عاش المدرب الفرنسي لريال مدريد زين الدين زيدان أسوأ امسية له مع فريقه منذ ان تولى الاشراف عليه، بعد خروجه المذل من مسابقة كأس اسبانيا بخسارته في عقر داره امام جاره المتواضع جدا ليغانيس 1-2، لتبدأ الاسئلة حول مستقبله مع الفريق الملكي.

وكان ريال مدريد احتفل بافضل سنة له في تاريخه نهاية كانون الاول/ديسمبر والتي شهدت احرازه خمسة القاب بينها، لقب ثان على التوالي في دوري ابطال اوروبا.

لكن بعد شهر واحد، لا تسير الامور بشكل جيد في "البيض الابيض" حيث يتخلف عملاق العاصمة الاسبانية بفارق شاسع عن غريمه التقليدي برشلونة في الدوري المحلي وخرج من الباب الضيق في مسابقة الكأس.

وعنونت صحيفة "ماركا" بالخط العريض "انجاز وفضيحة"، اما صحيفة "سبورت" الكاتالونية فقالت "كارثة حقيقية".

واجمعت الصحف بان قرار زيدان باراحة نجوم الصف الاول وعلى رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي غاريث بايل ساهم في هذه "الهزيمة".

ورأت "ماركا" انها "مأساة تضع ريال مدريد في وضع مقلق لا بل محرج. كل الموسم الان مبني على ورقة واحدة هي دوري ابطال اوروبا".

ولن تكون مهمة ريال مدريد سهلة في مواجهة باريس سان جرمان الفرنسي في المسابقة القارية الاهم منتصف الشهر المقبل ذهابا، لاسيما اذا لم يخرج من الازمة باقصى سرعة ممكنة.

ولم يتردد قائد ريال مدريد سيرخيو راموس الذي شارك اساسيا بعد فترة غياب عن الملاعب بداعي الاصابة، في وصف الخسارة امام فريق اقل قوة من فريقه بانه "فشل ذريع".

ولا شك بان زيدان يجتاز أسوأ مرحلة له منذ استلامه منصب المدرب قبل سنتين وفوزه بثمانية القاب من اصل 11 ممكنة، وقالت "ماركا" في هذا الصدد "انها أسوأ امسية له على رأس الجهاز الفني لريال. انه المسؤول الكامل عما حصل"، وتساءلت "لا شك بانه اصيب، فهل يغرق؟".

واعترف زيدان بعد الخسارة بأن "النتيجة كانت منطقية لأن الفريق الخصم لعب مباراته أما نحن فلم نفعل ذلك. أنا المسؤول عن كل الذي حصل، وهذه انتكاسة بالنسبة لي"، معترفا أنه عاش أسوأ أمسية له كمدرب للنادي الملكي.

وكانت الخيبة كبيرة على وجه المدرب الفرنسي الذي قال "خسرنا للتو مسابقة، ونحن متخلفون كثيرا في الثانية (الدوري)، ولا يبقى أمامنا سوى دوري أبطال أوروبا".

ويدرك زيدان الذي فشل في محاولة الفوز باللقب الوحيد الغائب عن خزائنه كمدرب بخروجه من مسابقة الكأس، أن الوضع الذي وصل اليه النادي الملكي يجعل مصيره معه في مهب الريح رغم أنه مدد عقده مع الفريق الأبيض حتى 2020.

وكانت الصحف المحلية كالت لزيدان المديح الموسم الماضي بعد نجاحه في اعتماد مبدأ المداورة، لكن خياراته الاخيرة كانت موضع نقد كبير وتحديدا لان فريقه كان فاقدا للرغبة في الفوز خلافا لليغانيس الذي قدم اداء شجاعا واستحق الفوز.

واذا كانت الصحف المحلية طالبت ريال مدريد بتعزيز صفوفه خلال فترة الانتقالات الشتوية، فان زيدان يرفض ذلك لعدم اختلال التوازن في صفوف فريقه.

لكن هل منصب زيدان في خطر؟ الجواب يأتي من راموس بقوله "نملك كامل بالثقة بزيدان في الاوقات الجيدة (والسيئة) كما اليوم".

بيد ان انصار الفريق اطلقوا صفارات الاستهجان في وجه افراد الفريق في نهاية المباراة. والمعلوم بان انصار الفريق هو من اصحاب الاسهم في ريال مدريد، وعموما فهم ليسوا صبورين بما فيه الكفاية.

ولا شك بان مصير زيدان يتوقف بدرجة كبيرة حول المواجهتين ضد باريس سان جرمان في دوري ابطال اوروبا ذهابا على ملعب سانتياغو برنابيو في 14 شباط/فبراير والاياب في 6 اذار/مارس، وقد اعترف بذلك بقوله "الامر واضح، واضح جدا".

واضاف "سأوصل القتال، العمل وسأحاول ايجاد الحلول لجعل الفريق اكثر فعالية".