ترددت كلمة "جنون" على ألسن العديد من المشجعين والمعلقين الذين تابعوا فوز نادي روما الايطالي على ضيفه برشلونة 3-صفر الثلاثاء، وبلوغه نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في كرة القدم، بعد تأخره ذهابا 1-4.

الا ان هذه الـ "ريمونتادا" (عودة) التي حققها نادي العاصمة الايطالية، ليست الأولى التي تشهدها المسابقة القارية الأم. في ما يأتي عرض لأهم المواجهات التي خالف فيها الخاسر التوقعات وقلب تأخره.

- روما/برشلونة: 1-4، 3-صفر -

خلال قرعة الدور ربع النهائي لدوري الأبطال هذا الموسم، سحب الايطالي فرانشيسكو توتي إسم برشلونة لمواجهة روما. القائد الابدي لفريق "الذئاب" الايطالي الذي اعتزل في نهاية الموسم الماضي، أقر حينها بأن "الأمور كان بامكانها ان تكون أفضل. سنواجه أحد أكبر الفرق الأوروبية".

أثبتت مباراة الذهاب صحة توقعات توتي، بعدما دك برشلونة في معقله كامب نو، شباك منافسه الايطالي برباعية "محظوظة"، اذ ان لاعبي روما سجلوا هدفين خطأ في مرماهم. الا ان مباراة الاياب على الملعب الأولمبي في العاصمة الايطالية كانت استثنائية، ووجه روما بقيادة مهاجمه البوسني إدين دزيكو، صفعة قاسية إلى برشلونة.

- برشلونة/باريس سان جرمان: صفر-4، 6-1 -

المفارقة ان برشلونة نفسه كان على الطرف الآخر من "ريمونتادا" مذهلة الموسم الماضي، دفعت صحيفة "ليكيب" الرياضية الفرنسية الى اعتبارها أمرا "لا يمكن وصفه". 

في ذهاب ثمن النهائي، تقدم باريس سان جرمان على ملعبه 4-صفر. بعد الأداء الكبير للاعبي المدرب الاسباني أوناي إيمري، انتقل الفريق الفرنسي الى كامب نو حيث تلقى درسا لا ينسى من لاعبي برشلونة، وفي مقدمهم ثلاثي خط الهجوم الارجنتيني ليونيل ميسي والأوروغواياني لويس سواريز، واللاعب الحالي لسان جرمان البرازايلي نيمار.

بدأ برشلونة مهرجانه من الدقيقة الثالثة بهدف لسواريز، ووسع تقدمه الى 3-صفر. على رغم ذلك، لم يسد الاقتناع ان برشلونة قادر فعلا على قلب تأخره ذهابا، لاسيما بعد سجل مواطن سواريز، إدينسون كافاني، هدفا غاليا لسان جرمان. لكن في الدقائق السبع الأخيرة، جعل برشلونة من تلك الأمسية محطة لا تنسى في تاريخ دوري الأبطال، وسجل ثلاثة أهداف، لتنتهي المباراة بفوزه 6-1.

جن جنون ملعب كامب نو مع تسجيل سيرجي روبرتو الهدف السادس في الثواني القاتلة، والذي جعل من سان جرمان يدخل التاريخ من الباب الخلفي، اذ أصبح أول فريق يفرط بتقدمه 4-صفر ذهابا في دوري الأبطال.

- برشلونة/تشلسي: 1-3، 5-1 بعد التمديد -

قبل 17 عاما نجح برشلونة الذي كان يضم في صفوفه البرازيلي ريفالدو والبرتغالي لويس فيغو، في قلب تخلفه أمام تشلسي الانكليزي 1-3 على ملعب الأخير، إلى فوز على ملعب كامب نو 5-1 بعد التمديد.

كان في إمكان النروجي توري أندري فلو ان يضع الفريق "الأزرق" بمنأى عن خطر الخروج بعدما سجل هدفا خارج قواعد فريقه بعد ساعة من اللعب. الا ان الاسباني داني غارسيا سجل هدفا ثالثا لبرشلونة فاحتكم الفريقان إلى وقت إضافي تلقى خلاله تشلسي هدفين.

- موناكو/ريال مدريد: 2-4، 3-1 -

من جهة الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيليان رونالدو وروبرتو كارلوس والاسباني راوول غونزاليس، وعلى الأخرى الكرواتي دادو برسو والفرنسي لودفيك جولي والتشيكي ياروسلاف بلازيل... في النهاية، كانت الغلبة لموناكو "المتواضع" على حساب ريال مدريد الاسباني الزاخر بالنجوم.

بعد فوز ريال ذهابا 4-2 في عام 2004، رفع لاعبو المدرب الفرنسي ديدييه ديشان من مستوى أدائهم في إياب الدور ربع النهائي، على رغم افتتاح راوول للتسجيل لصالح الريال. الا ان جولي سجل هدفين والاسباني فرناندو مورينتيس هدفا، ليسقط نجوم ريال داخل المستطيل الأخضر. 

- ريال مدريد/فولفسبورغ: صفر-2، 3-صفر - 

لطالما تردد ان اللاعبين الكبار في كرة القدم هم من يتألقون في المباريات الحاسمة. أكبر مثال على ذلك هو البرتغالي كريستيانو رونالدو. 

خلال موسم صعب (2016) تميز بعدم نجاح الصفقات التي أجراها المدرب الاسباني رافايل بينيتيز، مدرب ريال مدريد، سقط الفريق الإسباني على أرض فولفسبورغ صفر-2 في ذهاب الدور ربع النهائي. 

حمل زيدان الذي عين خلفا لبينيتيز مشعل الفوز، وتركت الأمور على أرض الملعب لرونالدو: بعد انتقادات لأدائه خلال الموسم، رد البرتغالي بأفضل طريقة ممكنة، وسجل ثلاثية في مباراة الاياب، ليتابع فريقه مسيرته في دوري الأبطال حتى اللقب على حساب أتلتيكو مدريد.

- ليفربول 2005: "ريمونتادا" المباراة الواحدة - 

هل هي فعلا "ريمونتادا" بالمعنى المتعارف عليه؟ ما علق في أذهان عشاق كرة القدم في تلك الأمسية للمباراة النهائية الأكثر استعراضا في دوري أبطال أوروبا حصل في شوط واحد، مع فارق كبير في الشوطين لكل فريق.

دخل ليفربول استراحة ما بين الشوطين متأخرا بثلاثية نظيفة أمام ميلان الايطالي. في الشوط الثاني، دق قائد "الحمر" في حينه الانكليزي ستيفن جيرار ناقوس الخطر بتقليصه الفارق إلى هدفين، قبل أن يسجل التشيكي فلاديمير شميتسر والاسباني تشابي ألونسو هدفين. امتدت المباراة الى وقت إضافي، ونجح ليفربول في فرض نفسه بركلات الترجيح (3-2).