نجاح، ارث جميل، كأس العالم 2014؟ "لا أعتقد": هذا ما اعلن عنه ادواردو بايس عمدة ريو دي جانيرو في حزيران/يونيو الماضي مترجما رأيا مشتركا في البرازيل.

بادر بايس بالقول: "طبعت كأس العالم في الذاكرة مشاريع غير منجزة، ملاعب واسعة اصبحت فيلة بيضاء (بنية تحتية ضخمة قليلة الاستخدام وصيانتها مكلفة)، وانخفاضا في الاستثمار الخاص".

وبحسب بايس: "شاهدنا سعادة لدى الناس، حفلات، موسيقى، طعاما لذيذا، اشخاصا لطفاء، لكننا ابقينا على صورة التأخر بانهاء الاعمال وبتكلفة عالية من دون قدرة على التخطيط".

تبحث الحكومة عن التعلم من استضافة الاحداث: "البرازيل بلد في طور النمو، استفاد من تنظيم الاحداث الكبرى على غرار كأس القارات 2013، كأس العالم 2014، والعاب 2016 للمضي قدما على عدة اصعدة، بحثا عن بناء ثقافة تضع مزيدا من التركيز على التخطيط وفاعلية تنفيذ المشاريع" بحسب وزارة الرياضة لوكالة فرانس برس.

تمثل الملاعب، المبنية او المجددة، الارث الاكثر وضوحا لكأس العالم.

بعضها يستخدم بانتظام مثل ارينا كورنثيانز في ساوباولو او ماراكانا في ريو، لكن منشات اخرى اصبحت فيلة بيضاء.

فلا-فلو في ناتال 

لا يستضيف ملعب ارينا دا امازونيا في ماناوس، الذي يقع على بعد 3000 كلم من ريو، سوى حفنة من المباريات في السنة: تشتكي الاندية المحلية، ذات الامكانات المتواضعة، من ارتفاع كلفة صيانته، والاتحاد الامازوني اضطر لبرمجة معظم مباريات 2015 في مكان اخر.

لاحياء هذا الملعب، يتم "ارسال" مباريات مرموقة لفرق ريو، على غرار نصف نهائي بطولة كاريوكا بين فاسكو داغاما وفلامنغو في نهاية نيسان/ابريل الماضي. في ملعب ناتال (شمال-شرق)، الذي عرف لحظة تاريخية عندما عض المهاجم الاوروغوياني لويس سواريز المدافع الايطالي جورجيو كييليني في مونديال 2014، اقيمت مباراة "فلا-فلو" الشهيرة بين فلامنغو وفلوميننسي نهاية حزيران/يونيو الماضي.

تدافع وزارة الرياضة "غير المسؤولة عن صيانة هذه المنشآت": "الملاعب المستخدمة في المونديال، بالاضافة الى ضمانها راحة وامن الجماهير، الرياضيين والمحترفين، صممت لتكون متعددة الاغراض".

تابعت: "نتيجة لذلك، الامر متروك للمسيرين في ايجاد شراكات وبدائل لاستخدام افضل للتجهيزات".

ارث المونديال هو ايضا البنى التحتية لوسائل النقل. النتيجة ايجابية مع طرقات جديدة، خطوط حافلات وخطوط مخصصة فقط للحافلات.

 فساد 

في اذار/مارس الماضي تناول تلفزيون "غلوبو" الكثير من "الجثث الاسمنتية" المتروكة من المونديال، على غرار فورتاليزا (شمال-شرق)، ومحطات ترام عديدة اصبحت مكبات نفايات، كما يستمر بناء قطار احادي في ساو باولو حتى 2016.

ومن شبهات الفساد، اتهم سيلفال باربوسا الحاكم السابق لولاية ماتو غروسو الاقليمية باختلاس اموال في اعمال الترام في كويابا (وسط-غرب) المرتبطة بالمونديال.

يحقق القضاء منذ عام 2010 باعمال مشبوهة في تجديد ملعب ماراكانا، بسبب رفع قيمة فواتير من تحت الطاولة، مرتبطة بفضيحة فساد بتروبراس الكبرى.

بدلا من 705 ملايين ريال (214 مليون دولار) من العمل المخطط له، بلغت تكلفة معبد كرة القدم 2ر1 مليار (364 مليون دولار) على كاهل دافعي الضرائب.

شعبية كأس العالم فتحت شهية المشهد السياسي في حزيران/يونيو 2013، عندما تظاهر ملايين البرازيليين مطالبين باستثمارات في قطاعي التربية والصحة بدلا من بناءالمنشآت الرياضية.

فضائح الفساد التي هزت الطبقة السياسية وكبرى شركات المقاولات التي نفذت الملاعب، ساهمت باغراق البرازيل بمزيد من عدم الثقة تجاه السلطات.

ناهيك عن الخسارة الكارثية 1-7 امام المانيا في نصف النهائي، في مباراة لن تمحى بسهولة من تاريخ المستديرة.