يختتم السبت الدور ربع النهائي لكأس العالم في كرة القدم في روسيا، مع سعي المنتخب الانكليزي وقائده هاري كاين لبلوغ الدور نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1990، بينما يأمل المنتخب الكرواتي وقائده لوكا مودريتش في تكرار إنجاز جيل دافور شوكر في 1998.

وعلى ملعب مدينة سامارا الروسية، تلتقي انكلترا والسويد (14,00 ت غ)، في مباراة يليها لقاء المضيف روسيا وكرواتيا في سوتشي (18,00 ت غ).

ويلتقي الفائزان الأربعاء في ثاني مباراة من الدور نصف النهائي، غداة مباراته الأولى بين فرنسا وبلجيكا، بعد تفوق "الديوك" على الأوروغواي في ربع النهائي الجمعة 2-صفر، وإقصاء "الشياطين الحمر" البرازيل 2-1.

وتحلم انكلترا بتشكيلتها الشابة التي يشرف عليها المدرب غاريث ساوثغيت، في مواصلة مسيرتها نحو لقب ثان بعد لقبها اليتيم على أرضها في 1966، وتعول على قائدها كاين (24 عاما) متصدر ترتيب الهدافين (6 أهداف).

ويبدو منتخب "الأسود الثلاثة" أمام فرصة مثالية لبلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ مونديال 1990، ويتمتع بدفعة معنوية بعد إقصاء كولومبيا في ربع النهائي بركلات الترجيح (4-3 بعد التعادل 1-1).

وكان الفوز بهذه الركلات، الأول للمنتخب الانكليزي في كأس العالم بعد ثلاث محاولات فاشلة، ما أعطى دفعة معنوية للاعبي ساوثغيت.

حتى الآن، يبدو المنتخب الانكليزي في أفضل صوره في البطولات الكبرى منذ أعوام، ويتقدم بثبات نحو الأدوار الحاسمة. حقق ثلاث انتصارات في المباريات الأربع التي خاضها، وخسارته الوحيدة أتت أمام بلجيكا (صفر-1) في الجولة الثالثة الأخيرة للمجموعة السابعة، وفي مباراة خاضها المنتخبان بتشكيلة رديفة بعدما كانا قد ضمنا التأهل للدور ثمن النهائي.

بالنسبة لساوثغيت، المنتخب يصنع التاريخ. قال عشية المباراة "أتينا الى هذه البطولة كأقل فريق صاحب خبرة، كنا أحد المنتخبات الأكثر شبابا. الا اننا قلنا اننا فريق يتحسن يريد صنع التاريخ (...) نريد ان نواصل صنع هذا التاريخ"، مضيفا "نعرف اننا لم نبلغ نصف نهائي كأس العالم منذ 1990. لدينا طموح هائل للقيام بذلك، الا اننا لا نفكر بأي شيء غير مباراة" اليوم.

بدأ حلم اللقب بعد عقود الانتظار يدغدغ مخيلة الانكليز، على رغم ان ساوثغيت وكاين يحاولان ضبط المشاعر والمضي خطوة خطوة.

قال كاين "لم نفكر بعد بأن نكون أبطالا للعالم. لا يزال لدينا مسار طويل للوصول الى ذلك (...) قدمنا أداء رائعا حتى الآن الا انها (السويد) عقبة أخرى علينا تخطيها".

لا يتوقع أحد ان تكون العقبة سهلة. منتخب يغيب عنه النجم المطلق في ظل اعتزال زلاتان ابراهيموفيتش دوليا، لكنه يعول على تشكيلة متجانسة يبرز فيها اميل فورسبرغ، ويدربها باقتدار يانه أندرسون.

لم تبلغ السويد نصف النهائي منذ مونديال 1994 عندما حلت ثالثة، ويشدد أندرسون على ان لاعبيه لن يفرطوا بالجهد الذي بذلوه حتى الآن. قال عشية المباراة "يقال عن فريقنا انه من السهل تحليل أسلوب لعبه لكن من الصعب الفوز عليه. أعتقد أن هذا وصف جيد".

لا يكترث أندرسون الذي يقود المنتخب منذ عامين، للانتقادات لأسلوبه الدفاعي. منتخبه يحقق أقل المطلوب ويمضي بثبات. في التصفيات، أبعد هولندا، وحرم ايطاليا من المونديال للمرة الأولى منذ 60 عاما، وتصدر في النهائيات مجموعة لم تتمكن ألمانيا حاملة اللقب من العبور منها.

بالنسبة لأندرسون مباراة انكلترا ليست أقل شأنا من غيرها... ولا أكثر. "لعبنا الكثير من المباريات للوصول إلى هنا، واجهنا دائما الضغط، ونتبع دائما الاجراء نفسه. لم نخصص استعدادات أكثر أو اقل لهذه المباراة".

حتى ابراهيموفيتش الذي قال سابقا ان المونديال في غيابه ليس كأسا للعالم، اعتبر ان مواطنيه أمام "فرصة كبيرة للفوز بكأس العالم (...) يقدمون أداء جيدا ويقومون بأشياء لم يعتقد أحد انهم قادرون على القيام بها".

- الجيل الكرواتي والمضيف الروسي - 

موعد ثان مع التاريخ سيكون بين كرواتيا وروسيا المضيفة. الأولى بلغت الدور نصف النهائي مرة واحدة، وذلك عام 1998 في مشاركتها الأولى كدولة مستقلة قبل ان تخسر أمام المضيفة فرنسا (1-2). روسيا في المقابل، تجد نفسها في مرحلة لم تعهدها منذ سقوط الاتحاد السوفياتي (1991)، لاسيما وانها الأدنى تصنيفا بين المنتخبات الـ 32 التي خاضت الدور الأول.

تعول كرواتيا على جيل ذهبي قد لا يتكرر، يقوده لوكا مودريتش وايفان راكيتيتش وماريو ماندزوكيتش وغيرهم، بإشراف المدرب زلاتكو داليتش. روسيا من جهتها، تعول على مدربها القدير ستانيسلاف تشيرتشيسوف ودعم لامحدود من مشجعيها والرئيس فلاديمير بوتين.

أكد تشيرتشيسوف الجمعة ان دعم بوتين يشكل "دفعة اضافية" وحافزا للاعبين انتقدوا على خلفية نتائجهم المتواضعة قبل النهائيات. حل تشيرتشيسوف؟ "أحاول ألا أشاهد التلفزيون أو أقرأ الصحف، أنا أركز على عملي وهذا كل شيء".

بلغ كلا المنتخبين ربع النهائي بفوز بركلات الترجيح: روسيا على اسبانيا بطلة العالم 2010، وكرواتيا على كولومبيا.

مواجهة المنتخب المضيف لا تثير قلق كرواتيا. قال داليتش "لا يمكننا ان نختار الخصم، أكان المضيف أم لا (...) لا يهم"، مضيفا "لا يجب ان يشكل هذا الأمر أي مشكلة، ولا يجب ان نبحث عن الأعذار".

بعد أيام من حلول الذكرى العشرين للفوز على ألمانيا 3-صفر وبلوغ نصف نهائي مونديال 1998، سيكون الكرواتيون على موعد جديد مع التاريخ. 

بالنسبة الى راكيتيتش الذي كان في العاشرة من عمره حينها، الجيل الذي أوصل كرواتيا في 1998 "هم أبطالنا، إلهامنا، وهم الذين أوصلونا الى هذه النقطة، لذا آمل في ان نتمكن من الذهاب خطوة أبعد".