الرباط: انتقلت أغاني جماهير فرق كرة القدم في المغرب من التشجيع وبث الحماس في اللاعبين، إلى التعبير عن مضامين احتجاجية بكلمات تنتقد الأوضاع الاجتماعية، محليا، من دون أن تغيب عنها الهموم القومية.

وشكلت "في بْلادي ظلموني" التي تغنت فيها جماهير الرجاء البيضاوي بمعاناة الشباب، قبل أن تحقق انتشار مبهرا في العالم العربي، وتتناقلها مواقع وقنوات إخبارية عالمية، لحظة أساسية في التحول الذي طال أغاني الجماهير الكروية في المغرب.

وستعود جماهير الرجاء البيضاوي لتصنع الحدث مجددا من خلال أغنية "رجاوي فلسطيني"، التي تغنت فيها بالقضية الفلسطينية وأحوال العرب، بحيث جاءت وفية لما عرف عن الجماهير المغربية من انشغال بالقضايا الوطنية والقومية، ناقلة عبر كلماتها، التي جاءت بدارجة مغربية، لانخراط في هم جماعي، مشرحة لواقع الحال العربي، معلنة حزنا على "فلسطين الحبيبة" و"زينة البلدان"، مع "دعوة للمقاومة" وأسف على "نوم العرب" و"العداوات المستشرية بينهم" و"فساد الحكومات" و"مرض الأمة" و"سوء حال الإنسان العربي ومستقبله المظلم"، قبل أن تنتهي بالأمل في تحرير فلسطين والفرحة في القدس، مع أمنية السفر لزيارة فلسطين.

أياما، بعد أغنية جماهير الرجاء البيضاوي المتضامنة مع الفلسطينيين، ستخرج جماهير فريق الوداد البيضاوي، الغريم التقليدي، بأغنية بحمولة اجتماعية قوية، تحت عنوان "قلب حْزين"، "تبكي على سنين ضاعت" و"معاناة" و"تشاؤم بخصوص المستقبل"، على الرغم من "جد واجتهاد وتفوق دراسي دون إمكانية الحصول على عمل في بلاد تمنح فرصها للأجنبي".

وتواصلت الأغنية بكلمات ناقلة لــ"عدم ارتياح" في البلاد بسبب "البطالة" و"الفساد" و"تدني مستوى الصحة العمومية" و"استفحال الفوارق الاجتماعية"، و"تعلق الشباب بأمل الهجرة غير الشرعية إلى خارج البلاد، بين من ينجح في مسعاه ومن يموت غرقا".