الرباط : حسم الدولي المغربي أمين حارث، نجم وسط شالكه الألماني، الجدل الذي رافق عدم استدعائه لصفوف المنتخب المغربي في مواجهة منتخب جزر القمر، ضمن إقصائيات كأس أفريقيا للأمم 2019، بعد أن برر الأمر بالإصابة التي تعرض لها قبل أيام، مشيراً إلى اتفاق بينه والمدرب وإدارة النادي الألماني على عدم استدعائه ، حتى يستعيد عافيته وجاهزيته.

وغرد اللاعب المغربي الواعد، على حسابه الرسمي بــ"تويتر"، قائلاً: "أريد أن أتواصل بخصوص عدم استدعائي للمنتخب المغربي. بعد إصابتي نهاية الأسبوع الماضي، اتفقنا، بتنسيق بين المدرب هيرفي رونار وفريقي شالكه، بعدم استدعائي للمنتخب، حتى أستعيد جاهزيتي".

ووجد عدد من المتتبعين لمسار الدولي المغربي ومسيرة "أسود الأطلس" في عدد من الأحداث التي تتالت على حارث، داخل المنتخب أو خارج الملعب، فرصة لربط الأمر بـ"غضبة" من الناخب المغربي على اللاعب.

وكان حارث قد تسبب في حادثة سير مميتة بمراكش، شهر أغسطس الماضي، كما لم يعتمد عليه هيرفي رونار في المباراة الأخيرة ضد مالاوي بالدار البيضاء، الشيء الذي برره الناخب المغربي، بقوله: "كان من المفترض أن يكون معنا حارث في هذه المباراة (يقصد مباراة مالاوي)، لكن تمت معاقبته، لذلك لم يكن في قائمة الـ18 لاعباً الذين شاركوا. عندما تكون في المجموعة عليك أن تحترم المواعيد، وأن تأتي إلى الملعب في الموعد المحدد".

وغاب حارث، الأربعاء، عن تشكيلة فريقه شالكه الذي واجه لوكوموتيف موسكو، ضمن منافسات الجولة الثانية من منافسات دوري أبطال أوروبا ، وهو اللقاء الذي انتهى بفوز الفريق الألماني بهدف دون رد ، على مستضيفه الروسي.

وكان الدولي المغربي (21 سنة) قد اختير أفضل لاعب صاعد في الدوري الألماني لكرة القدم، الموسم الماضي، بعد أن بصم، في أول موسم له بـالبوندسليغا، قادماً من نانت الفرنسي في صفقة ناهزت 8 ملايين يورو وعقد يمتد لأربع سنوات، على أداء متميز سواء على مستوى صناعة اللعب والأهداف أو التسجيل، ليساهم بشكل ملحوظ في احتلال فريقه وصافة الدوري خلف بايرن ميونيخ المتصدر، الشيء الذي أهله للمشاركة في دوري أبطال أوروبا.

وكان حارث، الذي ولد ببونتواز الفرنسية في 18 يونيو 1997، قد تدرج في مختلف المنتخبات السنية الفرنسية، قبل أن يحسم قراره بتمثيل المغرب.

وبرر اللاعب قرار تفضيله اللعب لـ"أسود الأطلس"، بقوله: "اختياري .. بلدي .. قررت اللعب للمغرب .. إنه لشرف، بالنسبة لي، أن أخبركم أنني قررت بكل فخر حمل ألوان المغرب".

وانضم حارث إلى أكاديمية نانت، قبل ست سنوات، حيث تطور سريعاً، وبشكل لافت، حتى اعتبر من بين أبرز المواهب الكروية الصاعدة في فرنسا، قبل أن يلعب، الموسم قبل الماضي، مع الفريق الأول لنانت، وينتقل، بعد ذلك، إلى ألمانيا.

ولم يفوت حارث، الذي سبق له أن حصل، في 2016، مع المنتخب الفرنسي للشباب، على كأس أوروبا للشباب، تحت 19 سنة، حيث اختير ضمن فريق البطولة، فرصة شكر منتخب فرنسا والاتحاد الفرنسي لكرة القدم على كل ما قدموه له، مشيراً إلى أن ما وصل إليه، اليوم، يرجع الفضل فيه لمنتخب فرنسا، مشدداً على أنه اتخذ قراره باللعب للمغرب لعدة اعتبارات، مشيراً، في هذا الصدد، إلى أن عائلته مغربية وأن له معارف كثيرين في المغرب، وأنه كان، منذ صغره، دائم التردد على المغرب، في زيارات سنوية، قبل أن يشدد على أن اختياره منتخب المغرب كان مسنوداً بعائلته، وأنه يبقى مهماً، بالنسبة إليه، أن يمثل عائلته كما يجب.

ويرى المغاربة مستقبل منتخب بلادهم في أمين حارث وعدد من اللاعبين الموهوبين صغار السن، كأشرف حكيمي لاعب بروسيا دورتموند الألماني ونصير مزواري لاعب أجاكس أمستردام الهولندي، دون نسيان حكيم زياش مايسترو أجاكس أمستردام الهولندي.