أكد مسؤول أولمبي بارز الأحد ان الرياضيين الروس يشكلون موضع "تركيز كبير" في ما يتعلق بفحوص المنشطات على هامش دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2018 في بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية، بعد اكتشاف ان متوجا بميدالية السبت، سبق له ان أوقف بسبب المنشطات.
وتبين ان سيمين أليستراتوف المتوج السبت ببرونزية سباق التزحلق السريع على الجليد (مضمار قصير 1500 م رجال)، قضى عقوبة إيقاف قصيرة عام 2016 بعد ثبوت تناوله مادة ميلدونيوم التي أوقفت بسببها أيضا مواطنته لاعبة كرة المضرب ماريا شارابوفا، علما ان الأخيرة قالت انها لم تكن على علم بإدراج المادة ضمن الممنوعات، وانها كانت "شرعية" سابقا.
وأليستراتوف البالغ من العمر 27 عاما، هو واحد من 168 "رياضيا أولمبيا من روسيا"، وافقت اللجنة الأولمبية الدولية على خوضهم غمار منافسات دورة بيونغ تشانغ المستمرة حتى 25 شباط/فبراير تحت راية محايدة، بعد ثبوت "نظافتهم" من المنشطات، في ظل الايقاف المستمر المفروض على بلادهم على خلفية فضيحة التنشط الممنهج برعاية الدولة.
وقال المدير الطبي للجنة الأولمبية الدولية ريتشارد بادجيت ان قضية الميلدونيوم هي "موضوع خاص"، وان أليستراتوف تناول على الأرجح هذه المادة قبل منعها رسميا من قبل هيئات مكافحة المنشطات مطلع 2016.
وقال بادجيت ان المادة قد تبقى موجودة "في جسد الرياضيين لأشهر طويلة، وحتى بعد مرور تسعة أشهر على تناولها (...) لذا في حال تبين ان حالات تناول الميلدونيوم تعود الى ما قبل اتخاذ قرار منعها، لن يتم اعتبار (ظهورها في عينات الفحوص) خرقا لقواعد مكافحة المنشطات".
وأضاف "علينا ان نكون واقعيين. الميلدونيوم كانت تستخدم على نطاق واسع في شرق أوروبا وروسيا وكانت تعتبر مقويا، أو نوعا من المحفز الذي لم يكن ممنوعا (...) لكن بطبيعة الحال تم منعها في وقت لاحق، وبسبب كونها واسعة الانتشار، ظهرت العديد من حالات التنشط" بسبب ذلك.
- مجموعة "خطرة" -
علاوة على ذلك، تردد ان اليستراتوف انتقد الاستبعاد "القاسي وغير العادل" للرياضة الروسية من الألعاب الاولمبية، في تصريحات ستخضع لتدقيق من قبل الأولمبية الدولية التي ستدرس مسألة رفع الايقاف عن روسيا من عدمه، ويمكن ان تصدر قرارها بشأن ذلك قبل موعد الحفل الختامي للألعاب في 25 شباط/فبراير.
وكانت فضيحة التنشط الممنهج التي تكشفت أولى فصولها منذ أكثر من عامين، قد أدت الى منع الرياضيين الروس من المشاركة في العديد من المنافسات الدولية تحت راية بلادهم، لاسيما في أولمبياد 2016 الصيفي في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، وهو قرار تجدد قبيل ألعاب بيونغ تشانغ. وبحسب الفضيحة التي كشفها تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين، اعتمد الروس برنامج تنشط امتد لأعوام، وبلغ ذروته لدى استضافتهم أولمبياد 2014 الشتوي في مدينة سوتشي.
وأشار بادجيت الى ان الرياضيين الروس الذين تمت دعوتهم للمشاركة في أولمبياد 2018 الشتوي، خضعوا لفحوص منشطات دقيقة ومكثفة، وسيكونون أيضا تحت المجهر خلال الألعاب التي من المتوقع ان يقام على هامشها، نحو 2500 فحص للمنشطات.
وأضاف "الرياضيون الأولمبيون من روسيا بالطبع كانوا موضع تركيز كبير (...) ما قبل الألعاب والآن خلالها"، مشددا على انه "يمكنكم ان تكونوا على ثقة ان الرياضيين الاولمبيين من روسيا نظيفون".
واستدرك بالقول "لكن بالطبع، نظرا لما حصل، علينا ان نكون يقظين الى حد كبير (...) من الواضح ان ثمة تاريخ من التنشط لدى الرياضيين الروس، لذا هم يشكلون جزءا من مجموعة مرتفعة الخطر" لجهة التنشط.
وأوضح ان هؤلاء الرياضيين "خضعوا في فترة ما قبل الألعاب، لفحوص أكثر من أي رياضيين آخرين".
وبحسب تقرير ماكلارين، شهد أولمبياد سوتشي 2014 عمليات خداع واحتيال في مسألة فحوص المنشطات، شملت استبدال عينات للرياضيين بأخرى نظيفة في المختبر حيث كان يتم حفظها، وذلك من خلال "حفرة" في الحائط، وفي عملية كان عناصر أجهزة الأمن الروسية ضالعين فيها.
الا ان بادجيت شدد على ان "الثغرة" التي أتاحت تنفيذ هذه العملية في سوتشي، تمت معالجتها في بيونغ تشانغ، حيث ستكون المختبرات خاضعة لتصوير بالفيديو على مدار الساعة، وسط تواجد لخبراء من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات واللجنة الأولمبية الدولية.
كما أشار الى ان المنظمين سيعتمدون خلال هذه الألعاب، قوارير أخرى لحفظ العينات التي من المقرر فحصها، بعدما تبين خلال أولمبياد سوتشي، انه أمكن التلاعب بالقوارير السابقة من دون ان يتم كشف ذلك.
التعليقات