"أنا رئيس، مدرب، راع (إعلاني) ومسؤول علاقات عامة في نادي" نانيا من دوري الدرجة الثانية في غانا ولكن ايضا وكيل أعمال لأولاده الثلاثة أندريه، جوردان ورحيم أيوو، اضافة الى كونه رجل أعمال وشريكا في أحد المصارف واثنين من الكازينوهات... هذه هي الحياة الجديدة لـ "المعتزل" عبيدي بيليه، أحد "أساطير" كرة القدم الأفريقية.

من منزله في أكرا، يقول بيليه لوكالة فرانس برس "إنه لأمر جيد أن أكون في بلادي. اشتقت دائما الى بلادي".
 
يضيف "30 عاما في مسيرتي الكروية. لعبت في قطر، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، الإمارات العربية المتحدة (نسي ايضا بنين وسويسرا، الخ)... ولكن لم أكن أريد العودة لعدم القيام بأي شيء".
 
في منزل يخلو من مظاهر البذخ الا انه يضم عددا لا يحصى من الجوائز التي حصل عليها بينها ثلاث كرات ذهبية لافضل لاعب في القارة السمراء، يشير بيليه البالغ من العمر 52 عاما ان "الاعتزال هو أصعب شيء بالنسبة الى لاعب كرة قدم".
 
يضيف "نلعب 10، 15 عاما ... انها مجرد جزء صغير مما يتبقى في حياتك. وبالتالي، ماذا تفعل؟ تنفق ما جنيته من مال؟".
 
ويشير عبيدي بيليه الذي زاد وزنه الا انه حافظ على رشاقته رغم عدم مزاولته اللعبة الأحب الى قلبه "عندما كنا في مرسيليا مع (بازيل) بولي و(جوسلين) أنغلوما، كنا نتساءل +بعد مسيراتنا الكروية ماذا علينا أن نفعل؟+ أنا، كنت أريد أن أرد القليل مما قدمته لي كرة القدم".
 
- عشق لفرنسا -
 
أسس بيليه ناديه الخاص في أكرا وسماه "نانيا"، على اسم القرية التي يتحدر منها والده في شمال غانا.
 
ويتحدث عن وجود "العديد من الأطفال الذين يتمتعون بالموهبة الا انهم متروكون في الشوارع. لا يمكن لعائلاتهم ان تقوم بترتبيتهم. قمت بضم مثل هؤلاء الأطفال الى صفوف الفريق".
 
ويشير بيليه الذي قاد فريقه من الدرجة الرابعة الى الثانية والى الفوز بلقب كأس غانا عام 2011، "كان في إمكاننا الصعود الى الدرجة الاولى ولكن هذا ليس هو الهدف. يكلف ذلك غاليا جدا. اريد بناء فريق لديه مستقبل، أريد أن تكون البنى التحتية قوية، وليس فقط دفع الاموال دائما للعب في دوري الدرجة الاولى".
 
وتابع النجم السابق لمرسيليا الفرنسي الذي قام ببناء مركز و4 ملاعب في العاصمة أكرا لتأسيس "أكاديمية حقيقية" لكرة القدم، "شيئا فشيئا، بدأ ذلك يصبح شيئا مهما".
 
في غانا عشرات الأكاديميات الكروية، الا ان غالبا ما تكون غير مفيدة بالنسبة الى الشبان، لاسيما ان معظمها غير مدعوم من أي ناد وأحيانا لا تكون سوى هياكل فارغة لا تخدم سوى مصالح مالكيها.
 
ويأمل بيليه في تأسيس مركز جيد مثل المركز الذي يملكه الدولي الفرنسي السابق جان-مارك غييو في ساحل العاج. وفي انتظار ذلك، يفتخر بيليه بكونه "خرج" العديد من اللاعبين الدوليين.
 
ويقول بيليه الذي يملك حصصا في اثنين من الكازينوهات ومصرفا وأنشأ مصرفا للقروض الصغيرة التي لا تشكل جزءا من نشاط المصارف الكبيرة، وتتوجه إجمالا الى الناس الأكثر فقرا، "أريد أن أنجح في أعمالي كي أكون قادرا على الاستثمار أكثر".
 
حاليا، يجد بيليه نفسه ملزما بضخ الأموال في ناديه الذي يتلقى دعوات للمشاركة في دورات أوروبية، وهو (النادي) يدين بذلك الى اسم رئيسه الذي غالبا ما يتم اشتراط حضوره شخصيا.
 
الرئيس الذي لديه مساعد مدرب يملك صلاحيات كاملة عندما لا يكون هناك، يترك غانا بانتظام للتوجه الى أوروبا وزيارة أبنائه حيث يدير مسيرتهم الكروية ويقدم اليهم المشورة. اثنان منهما باتا في مصاف النجوم: أندريه أيوو مع وست هام يونايتد الانكليزي وجوردان مع سوانسي سيتي الويلزي، بينما يلعب الابن الأصغر رحيم في بلجيكا.
 
بتواضع، ينسب عبيدي كل الفضل في نجاحات أولاده الى والدتهم مها. ويقول في هذا الصدد "أنا، كنت ألعب، وأسافر وأتواجد في فنادق... وهي من كنت تتبعهم، وتأخذهم الى التدريبات، وتشجعهم من خارج الملعب في فصل الشتاء!".
 
يعرب بيليه عن أمله في ان تكون مسيرة أولاده أكثر نجاحا من مسيرته، معتبرا ان "كل ولي أمر يحلم برؤية أولاده أفضل منه".
 
يضيف "نأمل في ان يصبح أولادنا أكثر قوة. نحن فخورون جدا بمشاهدتهم على هذا المستوى وهم لم ينتهوا بعد! إنهم بصدد الكفاح لتحقيق الفوز. نتمنى أن يحدث ذلك في يوم من الايام!".
 
خلال سفراته الأوروبية، دائما ما يحط عبيدي بيليه الرحال في فرنسا "لأنها أعطتني كل شيء. فرنسا أعطتني الحب، المسيرة الاحترافية، والتربية! أعطتني كل شيء، كل شيء! ".