يأمل نادي ليفربول الإنكليزي في أن يتمكن من إنهاء فترة الانتظار الطويلة بعيدا عن الألقاب القارية، عندما يلتقي مواطنه توتنهام هوتسبر في نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا السبت، مدركا بأنه يدين بعودته إلى قمة القارة بشكل أساسي للهولندي فيرجيل فان دايك، أغلى مدافع في العالم.

وصل الهولندي الفارع الطول (1،93 م) إلى "أنفيلد" مقابل 75 مليون جنيه استرليني (95 مليون دولار) بعد ستة أشهر من إعلان النادي الانكليزي عدم رغبته في التعاقد معه اثر تلويح فريقه السابق ساوثمبتون بتقديم شكوى ضد ليفربول بسبب مقاربة غير قانونية لاستقطاب اللاعب.

إصرار المدرب كلوب على قراره دفع النادي للتعاقد مع فان دايك. سريعا، أثبت هذا الرهان نجاحه: في عام ونصف عام، ساهم قلب الدفاع في إيصال فريقه إلى نهائي المسابقة القارية مرتين، وبات أول مدافع منذ 14 عاما يتوج بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنكليزي من قبل رابطة المحترفين (2018-2019)، وكان ليفربول قريبا من الفوز بلقب الدوري الإنكليزي للمرة الأولى منذ عام 1990، وحصد 97 نقطة، منهيا موسمه بفارق نقطة يتيمة عن مانشستر سيتي الذي احتفظ بلقبه.

قال كلوب في إشارة الى المبلغ القياسي الذي دفعه ليفربول للتعاقد مع فان دايك "لا أحد يفكر بالأمر حاليا. هذا أمر جيد لأنه في هذه السوق (الانتقالات) في اللحظة الحالية، يستحقه (سعر الانتقال)، أو انه زهيد للغاية" مقارنة بما قدمه المدافع الدولي.

- الجودة مرادفة للسعر -

خلال أول عامين قضاهما المدرب الالماني في أنفيلد، كان فريقه قادرا على تقديم الاستعراض ولكنه كان يعاني دوما من الفوضى الدفاعية.

نجح فان دايك في فرض النظام بفضل قوته وسرعته وتوازنه، وأيضا شخصيته القيادية التي ساهمت في التطور السريع للمواهب الشابة حوله أمثال الاسكتلندي أندي روبرتسون وترنت ألكسندر-أرنولد وجو غوميز.

أوضح كلوب "هذا ما تتمناه عندما تتعاقد مع لاعب جديد - أن يجعل الفريق بأسره أفضل"، قبل أن يضيف "بالطبع هو لاعب جيد جدا، ويجعل اللاعبين من حوله أفضل".

جدد التأكيد أنه "لاعب مهم لنا. ليس فقط كلاعب بل كشخص أيضا، فهو رجل رائع. لا يمكنني أن اتكلم بالسوء عنه".

تمكن ليفربول من تحقيق "ريمونتادا" تاريخية أمام برشلونة الإسباني في الدور نصف النهائي للمسابقة القارية، عندما قلب تخلفه بثلاثية نظيفة في الذهاب على ملعب "كامب نو" إلى فوز برباعية نظيفة إيابا في أنفيلد.

الى جانب هذه الانجازات باتت هناك مقاربة جديدة في النادي، والأمر يتجلى بحفاظ الفريق على نظافة شباك في 21 مباراة في الدوري المحلي، ما سمح لرجال كلوب بمقارعة سيتي على اللقب حتى الرمق الاخير.

ينسب الى فان دايك الفضل بذلك الى درجة كبيرة، مدعما أيضا بتعاقد ناجح آخر أبرمه ليفربول في صيف 2018: الحارس البرازيلي أليسون.

قال المدافع الإيطالي فرانكو باريزي لوكالة فرانس برس "لقد تطور ليفربول كفريق بشكل هائل مؤخرا، ويعود الفضل في ذلك إلى فان دايك".

حاليا، يقف توتنهام في وجه آمال ليفربول الساعي الى لقب أول (في مختلف المسابقات) منذ سبعة أعوام، ولقب قاري أول منذ 2005.

كرست المباراة أمام "سبيرز" في الدوري في آذار/مارس الماضي قدرات فان دايك كمدافع شامل، حيث احتاج ليفربول للفوز على أرضه للبقاء قريبا من سيتي. في وقت كانت النتيجة تشير الى التعادل 1-1 قبل خمس دقائق من النهاية قاد لاعب توتنهام الفرنسي موسى سيسوكو هجمة مرتدة، وبينما كانت غالبية المدافعين لتتجه نحو الكرة، قرر فان دايك أن يثبت في مكانه ويراقب الكوري الجنوبي سون هيونغ-مين ليمنع تمريرة سهلة، مجبرا سيسوكو على التسديد بقدمه اليسرى الضعيفة.

جاء الخلاص لليفربول عبر النيران الصديقة بعدما سجل مدافع توتنهام البلجيكي توبي ألدرفيلد هدفا في مرمى فريقه عن طريق الخطأ، لتنتهي المباراة 2-1 لصالح "الريدز".

أداء فان دايك خلال تلك المباراة كان محط تقدير مدرب توتنهام الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو الذي علق قائلا "هذا يظهر لماذا دفع ليفربول أكثر من 70 مليون جنيه للتعاقد مع فان دايك".

أما كلوب فقال "للجودة كلفة محددة. السيارات هي كذلك، والكثير من الأشياء أيضا، واللاعبون حتى. لهذا السبب دفعنا (هذا المبلغ)".