ويحظى كابتن منتخب البرتغال، 31 عاما، بفرصة للفوز بأول ألقابه الدولية مع منتخب بلاده، في نهائي اليورو أمام منتخب الديوك على ملعب ستاد دو فرانس.

وقال فرديناند لبي بي سي سبورت :"الجميع في هذا البلد (فرنسا) سيكون ضده، لكنه سيتمكن من اجتياز هذه العدائية، ويتخلص من الخوف".

وأكد أن الفرنسيين يدركون أن كريستيانو هو "اللاعب القادر على تحطيم حلمهم، نظرا لتمكنه من تقديم لحظات سحرية في المباريات الكبرى خلال مسيرته الرياضية".

مشيرا إلى أن أحد أسباب تألقه وكونه نجما فوق العادة أنه لا ينزعج من المباريات الكبرى - على العكس تماما في الواقع.

وأضاف المحلل الحالي لبي بي سي سبورت في اليورو :"النجوم مثله يستمتعون بهذه الحالات، ويستمتعون بالضغوط التي تدفعهم لتقديم أفضل ما لديهم، بينما يتعثر لاعبون آخرون".

هذه فرصته الأخيرة مع البرتغال

ساعد رونالدو منتخب بلاده في الوصول إلى نهائي أمم أوروبا عندما استضافتها البرتغال في عام 2004، لكنهم خسروا المباراة النهائية أمام اليونان، ومنذ ذلك الوقت لم تصل البرتغال إلى هذه النهائي.

وأوضح فرديناند أن رونالدو كان صغيرا وقتها ولم يتجاوز عمره 19 عاما، كان مجرد فتى.

ولعب فرديناند، 37 عاما، إلى جوار رونالد في مانشستر يونايتد في الفترة من 2003 وحتى 2009، قبل أن ينتقل النجم البرتغالي إلى ريال مدريد الإسباني.

ويقول عن تلك الفترة :"أتذكر ردة فعله لكنني أعتقد أنه كان صغيرا جدا وقتها، في مثل هذه السن تتوقع أنك ستتمكن من الوصول إلى مباراة نهائية سريعا لإصلاح ما حدث، لكن رونالدو اضطر للانتظار 12 عاما".

وتابع أعتقد أنه يدرك أن هذه فرصته الأخيرة للفوز ببطولة مع بلاده، "معرفته بهذا ستجعله أكثر خطورة، وسيعمل بقوة حتى لا يخطأ هذه المرة".

ويقدم كريستيانو عروضا رائعة للبرتغال في الأوقات الحاسمة، على سبيل المثال ثلاثيته ضد السويد في مباراة كأس العالم 2014.

رونالدو يحلق في الهواء "مايكل غوردان كرة القدم"

رونالدو الآن صاحب أعلى عدد من الأهدف في تاريخ البطولات الأوروبية برصيد تسعة أهداف.

ويحمل أيضا رقما قياسيا في عدد الأهداف التي أحرزها برأسه بخمسة أهداف، اثنان منها في فرنسا ثم هدفه الرائع الأخير في ويلز.

لكن فرديناند يرى أن الأمر ليس بغريب على رونالدو الذي يجيد ألعاب الهواء، حتى عندما انضم إلى مانشستر عام 2003 كان رائعا في اللعب برأسه أيضا.

ويقول :"أحرز العديد من الأهداف برأسه بطريقة رائعة جعلته أقرب لاعب في كرة القدم إلى أسطورة كرة السلة مايكل غوردون".

ويوضح أنه يستخدم نفس طريقة غوردان في القفز والتعلق في الهواء والقدرة على البقاء لبرهة لتقييم الموقف ثم اختيار المكان الذي سيضع فيه الكرة بكل قوة.

ومن ذكريات لاعب مانشستر السابق التي لا ينساها، هدف رونالدو برأسه في مرمى روما الإيطالي في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا أبريل/ نيسان 2008.

