بعدما انشغلت كرواتيا بقضية "رجلها القوي" زدرافكو ماميتش وورود اسم نجميها لوكا مودريتش وديان لوفرن خلال محاكمته، اهتز المنتخب الوطني لكرة القدم مجددا بعد مباراته الأولى في مونديال 2018 بإقصاء المهاجم نيكولاي كالينيتش عن التشكيلة.

صباح الإثنين وبعد يومين على المباراة التي فازوا بها على نيجيريا 2-صفر في مستهل مشوارهم في المونديال الروسي، قرر مدرب المنتخب زلاتكو داليتش استبعاد كالينيتش عن التشكيلة، عازيا السبب الى آلام في الظهر.

لكن التقارير تؤكد أن استبعاد مهاجم فيورنتينا الإيطالي الذي خاض الموسم المنصرم معارا الى ميلان، جاء على خلفية رفضه الدخول كبديل لماريو ماندزوكيتش خلال مباراة نيجيريا، اعتراضا منه على عدم المشاركة أساسيا.

وسبق للمهاجم البالغ 30 عاما ان تذرع باصابة في ظهره لعدم المشاركة في المباراة الودية التي أقيمت في الثالث من الشهر الحالي ضد البرازيل (صفر-2) في ليفربول، اعتراضا على لعب دور المهاجم البديل لماريو ماندزوكيتش واندريه كراماريتش.

وفي بيان مقتضب قبل الحصة التدريبية للمنتخب في معسكره بروشينو شمال شرق سان بطرسبورغ، قال داليتش "خلال اللقاء ضد نيجيريا، كان كالينيتش يقوم بعملية الاحماء حيث كان من المفترض أن يدخل في الشوط الثاني. لكنه لاحظ انه لم يكن مستعدا للعب بسبب مشكلة في ظهره".

وأضاف "الامر ذاته حدث خلال المباراة الودية ضد البرازيل في انكلترا، وقبل الحصة التدريبية الاحد. قبلت ذلك بهدوء، وبما أنني بحاجة الى ان يكون لاعبي فريقي في قمة استعدادهم وجاهزيتهم، اتخذت هذا القرار".

وسجل كالينيتش 15 هدفا في 42 مباراة دولية بينها 3 أهداف في حملته في التصفيات الاوروبية المؤهلة للمونديال. رغم ذلك، فضل داليتش عليه مهاجمي هوفنهايم كراماريتش ويوفنتوس الايطالي ماندزوكيتش ضد نيجيريا.

واعتبرت صحيفة "فيتشيرنيي ليست" المحلية ان ما حصل في روسيا هو "هزة أرضية أولى"، مشيدة بداليتش الذي "أظهر من هو السيد".

من جهتها رأت "سبورتسكي نوفوستي" الرياضية ان جرى هو "فضيحة كل الفضائح (...) للمرة الأولى في تاريخ كرواتيا، يغادر أحد أفراد المنتخب خلال بطولة كبرى"، مؤكدة أن ما حصل لم يؤثر على اجواء المنتخب الطامح بتكرار سيناريو مشاركته الأولى بعد الاستقلال عن يوغوسلافيا حين فاجأ العالم بحصوله على المركز الثالث في مونديال 1998.

- تركيز على المباراة -

لم تقنع الحجة الطبية لاستبعاد كالينيتش أحدا، منهم ميروسلاف بلازيفيتش، المدرب الذي قاد كرواتيا الى انجاز 1998، إذ اعتبر ان كالينيتش لم يعد يتقبل ان يكون المهاجم الثالث خلف ماندزوكيتش وكراماريتش.

وفي حين يتوقع ألا تؤثر قضية كالينيتش على كرواتيا عشية مباراتها الثانية ضد الأرجنتين ونجمها ليونيل ميسي، إلا في حال اصابة ماندزوكيتش أو كراماريتش، لا تزال أصداء قضية ماميتش تتردد حتى معسكر المنتخب.

قبيل سفر المنتخب الى روسيا للمشاركة في النهائيات الخامسة في تاريخه منذ الاستقلال عن يوغوسلافيا، انشغل الكرواتيون بمحاكمة ماميتش الذي حكم عليه بالسجن لستة أعوام ونصف عام بسبب الفساد والتهرب الضريبي والغش في انتقالات اللاعبين حين كان المدير التنفيذي لنادي دينامو زغرب من 2003 حتى 2016.

ورد اسما نجمي المنتخب مودريتش ولوفرين في القضية، واتهم القضاء الكرواتي نجم وسط ريال مدريد الإسباني بتقديم شهادة كاذبة لصالح ماميتش، وهي تهمة قد تؤدي الى سجنه لمدة تصل الى خمسة أعوام.

لكن من معسكرهم، يؤكد لاعبو كرواتيا أنهم غير متأثرين بما يحصل وكان ردهم واضحا: دعم مودريتش ضد ماميتش، وداليتش ضد كالينيتش.

وأكد ظهير اتلتيكو مدريد الإسباني شيمي فرساليكو أن "الأجواء جيدة والقضية لم تؤثر على الأجواء. نحن مركزون الى أقصى الحدود على مباراتنا المقبلة ونفكر بإيجابية"، عاكسا بتصريحه أجواء الفريق بأكمله.

وبدا لاعبا ريال مدريد ماتيو كوفاسيتش ومودريتش واثقين من قدرة بلادهما على مفاجأة الأرجنتين التي منيت بخيبة في مستهل مشوارها في المجموعة الرابعة بتعادلها مع الوافدة الجديدة ايسلندا 1-1.

وقال كوفاسيتش "نحن فريق كبير ولا نهاب منافسينا"، فيما رأى مودريتش أنه "إذا وضعنا ميسي جانبا، لاعبونا أفضل منهم".

يعرف لاعبو المنتخب ميسي جيدا، إذ يزامله في برشلونة ايفان راكيتيتش، كما أن مودريتش وكوفاسيتش تواجها معه مرارا وتكرارا مع فريقهما ريال مدريد، كما حال فرساليكو (اتلتيكو) أو ماندزوكيتش الذي التقى الأرجنتيني في أكثر من مناسبة مع فريقه يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا.