رفع نادي نانت الفرنسي الى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) النزاع مع نادي كارديف سيتي الويلزي المشارك في الدوري الإنكليزي الممتاز، حول حصوله على بدل انتقال اللاعب الراحل الأرجنتيني إيميليانو سالا، بحسب ما ذكرت مصادر عدة الأربعاء.

وقضى سالا في سن الثامنة والعشرين لدى تحطم طائرة صغيرة كان على متنها، في بحر المانش في 21 كانون الثاني/يناير الماضي، وهو في طريقه من نانت الى كارديف بعد اتفاق على انتقاله من الأول الى الثاني.

ومن أصل القيمة الإجمالية للصفقة التي بلغت 17 مليون يورو، يفترض أن يسدد كارديف دفعة أولية تبلغ ستة ملايين يورو. لكن النادي الويلزي جمّد ذلك بعد مقتل سالا، على رغم أن الانتقال سجِّل رسميا لدى الهيئات الكروية المعنية قبل الحادث.

وبعدما أفاد مصدر مقرب من النادي وكالة فرانس برس الأربعاء رفع القضية الى الفيفا، أكد متحدث باسم الأخير أنه "تلقى مساء أمس (الثلاثاء) شكوى من نادي نانت لكرة القدم ضد نادي كارديف سيتي بشأن انتقال إيميليانو سالا. نحن ننظر في المسألة، وتبعا لذلك ليس لدينا أي تعليق إضافي في هذه المرحلة".

وتطرق رئيس الفيفا جاني إنفانتينو الى المسألة في تصريحات أدلى بها في روما، وقال "بالفعل نانت لجأ الى الفيفا. لدينا هيئات يمكنها تولي هذه الأمور. ثمة أيضا وضع إنساني لا يتسبب لنا بالحزن بل أكثر من ذلك".

وتابع "هذه مأساة، وكل ما يمكنني القيام به هو توجيه التحية لعائلته. بالنسبة لما يتبقى، هيئات الفيفا ستتولى الموضوع وآمل في أن يتوصل الناديان الى اتفاق".

- "تحديد الوقائع" أولا -

وكان نانت قد بعث في مطلع شباط/فبراير برسالة الى كارديف يبلغه فيه بضرورة سداد الدفعة الأولى في مهلة عشرة أيام قبل الشروع في إجراء رسمي بحقه لدى الفيفا بحسب الأنظمة المرعية الإجراء.

ورد كارديف الأربعاء ببيان أكد فيه "التزامه ضمان العدالة والمحاسبة بما يتعلق بالاتفاق بين كارديف سيتي ونانت، لكن قبل كل شيء على السلطات المختصة أن تكون قادرة على تحديد الوقائع المحيطة بهذه المأساة".

أضاف "من غير الملائم الإدلاء بتعليق إضافي في هذه المرحلة".

وبحسب التقارير، يرغب النادي الويلزي في انتظار خلاصات التحقيقات الأولية في حادث تحطم الطائرة الصغيرة التي كان على متنها سالا والطيار المفقود ديفيد إيبوتسون، لتبيان ما اذا كان جزء من المسؤولية عن الحادث يقع على أطراف آخرين (وكلاء أو نانت)، ما قد يؤدي الى خفض قيمة الصفقة التي كانت قياسية بالنسبة إليه.

ويؤكد نانت أن شهادة توثق رحيل سالا من صفوفه الى كارديف، قد صدرت قبل وقوع الحادث، ما يعني أن الانتقال أصبح ناجزا ورسميا قبل تحطم الطائرة، وبالتالي يجب على كارديف أن يفي بالتزاماته كاملة.

وكشف محققون بريطانيون الإثنين أن الطائرة الصغيرة التي كان سالا على متنها، لم تكن تحظى برخصة القيام برحلات تجارية. وأوضح المكتب البريطاني للتحقيقات في الحوادث الجوية أن الطائرة كان يسمح لها برحلات "خاصة" يتم فيها تشارك الكلفة بين الطيار والراكب.

وأشار المكتب في تقرير أولي الى أن "الأساس الذي تم عليه نقل الراكب (...) لم يتم تحديده بعد، لكن الطيار قام سابقا بنقل ركاب على أساس تشارك الكلفة".

وتولى وكيلا الأعمال الكرويان ويلي ماكاي ونجله مارك إبرام الصفقة بتوكيل من نادي نانت الفرنسي. وقال ويلي في تصريحات لوسائل إعلام إنكليزية في وقت سابق، إن مارك هو من تولى تنظيم رحلة سالا، وأنه قام بالأمر نفسه سابقا لعدد من الوسطاء الضالعين في صفقة انتقال اللاعب.