حقق سائق فريق فيراري الألماني سيباستيان فيتل بداية جيدة للقسم الثاني من موسم بطولة العالم للفورمولا واحد، بانتزاعه الفوز من بطل العالم سائق مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون في جائزة بلجيكا الكبرى، ليقلص الفارق معه في الترتيب العام الى 17 نقطة.

وفي السباق الذي أقيم الأحد على حلبة سبا-فرانكورشان، وهو الأول بعد أسابيع الاستراحة الصيفية، أعاد فيتل المنافسة الى بطولة هذه السنة، بفوزه في المرحلة الثالثة عشرة من أصل 21، وقبل أسبوع من خوض المرحلة الرابعة عشرة في "معقل" الفريق الإيطالي، حلبة مونزا.

وبعد سباق شهد حادثا كبيرا عند المنعطف الأول أدى الى خروج ثلاثة سائقين، ضرب فيتل أكثر من عصفور بحجر واحد: تساوى مع هاميلتون في الانتصارات هذا الموسم (خمسة لكل منهما)، حقق الفوز الـ52 في مسيرته ليتخطى الفرنسي ألان بروست ويصبح ثالثا على صعيد السائقين الأكثر فوزا بعد الأسطورة الألماني ميكايل شوماخر (91) وهاميلتون (67)، ومنح فيراري الفوز الأول على الحلبة البلجيكية الشهيرة منذ 2009.

وقال فيتل بعد السباق "كنت محظوظا مع تواجد السائقين على الحلبة اليوم، ولاحظت أن لويس خفف الضغط في اللفات الـ15 الأخيرة. منذ أن تجاوزته، شعرت بارتياح ودخول سيارة الأمان ساعدني كثيرا".

وجمع الخط الأول عند الانطلاق السائقين الباحثين عن لقب خامس في بطولة العالم، هاميلتون في المقدمة وخلفه فيتل. وتمكن الثاني من التفوق عند الانطلاق، وأفاد من أطول قسم مستقيم في الحلبة (بعد منعطف "أو روج" الشهير) من اللفة الأولى، ليتجاوز هاميلتون وينتزع الصدارة.

وبقيت صدارة فيتل من دون تهديد طوال مراحل السباق، لاسيما مع اعتماده وهاميلتون على استراتيجية مماثلة على صعيد تبديل الإطارات، اذ دخل هاميلتون بداية (اللفة 22) وتبعه فيتل بعد لفة واحدة.

ولم يؤثر ذلك على الترتيب، اذ دخل فيتل في الصدارة وخرج محتفظا بها.

وأقر البريطاني بأفضلية فيتل بقوله "تهاني لسيب. قمت بكل ما كان يمكنني القيام به وفي نهاية المطاف حققت نتيجة جيدة، الا أنه تخطاني كما لو أنني لم أكن موجودا (...) علينا فقط أن نواصل العمل".

وأنهى فيتل السباق بتوقيت 1.23:34,476 ساعة، بفارق 11.061 ثانية عن هاميلتون، بينما حل ثالثا سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرشتابن.

- "هايلو" يحمي لوكلير -

وتمكن فيتل من تخطي هاميلتون في اللفة الأولى التي شهدت دخول سيارة الأمان بعد حادث كبير وقع عند المنعطف الأول للحلبة البلجيكية، تسبب به سائق رينو الألماني نيكو هولكنبرغ، أدى الى خروجه وسائقي ماكلارين الإسباني فرناندو ألونسو، وساوبر شارل لوكلير من موناكو.

ووقع الحادث عندما تأخر هولكنبرغ في الضغط على مكابحه، ليصطدم بعنف من الخلف بسيارة ألونسو التي ارتفعت عن الأرض بعد اصطدامها جراء قوة الاحتكاك، بسيارة لوكلير. وبدا أن سيارة ماكلارين عبرت بشكل قريب جدا من رأس لوكلير، وهو ما ظهر بشكل جلي على سيارته بعد السباق، اذ أظهرت اللقطات وجود علامات سوداء على نظام "هايلو" الذي يركب على السيارة حول رأس السائق بغرض حمايته من أي حطام متطاير.

وقال لوكلير بعد السباق "أعتقد ان نظام +هايلو+ ساعد اليوم على الأرجح"، معتبرا أن الحادث كان "مؤسفا لأننا كنا قادرين على تحقيق نتيجة جيدة".

واعتمد هذا النظام بدءا من هذا الموسم، وهو لم يكن موضع ترحيب كبير من السائقين. الا أن الاتحاد الدولي للسيارات دفع باتجاه اعتماده لاسيما بعد حوادث قاتلة في سباقات السرعة، منها وفاة السائق الفرنسي جول بيانكي بعد اصطدام حطام متطاير بخوذته في جائزة اليابان الكبرى عام 2014.

وأقر هولكنبرغ من جهته بخطئه في القيادة قائلا "لم أعان من أي مشكلة (...) كان الأمر مجرد خطأ"، موضحا أن الإطارين الأماميين تعرضا لـ "الاغلاق" (بسبب الضغط الشديد على المكابح "وبعدها اصطدمت بفرناندو. كان الأمر خطأ في التقدير من قبلي وكنت بطيئا في استخدام المكابح".

كما أدى الحادث بشكل غير مباشر الى احتكاك بين سائق ريد بول الأسترالي دانيال ريكياردو والفنلندي كيمي رايكونن، السائق الذي منح فريق فيراري فوزه الأخير في بلجيكا عام 2009. وبقي السائقان على الحلبة لعدد من اللفات بعد دخول الحظائر، لكنهما اضطرا للانسحاب بنهاية المطاف.