لماذا جاء رونالدو في المركز 49 في قائمة أغلى لاعبي العالم؟

سجل اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو أكثر من 50 هدفا في كل عام من العامين الماضيين وقاد ريال مدريد للحصول على دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي للعام الثاني على التوالي، كما حصل على لقب أفضل لاعب في العالم خلال العامين الماضيين، وهو ما يعني أنه لاعب لا يقدر بثمن، أليس كذلك؟

لكن تقريرا صادرا عن مرصد كرة القدم التابع للمركز الدولي للدراسات الرياضية، الذي يتخذ من سويسرا مقرا له، وضع اللاعب البرتغالي في المركز 49 في قائمة أغلى 100 لاعب في العالم من حيث القيمة السوقية.

ويتصدر القائمة نجم نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، نيمار، يليه نجم برشلونة الإسباني ليونيل ميسي، ثم الإنجليزي هاري كين. وقد يصيب هذا الترتيب القارئ بالحيرة بسبب القيمة السوقية المتدنية لرونالدو، والتي بلغت نحو 96.6 مليون يورو.

وكان رونالدو قد جاء في المركز السابع في قائمة العام الماضي.

وجاءت المراكز العشر الأولى في القائمة كالتالي:

لكن سنحاول توضيح الأسباب التي جعلت المركز الدولي للدراسات الرياضية يضع ما يبدو وكأنه تقييم قاس جدا لواحد من أفضل اللاعبين في تاريخ اللعبة.

السن

يعتمد تقييم اللاعب من حيث القيمة السوقية على عدد من العوامل، لعل أهمها هو عامل السن.

يقترب رونالدو من عامه الثالث والثلاثين، وهو ما يعني أنه على وشك أن يصل لنهاية مسيرته في عالم كرة القدم. ووفقا لرابطة اللاعبين المحترفين في انجلترا، فإن متوسط سن الاعتزال هو 35 عاما.

ومن المعروف من الناحية النظرية أن اللاعبين الكبار في السن يكونوا أكثر عرضة للإصابة، كما أنهم يستغرقون فترة أطول من أجل التعافي، وهو العامل الذي تضعه الأندية في الحسبان عند شراء لاعبين جدد.

ويقول رفائيل بولي، باحث بارز بالمركز الدولي للدراسات الرياضية، لبي بي سي: "أنا لا أفهم حقا السبب وراء شعور عدد كبير من الأشخاص بالدهشة."

وأضاف: "يعد رونالدو أيقونة في عالم كرة القدم ولاعبا رائعا، لكنه يقترب من عيد ميلاده الثالث والثلاثين، وشهدت الأشهر الأخيرة تراجعا في مستواه. ودائما ما يكون اللاعبون الأصغر سنا أكثر قيمة. ولكي أكون صريحا، فقيمته السوقية بالنسبة لسنه ممتازة".

وكان من المستبعد أن يدفع باريس سان جيرمان 222 مليون دولار للتعاقد مع نيمار في أغسطس/آب الماضي لو كان عمر اللاعب أكبر من 25 عاما.

وضمت قائمة اللاعبين الأغلى من حيث القيمة السوقية أربعة لاعبين فقط يزيد عمرهم عن 29 عاما، وكان رونالدو أكبرهم سنا. أما الثلاثة الآخرين فهم ميسي ولويس سواريز (برشلونة) وغونزالو هيغواين (يوفنتوس).

أما ثاني أكبر لاعب سنا في هذه القائمة فهو ليونيل ميسي (30 عاما)، والذي جاء في المركز الثاني أيضا في قائمة أعلى اللاعبين من حيث القيمة السوقية، بـ 242.8 مليون دولار، فما السبب في ذلك.

خلال الموسم الحالي، أحرز ميسي أهدافا أكثر من رونالدو (20 هدفا مقابل 16)، كما كان أكثر صناعة للأهداف (تسعة مقابل ثلاثة).

وعلى عكس منافسه البرتغالي، لم يعان ميسي من تدهور أرقامه على المستوى المحلي مقارنة بالموسم الماضي - سجل رونالدو 25 هدفا في الدوري الإسباني في موسم 2016/2017 لكنه خلال الموسم الحالي لم يحرز سوى أربعة أهداف فقط. أما ميسي فيقترب من إحراز 20 هدفا حتى الآن في الموسم الحالي.

باق مع ناديه

هناك معيار آخر يؤخذ في الحسبان عند حساب القيمة السوقية لأي لاعب وهو مدى ارتباط اللاعب بناديه الحالي.

انتقل رونالدو إلى ريال مدريد قادما من مانشستر يونايتد عام 2009. ورغم التكهنات التي تشير إلى احتمال رحيله إلى انجلترا أو فرنسا، فقد استمر اللاعب مع ريال مدريد. ويعني هذا أن قيمته السوقية أيضا تعاني.

والسبب وراء ذلك بسيط وهو التضخم الكبير في أسعار اللاعبين. فإذا كانت قيمة صفقة انتقال رونالدو عام 2009 هي الأغلى في تاريخ كرة القدم آنذاك، فقد أصبحت الآن سادس أغلى صفقة عبر كل العصور.

يقول بولي: "لا يعني هذا أن رونالدو لم يعد ذو قيمة كبيرة لناديه، لكن حقيقة أنه لم ينتقل لناد أخر على مدى نحو 10 سنوات تعني أنه لم تكن لديه فرصة أن يرى قيمته في سوق الانتقالات وهي ترتفع".

وربما يفسر هذا سبب مجيئ هيغواين في مركز متقدم عن رونالدو (المركز التاسع عشر بقيمة بلغت 135.7 مليون دولار)، إذ انتقل المهاجم الأرجنتيني من نابولي إلى يوفنتوس عام 2016 مقابل أكثر من 108.1 مليون دولار.

حتى في لعبة الأموال كرة القدم رياضة جماعية

حصل ريال مدريد على لقب الدوري الإسباني الموسم الماضي ونجح في الحفاظ على لقب دوري أبطال أوروبا، ليصبح بذلك أول ناد يفوز بهذا اللقب القاري عامين متتالين على مدى ربع قرن من الزمان. وفي النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا، لم يجد النادي الملكي صعوبة كبيرة في تجاوز دور المجموعات، رغم أنه تأهل في المركز الثاني خلف توتنهام هوتسبير الإنجليزي.

ومع ذلك، يعاني الفريق بقوة على المستوى المحلي خلال الموسم الحالي، إذ يحتل المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الإسباني الممتاز بعد مرور 18 جولة، متخلفا عن المتصدر برشلونة بـ 16 نقطة كاملة.

يقول بولي: "يساهم أداء النادي أيضا في القيمة السوقية للاعب. فخلال الموسم الحالي حصل ريال مدريد على متوسط نقاط بلغ 1.77 نقطة في المباراة الواحدة في الدوري الإسباني الممتاز، مقارنة بـ 2.05 نقطة في المباراة خلال نفس المرحلة من الموسم الماضي".

ومع ذلك، هذا لا يعني أنه يمكن لأي فريق أن يحلم بالحصول على خدمات رونالدو بمقابل مادي زهيد، إذ تشير الإحصائيات إلى أنه حصل على راتب سنوي بلغ 58 مليون دولار الموسم الماضي، ولا يزال مرتبطا بريال مدريد لمدة ثلاث سنوات أخرى.