ومثلما فعل أمام ويلز فقد ارتقى لأعلى بشكل لا يصدق وطاقة مذهلة، وضرب الكرة بقوة داخل المرمى، كان من الرائع رؤية هذا الهدف.

وستمثل قدرات رونالدو الرأسية تهديدا قويا للفرنسيين في النهائي، بجانب ما يمتلكه ناني، اللاعب السابق في فريق مانشستر أيضا.

ما الذي تغير؟ القليل من المراوغة

نفذ 86 لاعبا في يورو 2016 مراوغات وهجمات فردية أكثر من الثلاثة التي نفذها رونالدو في ست مباريات.

ويقول عنها فرديناند :"تميز دائما بانطلاقاته الرائعة للأمام لكنه لم يعتمد على هذا الأسلوب في لعبه حاليا".

وسجل رونالدو 42 هدفا لصالح مانشستر يونايتد في موسم 2007-2008.

وهو الأن "ماهر جدا في اختيار المكان الذي يحاول من خلاله استقبال الكرة، وعندما يسيطر عليها يخلق لنفسه ياردة واحدة فقط للعب الكرة سواء بالتسديد على المرمى أو التمرير لزملائه".

ويعمل نجم ريال مدريد بقوة على الارتقاء بمستواه وتطوير أدائه باستمرار، مما ساعده على تغيير نفسه دائما منذ بداية مسيرته.

ويصفه فرديناند بأنه حاذق ويتمتع بذكاء كروي، وما كان ليتمكن من إحراز 50 هدفا في موسم واحد واللعب ستة مواسم لنادي مثل ريال مدريد إذا لم يكن كذلك بالفعل.

لكن ذكاء رونالدو حاد مما ساعده على التطور كلاعب وفهم قدراته الجسدية جيدا وإلى أي مدى يمكنه أن يصل وكيف يحقق هذا.

 

التفوق على ميسي- هل يمكنه هذا؟

تمثل مباراة الأحد فرصة أمام رونالدو لتحقيق المجد الشخصي، وفرصة أيضا للتفوق على لاعب برشلونة ومنتخب الأرجنتين ليونيل ميسي، في سباق الفوز بلقب أفضل لاعب في العالم.

لم يسبق لميسي الفوز بلقب دولي لمنتخب الأرجنتين وأعلن اعتزاله اللعب دوليا عقب خسارة المباراة النهائية في بطولة كأس أمم أمريكا اللاتينية (كوبا أمريكا) أمام تشيلي، الشهر الماضي.

ويقول فرديناند :"إن فوز رونالدو ببطولة أوروبا سيمثل إنجازا كبيرا له، لكن لا أعتقد أنها ستمنحه أفضلية وترجح كفته في الفوز بلقب أفضل لاعب في العالم بدلا من ميسي".

ويراقب ميسي ما يفعله رونالدو وما سيحدث في مباراة فرنسا، وهناك معركة حاسمة تدور في عقل كل منهما حول ما قدمه لناديه وبلاده.

وحول فرنسا وما ستفعله في المباراة، يوضح فرديناند أن مهمة رونالدو بالتأكيد ستكون صعبة، لأن الفريق الفرنسي في حالة جيدة ويمتلك لاعب قادر على تغيير المباراة وهو أنطوان غريزمان.

ويقول :"حتى لو كان رونالد في أحسن حالاته، فإنهم سيفعلون أي شيء للفوز حتى لو اضطروا إلى اللعب بشكل مزعج مثلما فعلوا طوال مسيرتهم في البطولة".

ويختتم تحليله بالقول إنه يحب أن يرى رونالدو يفوز بالبطولة، لكن الأمر محرج للغاية نظرا لوجود أصدقاء لي في كلا المعسكرين، رونالدو وناني في البرتغال وفي فرنسا هناك بول بوغبا وباتريك إيفرا.

لذلك :"لست منزعجا بشأن النتيجة أريد فقط الاستمتاع بمباراة جيدة، وأفضل رؤية رونالدو وغريزمان يقدمان كل ما لديهما وينهيان البطولة بنجاح".