يقف الجنوب افريقي كيفن اندرسون بين الإسباني رافايل نادال المصنف أول ولقبه الثالث في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة في كرة المضرب، آخر البطولات الأربع الكبرى، بعد تأهلهما الجمعة الى المباراة النهائية.

وفي الدور نصف النهائي مساء الجمعة على ملاعب فلاشينغ ميدوز في نيويورك، تغلب نادال على الأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو الرابع والعشرين 4-6 و6-صفر و6-3 و6-2، فيما تخطى اندرسون عقبة الإسباني بابلو كارينيو-بوستا الثاني عشر بالفوز عليه بأربع مجموعات ايضا 4-6 و7-5 و6-3 و6-4.

وثأر الإسباني من منافسه الأرجنتيني المصنف 28 عالميا لأن الأخير فاز عليه في المواجهتين الأخيرتين بينهما، حيث أخرجه من نصف نهائي اولمبياد ريو الصيف الماضي، ومن الدور ذاته من بطولة الماسترز لعام 2013 في شنغهاي.

ورفع نادال عدد انتصاراته على دل بوترو (28 عاما) الذي أخرج السويسري روجيه فيدرر من الدور السابق، الى 9 من أصل 14 مواجهة بينهما وحرمه من مواصلة حلمه باحراز لقب البطولة للمرة الثانية بعد عام 2009 حين توج بلقبه الكبير الأول والأخير (فاز حينها في نصف النهائي على نادال بالذات)، ثم عانى بعدها من الإصابات وبقيت أفضل نتيجة له في الغراند سلام منذ حينها وصوله الى نصف نهائي ويمبلدون عام 2013.

بالنسبة لدل بوترو الذي يعود لقبه الأخير الى دورة ستوكهولم عندما تغلب في تشرين الأول/اكتوبر 2016 على الأميركي جاك سوك ما مكنه من العودة الى منصة التتويج للمرة الأولى منذ 2014، كان لمباراة الدور ربع النهائي ضد فيدرر تأثيرها على أداء الأرجنتيني الذي احتاج الى أربع مجموعات للتخلص من عقبة السويسري وحرمانه من مواصلة السعي نحو لقبه الكبير الثالث لهذا الموسم.

ولم يكن الأرجنتيني راضيا عن خسارة مواجهة الجمعة ضد نادال، وهو قال في هذا الصدد "أنا غاضب لخسارتي فرصة من هذا النوع، لكن قد يهدأ روعي غدا وسأرى أهمية ما قدمته في هذه البطولة".

- "عام مؤثر جدا بالنسبة لي" -

وسيخوض نادال البالغ 31 عاما نهائي البطولة الأميركية للمرة الرابعة، ويأمل الفوز باللقب للمرة الثالثة، بعد عامي 2010 و2013، ورفع رصيده من الألقاب الكبرى الى 16 لقبا من أصل 23 مباراة نهائية، بينها اثنتان هذا الموسم في استراليا المفتوحة حيث خسر أمام غريمه فيدرر، ورولان غاروس الفرنسية التي أحرز لقبها للمرة العاشرة.

وكان الإسباني سعيدا بطبيعة الحال بوصوله الى المباراة النهائية وحصوله على فرصة تأكيد عودته هذا الموسم الى أفضل مستوياته، لا سيما بعد احرازه لقب بطولة رولان غاروس للمرة العاشرة وتتويجه بلقبين في دورات الماسترز للألف نقطة (مونتي كارلو ومدريد) وتأكيده هيمنته على دورة برشلونة التي توج بها للمرة الثانية تواليا والعاشرة في مسيرته.

وقال الإسباني بعد المباراة التي خسر مجموعتها الأولى في 50 دقيقة قبل أن ينتفض ويحسم المجموعات الثلاث التالية دون عناء (فاز بالثانية في 27 دقيقة والثالثة والرابعة في 43 و30 دقيقة على التوالي)، "عشت موسما رائعا بعد لحظات صعبة مع الإصابات في الأعوام القليلة الماضية".

