طرح نجم كرة القدم المصري السابق محمد أبو تريكة مبادرة لجمع مبلغ دعم بقيمة 260 مليون جنيه قدمه رئيس هيئة الرياضة السعودية، تركي آل الشيخ، للنادي الأهلي المصري.
وجاءت مبادرة لاعب الأهلي السابق في سلسلة تغرديات عبر حسابه بموقع تويتر، وسط أزمة بين آل الشيخ ومجلس إدارة النادي.
واندلعت الأزمة حين تنازل آل الشيخ عن الرئاسية الشرفية للأهلي، متهما مجلس إدارة النادي بإهدار أموال النادي، وإفساد صفقات كبرى خاصة ببعض اللاعبين والمدير الفني الجديد.
وحصل آل الشيخ على المنصب الشرفي قبل نحو 5 أشهر، بعد انتخاب النجم السابق للكرة المصرية محمود الخطيب رئيسا للنادي.
وقد دعا مجلس إدارة النادي الأهلي إلى تشكيل لجنة من وزارة الشباب والرياضة أو النيابة العامة لمراجعة أوجه إنفاق المبلغ الذي تبرع به آل الشيخ للنادي الأهلي خلال الفترة الماضية.
"الأهلي فوق الجميع"
وكتب أبو تريكة عبر تويتر: "الأهلي فوق الجميع، أتمنى من مجلس إدارة نادينا الموقر أن يفتح لنا نحن مشجعي النادي ومحبيه حسابا بنكيا لرد كل المبالغ التي قدمها معالي رئيس هيئة الرياضة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة لنساهم معا في محو الحزن والألم الذي أصابنا جميعا جراء الأمور الأخيرة".
كما تضمنت مبادرة أبو تريكة تبرعه بجميع مستحقاته السابقة لدى النادي، لتكون نواة للحساب البنكي المخصص لجمع مبلغ التبرعات.
وما بين مؤيد ومعارض، تلقفت الجماهير المصرية مبادرة لاعب النادي الأهلي السابق الملقب بـ"أمير القلوب".
ويرى بعض الجماهير، مثل محمد حسين الذي تحدثنا إليه أمام بوابة النادي الأهلي، أن هذه المبادرة بمثابة "الرد لكرامة النادي" التي تضررت كثيرا بسبب تدخل غير أبناء النادي في شؤونه.
كذلك قال خالد السيد: "النادي الأهلي ليس للبيع. النادي الأهلي كيان عظيم تخطي تاريخه المئة عام" ولا يجوز شراؤه بأي أموال مهما كانت شخصية من قدمها.
أما محمود عبد الرحيم فيرى أن الأمر بدأ بسلامة نية من رجل محب للنادي الأهلي، ويرغب في دعمه بكل الأساليب الممكنة. لكن الخلاف في وجهات النظر أدى إلى حالة التراشق الأخيرة بين رئيس مجلس إدارة النادي وأيقونة الكرة المصرية (محمود الخطيب) وتركي آل الشيخ.
"الصيد في الماء العكر"
غير أن إبراهيم عوض يقول إن هناك بعض الأيدي العابثة تحاول "الصيد في الماء العكر"، واستخدام هذه الأزمة كذريعة لإذكاء الخلاف بين قطر من جهة، ومجموعة المقاطعة العربية من جهة أخرى.
كما يقول البعض إن أبو تريكة يحاول العودة إلى المشهد العام مجددا، بعد انتقادات تعرض لها من جانب بعض المؤيدين للنظام المصري كداعم لجماعة الإخوان المسلمين، ووضع اسمه على قوائم "الإرهاب"، فضلا عن صدور قرارات قضائية بالتحفظ على أمواله ومنعه من التصرف فيها.
إلا أن عبد الحميد جلال، الصحفي الرياضي المصري المتابع لشؤون النادي الأهلي، لا يتفق مع هذا التحليل، ويؤكد أن الأمر كان مجرد خلاف في وجهات النظر بين محبين وداعمين للنادي الأهلي بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو مواقفهم الشخصية.
وأخذت الأزمة أبعادا جديدة من خلال دعوة محمود الخطيب لوزير الرياضة المصري خالد عبد العزيز، تشكيل لجنة مالية رفيعة المستوى من وزارة الشباب والرياضة أو النيابة العامة، لمراجعة وحصر كافة الأموال التي تبرع بها تركي آل الشيخ للنادي خلال الفترة الماضية، والوقوف على أوجه إنفاقها.
ويشير هذا الأمر إلى سلامة الموقف القانوني للنادي الأهلي، حسبما قال جلال، الذي يشير إلى معلومات حصل عليها من بعض أعضاء مجلس إدارة النادي الأهلي، الذين أكدوا له أن كل المبالغ التي حصل عليها النادي مقيدة في سجلات رسمية ومسددة بفواتير وحسابات بنكية.
ويُلزم القانون المصري مجالس إدارة الأندية الرياضية بالإفصاح عن أي تبرعات مادية أو عينية تقدم لهذه الأندية، والتي تخضع لمراقبة جهة إدارية لأوجه صرف هذه الأموال والتأكد من عدم إهدارها باعتبارها تدخل في حكم المال العام.
التعليقات