دبي: كعادته يبرهن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على كذب النظرية التي تقول: "يد واحدة لا تصفق"، ويجهض فلسفة كرة القدم التي تقوم على أنها لعبة جماعية، فقد نجح في جعل برشلونة يضع قدماً ونصفا في نهائي دوري أبطال أوروبا بعد الفوز على ليفربول بثلاثية نظيفة، وسجل الهدف رقم 600 في مسيرته الكروية التي بدأت عام 2004، وشهدت تسجيله هذا العدد الهائل من الأهداف في 683 مباراة، كما صنع 270 هدفاً.
وأهدى برشلونة 33 بطولة، أهمها لقب الدوري الإسباني 10 مرات، و دوري أبطال أوروبا 4 مرات، ويسير في طريقه إلى الظفر بثلاثية تاريخية ثالثة مع الفريق الكتالوني لم يحصدها أي كيان كروي في تاريخ "القارة العجوز"، واستحق ليو أن يكون بطلاً لأغلفة الصحافة الكتالونية التي اختصرت كل شيء&بوضع صورته وهو يحتفل بهدفه الأول عام 2004 وهدفه رقم 600 مساء أمس، في إشارة إلى أنه يعيد إكتشاف كرة القدم، ويكتب تاريخها بطريقته الخاصة.
كابوس الإنكليز
حقق ميسي بثنائيته في مرمى ليفربول رقماً قياسياً أكد به أنه كابوس الأندية الإنكليزية، فقد سجل 26 هدفاً في 33 مباراة بشباك جميع الأندية الإنكليزية التي واجهها، والضحية الأكبر هو آرسنال الذي زار ميسي شباكه بـ 9 أهداف، و 6 أهداف في مرمى مانشستر سيتي، و 4 أهداف في مانشستر يونايتد، و 3 في تشيلسي، وثنائية في توتنهام، ومثلها في مرمى ليفربول، وقبل مواجهة ذهاب نصف النهائي لم يكن ميسي قد أحرز أي هدف في شباك ليفربول، إلا أنه فعلها، ليؤكد عدم واقعية النظرية الإفتراضية التي تقول إنه في حال انتقل إلى صفوف أحد الأندية الإنكليزية فإنه لن يتألق كما يفعل مع برشلونة ، ولن يسجل بسهولة في "البريميرليغ" كما يسجل في "الليغا" .
ملك ثلاثية المجد
ميسي قاد برشلونة من قبل للحصول على ثلاثية المجد والتاريخ "الدوري ودوري الأبطال، وكأس الملك" في مناسبتين، عامي 2009 و 2015، وها هو يقترب بشدة من الثلاثية الثالثة الموسم الحالي، فقد أصبح "البارسا" الأقرب لنهائي أبطال أوروبا ، وبلغ نهائي كأس الملك، وفاز بلقب الدوري المحلي، وتقول جميع المؤشرات إنه سيكون بطلاً للثلاثية التاريخية الموسم الحالي، كما يرفع ليو في هذه الحالة رصيده من البطولات مع ناديه الكتالوني إلى 36 لقباً محلياً وقارياً وعالمياً، والأهم أنه سوف يعادل غريمه الأزلي البرتغالي كريستيانو رونالدو في الفوز بدوري أبطال أوروبا 5 مرات.
هدم الفجوة مع الملكي
قبل أن يبدأ ميسي مسيرته الكروية في عام 2004، حصل برشلونة على لقب الدوري الإسباني 16 مرة خلال 73 موسماً، أي منذ بداية المسابقة عام 1928 حتى ظهور ليو في عام 2004، أي أن نسبة النجاح في التربع على عرش الليغا لم تتجاوز طوال هذه الفترة 21 %، وفي المقابل تمكن ميسي من وضع بصمته في تتويج برشلونة بـ 10 ألقاب لبطولة الدوري في آخر 15 عاماً، أي من 2004 حتى 2019، وبلغت نسبة تربع الكتالوني على عرش الليغا 66 % ببصمة النجم الأرجنتيني الذي يمكن القول إنه صنع أكثر من ثلث تاريخ "البارسا".
وعلى مستوى الصراع الأبدي مع الريال كان لميسي مفعول السحر في هدم الفجوة مع النادي الملكي بتسجيله 600 هدف في 683 مباراة في جميع البطولات، وحصوله على 33 بطولة مع الفريق الكتالوني، &فقد كان ريال مدريد قبل ظهور ميسي متوجاً بـ 72 لقباً في جميع البطولات، مقابل 61 بطولة للبارسا، ومع ظهور ميسي حتى الآن تحولت المعادلة لمصلحة الفريق الكتالوني، وهو هدم لفجوة التاريخ، فقد أصبح في رصيد برشلونة 95 بطولة مقابل 92 لقباً للريال.
التعليقات