وواصل "إنه عام مؤثر جدا بالنسبة لي. أنا في النهائي مجددا وحصلت على فرصة القتال على لقب آخر، وهذا أمر هام للغاية"، مشيرا الى أن مفتاح فوزه بمباراة الجمعة كان التكتيك الذي اعتمده بعد خسارة المجموعة الأولى.

وتابع بعد تحقيقه فوزه الـ15 تواليا في نصف نهائي بطولات الغراند سلام "رضخت كثيرا لضرباته العكسية وشعرت أنه كان ينتظرني (لارتكاب هذا الخطأ). لكني غيرتها (طريقة لعبه) وسارت الأمور بشكل ممتاز. أجبرته على التحرك أكثر وجعلته يعاني في توقع خطواتي".

وأنهى نادال اللقاء مع 45 ضربة ناجحة و20 خطأ غير مباشر، مقابل 23 و40 على التوالي لدل بوترو.

- النهائي انجاز بحد ذاته -

وفي المقابل، يعتبر وصول اندرسون الى المباراة النهائية انجازا بحد ذاته لأن أفضل نتيجة له في الغراند سلام كان بلوغه ربع النهائي مرة واحدة في البطولة الأميركية بالذات عام 2015.

وسيكون نهائي الأحد المواجهة الخامسة بين اندرسون، البالغ 31 عاما والمصنف 32 عالميا، ونادال الذي يتفوق تماما على منافسه كونه فاز بجميع المباريات التي جمعتهما، آخرها كانت هذا الموسم في الدور الثالث لدورة برشلونة حين تغلب عليه بمجموعتين 6-3 و6-4 في طريقه الى اللقب.

وكانت المواجهة الوحيدة السابقة بينهما في البطولات الكبرى عام 2015 في الدور الرابع لبطولة استراليا المفتوحة حين تغلب نادال عليه بثلاث مجموعات 7-5 و6-1 و6-4.

ورغم تفوقه التام على منافسه الجنوب أفريقي، اعتبر نادال أن اندرسون "لاعب خطير جدا ويتمتع بارسال قوي ويلعب بشكل جيد جدا على أرضية من هذا النوع. أعرفه منذ أن كنا في الثانية عشرة من عمرنا".

وواصل "عانى (خلال مسيرته) كثيرا من الإصابات لكن طريقة عودته تشكل الهاما رائعا للصغار".

وأصبح اندرسون الذي حرم كارينيو-بوستا من الوصول الى النهائي الكبير الأول في مسيرته، أول لاعب جنوب أفريقي يصل الى نهائي البطولة الأميركية منذ 52 عاما، وتحديدا منذ 1965 حين خسر كليف دريسدايل أمام الإسباني مانويل سانتانا.

وسيحاول اندرسون أن يصبح أول لاعب من بلاده يتوج بلقب كبير منذ أن أحرز يوهان كرييك لقب استراليا المفتوحة عام 1981، وهو تحدث عن انجاز الوصول الى هنا قائلا "طريقي كانت طويلة جدا. هذا الأمر يعني الكثير بالنسبة لي".

وتابع اللاعب الجنوب افريقي الذي كان مهددا بالاعتزال بسبب اصابة في وركه تعرض لها في كانون الثاني/يناير الماضي وحرمته من المشاركة في استراليا المفتوحة، "لهذا السبب نحن نعمل بجهد كبير. كنت متوترا كثيرا كونها المرة الأولى لي على أشهر مسرح رياضي في العالم".

وكان كارينيو-بوستا يخوض ايضا غمار نصف النهائي للمرة الأولى في البطولات الكبرى، وهو وصل الى هذا الدور دون أن يخسر أي مجموعة، متخلصا في طريقه من أربعة لاعبين قادمين من التصفيات.

وبدا الإسباني البالغ 26 عاما في طريقه لمواصلة انجازاته عندما حسم المجموعة الأولى لمصلحته بعد أن كسر ارسال منافسه في الشوط السابع من المجموعة الأولى، لكن الأخير انتفض واستلم زمام المبادرة وخرج فائزا من المجموعات الثلاث التالية بفضل 22 ارسالا ساحقا و58 ضربة ناجحة.