تحمل الرامية راي باسيل آمال أكثر من أربعة ملايين لبناني، لكونها مرشحة لإعادة اسم "بلاد الأرز" الى لائحة الميداليات الأولمبية بعد غياب 36 عاما، عندما تشارك في دورة ألعاب ريو دي جانيرو من 5 الى 21 آب/اغسطس.

وتعود الميدالية الأخيرة للبنان في الألعاب الأولمبية عندما انتزع حسن بشارة برونزية المصارعة اليونانية-الرومانية لوزن فوق الثقيل في اولمبياد موسكو 1980.
 
وكانت باكورة الميداليات الاولمبية للبنان في دورة هلسنكي 1952 حين احرز زكريا شهاب فضية المصارعة اليونانية-الرومانية لوزن دون 57 كلغ، وخليل طه برونزية المصارعة اليونانية-الرومانية لوزن دون 73 كلغ، ثم شهد اولمبياد ميونيخ 1972 تحقيق محمد الطرابلسي فضية رفع الاثقال لوزن دون 75 كلغ.
 
وستشارك باسيل في الألعاب بموجب بطاقة دعوة استحقتها نظرا الى نتائجها القوية في غالبية مشاركاتها الخارجية، فهي أحرزت لقب بطلة آسيا في الكويت قبل ان تشطب نتائجها لاحقا بسبب تعليق أنشطة الرياضة الكويتية من قبل اللجنة الاولمبية الدولية، كما حققت انجازا جديدا بفوزها بدورة قبرص الدولية في الرماية من الحفرة الاولمبية "تراب"، المرحلة الاولى من 5 مراحل ضمن بطولة العالم، المرتبة الثانية في بطولة العالم في حزيران/يونيو في باكو.
 
وخضعت باسيل المصنفة الأولى في العالم طبقا لتصنيف الاتحاد الدولي للرماية، لمعسكر إعدادي أخير في تركيا قبل توجهها الى ريو دي جانيرو في تركيا.
 
- استفادة من المهجر -
 
وقالت باسيل في حديث لوكالة فرانس برس "مشاركتي ببطاقة دعوة لا تنتقص من أحقيتي في هذه المشاركة. التحضيرات للألعاب الأولمبية جاءت مكثفة منذ سنة تقريبا، وأطمح لتحقيق ميدالية وهذا الأمر ليس بعيدا بالنظر الى أرقامي ونتائجي في شتى مشاركاتي هذا العام".
 
وأضافت الرامية اللبنانية "شاركت في جولات عدة ضمن بطولة العالم وحققت نتائج قوية وأيضا بطولة آسيا وقبلها بطولة العرب في المغرب. هذه المباريات راكمت لدي خبرة وافية أفضل مما كنت عليه قبل 4 سنوات في أولمبياد لندن، إذ ان التحضيرات أصبحت مغايرة وثمة فروقات كبيرة في الإعداد والخبرة والممارسة والمنافسات أصبحت أصعب".
 
وعن مشاركتها في ريو 2016، اوضحت باسيل "أصبحت على دراية أوسع عما يجب أن أقوم به وكيفية التحضير وواجباتي خلال الأولمبياد والميزة الإضافية أنني اطلعت على حقل الرمي الذي سأتبارى عليه واصبح لدي فكرة واضحة من استراتيجيتي في الرمي بالرغم من عدم معرفتي بالمنافسين بعد لكنني أعتقد بان النسب متساوية. هذا أسهل بالنسبة الي".
 
تابعت: "الآن ليس لدي اي صعوبات وأدرك رهبة المشاركة في الألعاب الأولمبية واختبرتها في لندن. ينبغي علي مواصلة التحضيرات والتركيز على مهمتي الوطنية وأرى انه لا يوقفني أي أمر عن تحقيق الميدالية وبالطبع مع بعض الحظ".
 
- بعثة مقتضبة -
 
ويحدو اللبنانيون امل كبير في دورة ريو دي جانيرو، إذ شهد تشكيل البعثة معايير مغايرة عن الدورات السابقة، وأشار رئيس اللجنة الأولمبية اللبنانية جان همام في حديث لفرانس برس الى ان الوقت حان لعودة "وطن النجوم" الى المنصات الأولمبية.
 
