ركزت الصحف العربية على تبعات تجربة كوريا الشمالية لقنبلة هيدروجينية أدت لزلزال بلغت قوته 6.5 درجات.
و هدد وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس بشن "عمل عسكري ضخم" ضد كوريا الشمالية إذا قامت بأي تهديد للولايات المتحدة أو أي من حلفائها.
وقد حذر بعض الكتاب من أن تقود تبعات هذه التجربة إلى "حرب نووية"، بينما توقع آخرون أن تستغل الولايات المتحدة هذه الأزمة "لابتزاز" الجيران واستمرار مصالحها في المنطقة.
"حرب نووية"
تتساءل صحيفة الشرق القطرية: "لماذا أرعبت قنبلة كوريا الشمالية الهيدروجينية العالم؟" وتكتب عن مواصفات القنبلة التي تضعها بين أسلحة الدمار الشامل الخطيرة فتقول: "أثار إعلان بيونج يانج حصولها على "سلاح هدروجيني" قلقا كبيرا في العالم لخطورة هذا السلاح، بغض النظر عمّا إذا كان قنبلة تتطلب توفر القاذفات لإيصالها، أو رأسا يحملها صاروخ بالستي".
كما يتساءل عبد الباري عطوان في رأي اليوم الإلكترونية اللندنية: "هل يجر زعيم كوريا الشمالية 'الطفولي' ترامب والعالم إلى حرب نووية؟"
ويقول عطوان: "ليس أمام إدارة الرئيس ترامب إلا واحدًا من خيارين، الأول أن تَلجأ إلى استخدام القوّة العسكريّة ضد كوريا الشماليّة، وهذا ربّما يُؤدّي إلى تفجير حَربٍ نوويّةٍ قد يَكون حُلفاء واشنطن في اليابان وكوريا الجنوبية والقوّات الأمريكيّة في قَواعدها أبرز الضّحايا، أو أن تَعترف هذه الإدارة بكوريا دولةً نوويّةً وتَفتح حوارًا مَعها على هذا الأساس للتوصّل إلى اتفاق".
ويضيف أن الرئيس ترامب "كتاجر مُحترف وسِمسار أسلحة ربّما يَستغل هذه الأزمة لابتزاز اليابان وكوريا الجنوبيّة، واستغلال رُعبهما من القوّة النوويّة لبيونغ يانغ لبَيعها صَفقات أسلحة وأنظمة دفاعيّة صاروخيّة بمِليارات الدولارات".
وتقول صحيفة الأخبار اللبنانية: "لمرة جديدة، وفي غضون أشهر قليلة، يعيش العالم على وقع تداعيات إجراء كوريا الشمالية تجربة عسكرية أخرى، وانشغال السياسة الدولية بتوقع حجم الرد الأميركي. إلا أنّه يبدو، وفق مجريات الوقائع، أنّ بيونغ يانغ باتت تدرك كيفية وضع إدارة دونالد ترامب في خانة حرِجة، لا تستطيع فيها الرد عسكرياً ولا رفع سقف المواجهة إلا عبر زيادة العقوبات".
ويقول حبشي رشدي في الوطن القطرية: "في واقع الأمر إن كوريا الشمالية بهذا السلوك تضطر اليابان إلى العودة إلى زمن العسكرة مجددا، ولتصبح الصناعات العسكرية الخطيرة الشغل الشاغل لعدد كبير من علمائها وباحثيها، وربما تفكر اليابان جديا في الالتحاق بالنادي النووي الدولي، لردع هذا الجار النووي المشاغب، والذي يجرب صواريخه كما يبدل ثيابه".
ويضيف: "سنشهد سباق تسلح آسيويا غير مسبوق، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: من يدبر كل هذه السلسلة من التداعيات الخطيرة ولمصلحة من؟"
"سياسة حافة الهاوية"
وتقول صحيفة الخليج الإماراتية: "إن الخطوات الكورية الشمالية المتمثلة بتحدي القرارات الدولية من خلال تصعيد إجراءاتها المتمثلة بإطلاق المزيد من الصواريخ الباليستية فوق المحيط الهادئ وباتجاه بحر اليابان، وأخيرا إجراء تجربة نووية جديدة، وتحميل قنبلة هيدروجينية على صاروخ عابر للقارات، يعني أن بيونغ يانغ لا تريد الاستسلام للتهديدات، وتواصل اللجوء إلى سياسة حافة الهاوية".
وتضيف أن كوريا الشمالية "على ما يبدو تريد أن تلزم العالم بالقبول بها 'دولة نووية' إسوة بدول أخرى خارج الدول الكبرى التي تملك أسلحة نووية مثل 'إسرائيل' والهند وباكستان، لأنها ترى في مثل هذه الأسلحة ضمانة وحيدة لأمنها وسيادتها".
من ناحية أخرى، ترى نشوى الحوفي في الأهرام المسائي المصرية أن "واشنطن هي من تصر على استمرار العداء لكوريا الشمالية ربما لتبقي عدوا قائما تستخدمه دعائيا وقتما شاءت، وربما لاستقرار مصالحها في المنطقة المحيطة بكوريا الشمالية ودعم مبررات بقاء قواعدها العسكرية في اليابان وكوريا الجنوبية منذ سنوات احتلالهما بعد الحرب العالمية الثانية".
وتضيف: "لذا فالكلمة العليا في الصراع الاستعراضي بين واشنطن وبيونج يانج ليس في يد كوريا الشمالية ولا حلفائها ولكنه في يد الولايات المتحدة الامريكية ومن تروج لهم أنها من تحميهم من تهديدات تبرع في خلقها ودعمها والترويج لها وتغذية روح الزعامة فيها".
التعليقات