امام اليونان التي توجت لاحقا باللقب على حسب منتخب الدولة المضيفة البرتغال 1-صفر.