يحاول المدرب الألماني يورغن كلوب إبقاء سقف التوقعات متواضعا بالنسبة إلى ليفربول عشية المباراة الأولى للفريق في الموسم الجديد من الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم، الا أن النادي الذي أنفق مبالغ طائلة على التعاقدات الجديدة، يبدو مرشحا لإحراز اللقب وإنهاء فترة انتظار امتدت لنحو ثلاثة عقود.
وأحرز ليفربول لقب بطولة إنكلترا للمرة الأخيرة عام 1990، متراجعا على ساحة الألقاب المحلية لصالح أندية عدة أبرزها مانشستر يونايتد وجاره مانشستر سيتي وتشلسي وأرسنال.
الا أن ليفربول عاد الى المنافسة بقوة لاسيما في موسم 2017-2018، معتمدا على حنكة كلوب الذي تولى مهامه في تشرين الأول/اكتوبر 2015، وأعاد بناء الفريق بشكل تدريجي وقاده في الموسم الماضي الى نهائي دوري أبطال أوروبا حيث خسر أمام ريال مدريد الإسباني، والمركز الرابع في ترتيب الدوري الإنكليزي، بفارق نقطتين فقط عن توتنهام الثالث.
بنى كلوب تشكيلته في الموسم الماضي حول ثلاثي الهجوم، المصري محمد صلاح والبرازيلي روبرتو فيرمينو والسنغالي ساديو مانيه. وفي صيف 2018، كان الأكثر نشاطا بين الأندية الإنكليزية في سوق الانتقالات، مع إنفاق قدر بنحو 170 مليون جنيه استرليني (219 مليون دولار).
وقبل خوضه المباراة الأولى الأحد ضد ضيفه وست هام، قال كلوب في مؤتمر صحافي الجمعة "كان واضحا في لحظة ما أننا سننفق الكثير. علينا أن نبني فريقا قويا يستطيع المنافسة في الدوري الانكليزي الممتاز".
وأنفق ليفربول الملايين للتعاقد مع عدد من اللاعبين يتقدمهم حارس المرمى البرازيلي أليسون (من روما الإيطالي) ومواطنه فابينيو (موناكو الفرنسي)، ولاعب الوسط الغيني نابي كيتا (من لايبزيغ الألماني في صفقة أبرمت قبل أشهر مع بقاء اللاعب في ناديه والانضمام الى النادي الإنكليزي في موسم 2018-2019) والجناح السويسري شيردان شاكيري (ستوك سيتي).
وما ساعد ليفربول على القيام بتعاقدات جريئة، كان رحيل لاعبين بارزين عن صفوفه في الأعوام الماضية لقاء مبالغ كبيرة، مثل الأوروغوياني لويس سواريز والبرازيلي فيليبي كوتينيو الى برشلونة الإسباني.
وعلى رغم التألق اللافت لصلاح في الموسم الماضي وتتويجه هدافا للدوري الإنكليزي مع 32 هدفا، لم يتمكن كلوب بعد من إحراز أي لقب مع ليفربول، الا أنه صنع "توليفة" متناسقة شكلت خطرا في مختلف المراحل.
وشدد كلوب على أن الإنفاق المتنامي للنادي هدفه بناء فريق يستطيع إحراز اللقب الانكليزي للمرة الـ 19 في تاريخه، والأولى منذ اعتماد صيغة "البريمرليغ" في موسم 1992-1993.
- قليل من الحظ -
وقال كلوب، المدرب الذي قاد بوروسيا دورتموند الى إحراز لقب الدوري الألماني مرتين والكأس المحلية مرة، "يجب أن نمتلك روح الفريق البطل".
واعتبر أن على فريقه أن يتقدم على صعيد الهجوم والدفاع على حد سواء اذا كان الهدف احراز اللقب وعدم إنهاء الموسم الجديد كسابقه حيث اكتفى بالمركز الرابع بفارق 25 نقطة عن مانشستر سيتي البطل.
وقال "حامل اللقب مانشستر سيتي، لم يخسر أي لاعب لا بل أضاف الى قائمته (الجزائري) رياض محرز (من ليستر سيتي)، وهذا لا يجعله ضعيفا. شاهدنا |أيضا تشلسي يلعب، وقد ترك انطباعا جيدا".
ويشدد كلوب على أن فريقه لا يزال الخاسر، ويقول "لا نزال +روكي بالبوا+ (الملاكم الخاسر في سلسلة افلام روكي الاميركية) ولسنا إيفان دراغو (الملاكم الروسي الفائز). يجب ان نعمل أكثر وان نقاتل أكثر".
وبعد ارتكاب حارسه الالماني لوريس كاريوس أخطاء قاتلة في الموسم الماضي لاسيما في نهائي دوري الأبطال (فاز ريال 3-1)، عزز ليفربول صفوفه بالحارس البرازيلي اليسون ودفع مبلغا قياسيا وصل 72,5 مليون يورو ليصبح أغلى حارس في العالم، قبل أن يكسر تشلسي هذا الرقم يدفع 80 مليون يورو لضم الإسباني كيبا أريسابالاغا من أتلتيك بلباو.
ويعتبر كلوب ان فريقه لم يكن محظوظا في الموسم الماضي، وقال "نحن بحاجة الى قليل من الحظ. أحدهم قال لي أننا كنا الفريق الأقل حظا".
وكثرت التعليقات عشية المباراة الأولى لـ "الحمر" في الموسم الجديد. وكتب قائدهم السابق المدافع جايمي كاراغر في صحيفة "ذي تلغراف" ان "ليفربول انتظر 28 عاما. ليس فقط للفوز بلقب الدوري، بل ليخوض فترة تحضيرية للموسم الجديد يبدي بنتيجتها النقاد والمشجعون ثقتهم بقدرته على ذلك".
وأتت الإشادات بتشكيلة النادي من الطرف الآخر من المحيط الأطلسي أيضا، مع تغريدة للأسطورة البرازيلية بيليه، أعرب فيها عن اعتقاده بأن الموسم المقبل سيكون "سنة ليفربول، أليسون وفيرمينو!".
التعليقات