وصلت الشعلة الأولمبية الأربعاء الى كوريا الجنوبية قبل 100 يوم على انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018 التي تستضيفها مدينة بيونغ تشانغ، وتأتي على خلفية بيع محدود للتذاكر وتوتر سياسي في شبه الجزيرة الكورية.
وحطت الشعلة رحالها اليوم في مطار اينشيون قادمة من اليونان.
وقال رئيس اللجنة المنظمة للأولمبياد لي هي-بيوم "اليوم هو يوم مهم جدا، ورمز افتخار لعملنا وشغفنا في إستضافة أحد أكثر الأحداث الرياضية إثارة في بلادنا"، مضيفا "نريد لرحلة الشعلة الأولمبية ان تربط بين الناس والألعاب، وتوقد الحماسة في كل جزء من كوريا".
وبدأت الشعلة رحلة تمتد على 2018 كلم في مختلف أنحاء كوريا، سيحملها خلالها 7500 شخص، بحسب المنظمين الذين أشاروا الى ان هذا العدد اختير بعناية ليمثل سكان شبه الجزيرة الكورية المنقسمة بين شمال وجنوب، والبالغ 75 مليون نسمة.
وكانت المتزحلقة على الجليد الكورية الجنوبية يو يونغ (13 عاما) أول من يحمل الشعلة بعد وصولها، وركضت أمام عشرات الكاميرات، علما ان سنها لا يسمح لها بخوض المنافسات الأولمبية.
وتقام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بين التاسع من شباط/فبراير 2018 و25 منه. الا ان بيع تذاكر الحضور للأولمبياد المقام في مدينة بيونغ تشانغ، على بعد 80 كلم من المنطقة المنزوعة السلاح بين الكوريتين، لا يزال أقل من التوقعات.
وطرح المنظمون 1,18 مليون تذكرة لحضور منافسات الألعاب التي تمتد لأسبوعين، الا ان العدد المباع دوليا لم يتجاوز حتى الآن عتبة 180 ألف تذكرة. ويعول المنظمون أيضا على إقبال لشراء التذاكر محليا، الا ان هذا العدد يقدر حتى الآن بـ 160 ألف تذكرة فقط.
وأفاد المنظمون وكالة فرانس برس ان المصارف والسلطات الاقليمية في كوريا الجنوبية، اضافة الى وزارة التعليم، وافقت على شراء مئات الآلاف من التذاكر لملء مدرجات المنشآت الرياضية، في حال بقي مستوى البيع حاليا على حاله.
وتظلل الألعاب التهديدات المتواصلة من كوريا الشمالية، لاسيما تجاربها النووية والصاروخية. وأجرت بيونغ يانغ في أيلول/سبتمبر، سادس تجربة نووية لها، وكانت الأقوى على الاطلاق. كما عمدت مرارا الى إطلاق صواريخ باليستية عبرت فوق اليابان وسقطت في المحيط الهادىء.
وأعربت دول غربية منها فرنسا وألمانيا والنمسا عن قلقها على سلامة البعثات، بينما أعدت بريطانيا خطط إجلاء في حال حدوث طارىء.
الا ان رئيس اللجنة المنظمة لي، أكد في تصريحات لفرانس برس ان الحديث عن تهديدات "هو نوع من المبالغة"، مذكرا بأن كوريا الجنوبية سبق لها استضافة "مناسبات رياضية آمنة جدا".
أضاف "بيونغ تشانغ لن تكون استثناء".
ويعود التوتر بين الكوريتين الى عقود مضت، ولم يحل دون استضافة الجنوب لأحداث رياضية كبرى، منها كأس العالم لكرة القدم 2002 بالتشارك مع اليابان. وفي 1988، استضافت العاصمة الكورية الجنوبية سيول الأولمبياد الصيفي، بعد أشهر من مقتل 115 شخصا على متن طائرة كورية جنوبية بمتفجرة زرعها عملاء لكوريا الشمالية، في هجوم يرجح ان الهدف منه كان دفع المتفرجين والمشاركين الى الامتناع عن الحضور الى الأولمبياد الذي قاطعته كوريا الشمالية.
وحض المنظمون كوريا الشمالية على المشاركة في بيونغ تشانغ 2018، علما ان اثنين من رياضيها فقط تأهلا حتى الآن لخوض غمار الأولمبياد. وأشار لي الى ان اللجنة المنظمة ستبحث مع اللجنة الأولمبية الدولية في احتمال توجيه دعوة الى رياضيين من الشمال.
التعليقات