يقف المهاجم المتألق كريستيانو رونالدو افضل لاعب في العالم في العامين الماضيين والذي قاد فريقه ريال مدريد الاسباني الى لقبه الحادي عشر في دوري ابطال اوروبا، امام تحدي اثبات الذات مجددا في فرصته الاخيرة لنقل نجاحاته الى المنتخب البرتغالي.
وشتان بين انجازات رونالدو على صعيد الاندية ولا سيما ريال مدريد، وبين ما حققه مع المنتخب.
فليس بامكان احد التشكيك بان رونالدو يعتبر من افضل اللاعبين الذين عرفتهم الملاعب، لكن نجم ريال مدريد لم يتمكن حتى الان من نقل تألقه على مستوى الاندية الى الساحة الدولية ان كان على الصعيدين العالمي او القاري.
لقد دون قائد المنتخب البرتغالي اسمه بالحرف العريض في سجل النجوم الكبار الذين اخفقوا بفرض سطوتهم على المسرح العالمي بعدما فشل في اظهار اي من لمحاته التي قدمها في الملاعب الانكليزية والاسبانية والاوروبية.
ستكون صفة اللاعب الذي تألق على صعيد الاندية وفشل على الساحة الدولية مترافقة مع رونالدو حتى اشعار اخر، خصوصا انه لم يقدم ايضا شيئا يذكر دوليا حتى الان ان كان في كأس اوروبا او في كأس العالم، وسيكون بالتالي امام امتحان جديد يخوضه بمعنويات مرتفعة بعد ان قاد ريال مدريد الى تعزيز رقمه القياسي باللقب الحادي عشر في دوري الابطال.
وتوج رونالدو هدافا للمسابقة في موسم 2015-2016 بتسجيله 16 هدفا، وان فشل في معادلة او تحطيم رقمه القياسي في المسابقة في موسم واحد وهو 17 هدفا وحققه خلال قيادته النادي الملكي الى لقبه للقب العاشر في المسابقة الموسم قبل الماضي.
ويتصدر رونالدو ترتيب هدافي دوري ابطال اوروبا برصيد 94 هدفا، متقدما بفارق 11 هدفا على الارجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة.
ونفذ رونالدو الركلة الترجيحية الحاسمة لريال للفوز على مواطنه اتلتيكو مدريد 5-3، بعد ان تعادل الفريقان 1-1 في الوقتي الاصلي والايطالي على ملعب سان سيرو في ايطاليا في المباراة النهائية في الثامن والعشرين من ايار/مايو الماضي.
يعاني رونالدو وبيبي زميله في ريال مدريد من الارهاق بالطبع جراء موسم طويل محليا واوروبيا، وهما غابا عن بداية الاستعدادات لكأس اوروبا حيث اضطر المدرب فرناندو سانتوس الى عدم اشراكهما في المباريات الودية الاعدادية وتأخير التحاقهما بمعسكر المنتخب حتى الاسبوع التالي لنهائي دوري ابطال اوروبا.
ويقول سانتوس "ليس لدي اي شك في ان كريستيانو رونالدو سيكون في أفضل مستوى لان طموحاته كبيرة".
وسبق ان واجه رونالدو وضعا مماثلا عام 2014 حين قاد ريال مدريد الى لقبه العاشر في دوري ابطال اوروبا على حساب اتلتيكو بالذات، ثم ذهب الى البرازيل للمشاركة في كأس العالم، فخانته لياقته بعد الجهد الذي بذله طوال الموسم، وخرج منتخب البرتغال من الدور الاول وتعرض الى خسارة ثقيلة برباعية نظيفة امام نظيره الالماني في مباراته الاولى.
سيرة ناصعة
بدأت قصة رونالدو، الذي ولد في الخامس من شباط/فبراير عام 1985 في جزيرة ماديرا، مع الكرة المستديرة حين كان في الثالثة من عمره، وهو بدأ اللعب مع فريق اندورينيا للهواة حيث كان والده يعمل، وذلك عام 1995 حين كان في الثامنة، ثم انتقل عام 1997 الى سبورتينغ لشبونة بنصيحة من والده الذي رفض انتقاله الى بورتو وبوافيستا.
وسرعان ما لفت البرتغالي الشاب الذي اطلق عليه والده اسم رونالدو (اسمه الحقيقي كريستيانو رونالدو دوس سانتوس افيرو) تيمنا برئيس الولايات المتحدة السابق رونالد ريغن، انظار مدرب مانشستر اليكس فيرغوسون الذي خاطر بالتعاقد معه عام 2003 بعدما اعجب موهبته خلال مباراة جمعت "الشياطين الحمر" بسبورتينغ لشبونة (1-3) في افتتاح ملعب "ستاديو جوزيه الفالدي".
واصبح رونالدو اول لاعب برتغالي ينضم الى مانشستر يونايتد اذ وقع معه عقدا بعد موسم 2002-2003 مقابل 24ر12 مليون جنيه استرليني.
احرز مع مانشستر لقب الدوري المحلي ثلاث مرات، والكأس المحلية مرة واحدة، وكأس رابطة الاندية مرتين، ودوري ابطال اوروبا مرة واحدة اضافة الى نهائي 2009، وكأس العالم للاندية مرة واحدة ايضا.
حمله تألقه الى مغامرة مع ريال مدريد بدءا من موسم 2009-2010 بصفقة كانت الاغلى في التاريخ في حينها ووصلت الى 94 مليون يورو.
ونضجت موهبة رونالدو أكثر مع ريال مدريد فقاده الى العديد من الالقاب المحلية، ولكن الاهم الى لقبين في دوري ابطال اوروبا عامي 2014 و2016.
يمتاز رونالدو بسجل تهديفي عال، فسجل مع سبورتينغ لشبونة (5 اهداف في 31 مباراة)، ومع مانشستر (118 هدفا في 292 مباراة) ثم مع ريال مدريد (364 هدفا في 347 مباراة).
وسجل مع المنتخب البرتغالي حتى الان 56 هدفا في 125 مباراة.
خيبة على الساحة الدولية
على الصعيد الدولي، لعب رونالدو دورا رئيسيا في وصول منتخب بلاده إلى نهائي كأس اوروبا عام 2004 في البرتغال قبل ان يخسر امام اليونان، كما وصل مع المنتخب الاولمبي الى نهائيات مسابقة كرة القدم في اولمبياد اثينا 2004 حيث خرج منتخب بلاده من الدور الاول.
وكان أول ظهور دولي لرونالدو في اب/أغسطس 2003 ضد كازاخستان، وسجل هدف البرتغال الوحيد في المباراة التي خسرتها في افتتاح كأس اوروبا 2004 امام اليونان (1-2) وفي الدور نصف النهائي امام هولندا (2-1)، عندما كان في التاسعة عشرة من عمره.
ويملك النجم البرتغالي فرصة ان يكون اول لاعب يسجل في اربع نهائيات اوروبية متتالية، كما انه يتأخر بثلاثة اهداف فقط عن الفرنسي ميشال بلاتيني صاحب الرقم القياسي في عدد الاهداف في كأس اوروبا (تسعة اهداف).
التعليقات