ليس من السهل أن يكون والدك أحد ملوك كرة القدم، ورئيس ليبيريا. غير أن المهاجم الدولي الاميركي تيموثي وياه (18 عاما)، إبن اللاعب الاسطوري والسياسي جورج وياه، لا يجد أن حمله اسما مشهورا على قميصه يشكل عائقا.

لم يكن تيم قد ولد عندما بدأ وياه الاب مسيرته الكروية، كما لم يشاهد والده يفوز بالكرة الذهبية عام 1995، أو يسجل أحد أبرز الاهداف في تاريخ الكرة المستديرة بقميص فريق ميلان الايطالي... كل هذه الانجازات يشاهدها الابن حاليا عبر موقع يوتيوب.

يعترف تيم أن والده هو "قاعدة الاساس"، لكنه لم يترك الضغوطات تؤثر على مسيرته الفتية بقميص نادي باريس سان جرمان بطل فرنسا أو المنتخب الاميركي الذي قرر أن يدافع عن ألوانه بدلا من بلده الام ليبيريا، علما أن الولايات المتحدة ستنظم مع كندا والمكسيك كأس العالم 2026، وحينها سيكون تيم في الـ26 من عمره.

وبعدما بدأ مسيرته مع فئات الصغار، سجل تيم المولود في بلاد "العم سام" هدفه الدولي الاول في ايار/مايو الماضي، وكرر الامر ذاته هذا الشهر مع فريقه الباريسي الذي دافع والده عن الوانه خلال حقبة التسعينات، أمام بايرن ميونيخ الالماني في لقاء ودي أقيم في كلاغنفورت النمسوية ضمن كأس الأبطال الدولية الودية.

وبعد خسارة فريقه أمام ارسنال الانكليزي (1-5) في مباراة ودية تحضيرية للموسم الجديد في سنغافورة، صرح تيم "عندما أكون في الملعب، أكون أنا والكرة فقط ورفاقي، وهذا كل ما أهتم به".

وتابع "الاسم على ظهري، صراحة لا أراه، بل الجماهير هي من تراه. لذا لا توجد اي ضغوطات، وأحاول أن ألعب باسلوبي فقط".

- "هدف متفجر" -

المؤشرات الاولى تؤكد أن تيم يتمتع بموهبة كروية، فهو لاعب قوي ومهاري وسريع وذكي ويملك رؤية نحو المرمى وموهبة والده الاستعراضية.

صحيح أنه لا يراوغ داخل منطقة الجزاء لتسجيل الاهداف، كما فعل والده عندما سجل هدفه الشهير في مرمى فيرونا عام 1996 بعدما روض الكرة في منطقة جزاء فريقه ميلان واجتاز الملعب بكامله وراوغ أكثر من لاعب ليسكنها في شباك الفريق الخصم، إلا أن وياه الابن سجل هدفا من ثلاثيته أمام الباراغواي العام الماضي خلال مونديال دون 17 عاما، وصفه لاحقا بـ"الهدف المتفجر".

وكان تيم، قاب قوسين أو ادنى &أمام ارسنال السبت من التسجيل لصالح سان جرمان الذي خاض اللقاء بتشكيلة شابة، كما كان خلف ركلة الجزاء التي حصل عليها فريقه بعدما دفع المدافع البوسني سيد كولاسيناتش لارتكاب خطأ عليه.

ويؤكد تيم انه سعيد لأنه يلعب وينتظر فرصته لفرض نفسه في فريق مدجج بالنجوم، حيث بامكانه أن يتعلم الكثير من لاعبين أمثال البرازيلي نيمار والفرنسي كيليان مبابي والاوروغوياني إدينسون كافاني.

وفي هذا الصدد يقول "مع هؤلاء اللاعبين، أتعلم النضج وأن أكون مرتاحا مع الكرة وأن أكون نفسي داخل الملعب، لأن لا أحد بامكانه أن ياخذ هذه الامور منك".

وأردف قائلا "أشاهدهم كل الوقت، وكنت أفعل ذلك في كأس العالم (روسيا 2018) وأخذت بعض العبر من مبارياتهم مع كل الثقة والمهارة".

والى جانب تطوير مهاراته الكروية واكتساب الخبرة، يسعى وياه كمواطن اميركي فخور بنفسه الى تحويل مهاراته التي تعلمها في العاصمة باريس الى نجاحات مع منتخب بلاده.

وفي هذا الشأن يقول "أن أكون من اميركا، هذا يجعلني العب من كل قلبي، وهذا أمر نملكه كاميركيين وهذا ما احاول أن افعله وأنقله الى الملعب كل يوم".

ولا يبخل وياه الاب بتقديم الدعم والنصائح لابنه مع تطور مسيرته، كما تلعب الام دورا بارزا في رعاية ابنها، ولكن على ارض الملعب تقع المسؤولية على تيم بمفرده.

ويختم قائلا "ما زلت اشاهد الافلام المصورة الخاصة به (بوالده)، واحاول تعلم بعض الاشياء، ولكن على ارض الملعب هذا أنا... هذا ما عملت عليه طوال السنوات واكاد أن أصل، لكن علي المتابعة والعمل بجهد وسوف نرى الى اين سيقودني الموسم الحالي".