وأضاف "شكلنا بعثة مقتضبة من خيرة اللاعبين واللاعبات الذين تأهلوا الى هذه الألعاب عبر التصفيات وقسم منهم سيشاركون بموجب بطاقات دعوة مستحقة لهم".
 
ورأى همام "ان الأمل كبير خصوصا عبر رياضتي الجودو والرماية"، مشيرا الى ان العمل بدأ منذ 3 سنوات من تحضيرات مكثفة وتأمين الميزانية التي بلغب زهاء 400 ألف دولار منها 350 ألفا لدعم اللاعبين من صندوق التضامن الأولمبي ومن صندوق اللجنة الاولمبية اللبنانية الخاص.
 
وتتشكل بعثة لبنان من راي باسيل (رماية التراب) وناصيف الياس (جودو وزن دون 81 كلغ) وماريانا سهاكيان (كرة الطاولة) وريشار مرجان (كانوي) وأنطوني بربر وغابرييلا دويهي (سباحة) ومنى شعيتو (مبارزة) وشيرين نجيم (العاب قوى، ماراثون) وأحمد حازر (العاب قوى، 110 م حواجز).
 
- ناصيف البرازيلي -
 
ولا يعد لاعب الجودو ناصيف الياس غريبا عن البرازيل إذ انه بلد المنشأ، وهو يعيش في مدينة فيتوريا البرازيلية وملقب ب"الكلب المجنون" في الجودو، وسيحمل علم لبنان في حفل افتتاح الاولمبياد في 5 آب/اغسطس.
 
وتعقد على ناصيف آمال كبيرة بعدما حقق انجازات عديدة في الفترة السابقة أهلته ليكون من المرشحين لحصد ميدالية أولمبية أهمها فضية بطولة آسيا في اوزبكستان في نيسان/أبريل الماضي، والمركز الأول في جولة كأس العالم في بطولة اميركا المفتوحة في الأرجنتين، والمركز الأول في جولة بطولة العالم في البيرو، والمركز الأول في جولة كأس العالم في الأوروغواي.
 
كما يعول اللبنانيون على لاعبة كرة الطاولة ماريانا سهاكيان التي اعتبرت المشاركة صعبة جدا، "تحقيق ميدالية في كرة الطاولة صعب جدا بوجود بطلات من الصين واليابان تحديدا، فهن متمرسات في هذه اللعبة صاحبة الشعبية الجارفة في بلادهن ويتحضرن ليل نهار".
 
وتأهلت سهاكيان بعد نتائجها الايجابية في تصفيات كرة الطاولة المؤهلة للأولمبياد والتي أقيمت في هونغ كونغ.
 
وتعد غابرييلا الدويهي (17 سنة) أصغر لاعبة في البعثة اللبنانية، إلا أن السباحة كانت واقعية لدى سؤالها عن المشاركة الأولمبية "أدرك تماما أن المهمة صعبة جدا في الحصول على ميدالية أولمبية، لكن أول طموحاتي تحسين رقمي الشخصي إذ خضت تمرينات قاسية طوال الفترة الماضية، لكن لا شيء مستحيل في الرياضة".
 
واضافت "أعتقد بان المشاركة في أهم حدث رياضي أمر ممتاز جدا بالنسبة الي حيث يتحقق حلمي بالمشاركة وبالمثابرة قد يتحقق الحلم الأكبر بالميدالية".
 
وفي ألعاب القوى، يشارك لبنان عبر العداءة شيرين نجيم في سباق الماراثون، وستصبح بذلك أول رياضية عربية تشارك في الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية، اذ سبق لهذه الرياضية البالغة من العمر 31 ان شاركت في الألعاب الأولمبية الشتوية في 3 دورات متتالية عن فئة التزلج الالبي (سولت لايك سيتي 2002، وتورينو 2006 وفانكوفر 2010). كما يشارك أحمد حازر في سباق 110 أمتار حواجز.
 
وستكون رياضة الكانوي–كاياك ممثلة عبر ريشار مرجان في سباق الكانوي، وهو نشأ في أستراليا واختار تمثيل بلده الأم على غرار ناصيف الياس.
 
ومن الاسماء التي اقامت في بلاد الاغتراب واستفاد لبنان منها لاعبة المبارزة منى شعيتو التي تشارك للمرة الثانية وتأمل بان تجنبها القرعة منافسات قوية لتصل الى الميدالية الاولمبية.