رأت غالبية من قراء "إيلاف" بأن نادي ليفربول الإنكليزي هو المرشح الأقوى لإحراز لقب دوري أبطال أوروبا على حساب مواطنه توتنهام هوتسبيرز في النهائي المرتقب المقرر إقامته على إستاد "واندا ميتروبوليتانو" بالعاصمة الإسبانية مدريد في الأول من شهر يونيو القادم.

ونظمت "إيلاف" استطلاعاً للرأي حول المرشح الأقوى لرفع كأس "صاحبة الاذنين" ، إذ كشفت النتائج بأن الأغلبية ترشح ليفربول لنيل اللقب الأوروبي، بينما ترى الأقلية بأن فرصة مواطنه توتنهام هوتسبير قائمة للتتويج .

اختيار العاطفة والعراقة

وكشفت النتائج بأن ما نسبته 73% من المشاركين في الاستطلاع يرون بأن ليفربول يمتلك حظوظا اقوى لحصد لقب دوري أبطال أوروبا للمرة السادسة في تاريخه بعدما سبق ان نالها خمس مرات اعوام 1977 و 1978 و 1981 و 1984 و 2005.

وتعزى هذه الأفضلية في الترشيح لاعتبارات عديدة في مقدمتها الخبرة الكبيرة التي يمتلكها ليفربول بقيادة مدربه المتمرس الألماني يورغن كلوب في مثل هذه الاستحقاقات بعدما سبق ان كان طرفاً في نهائي الموسم الماضي، الذي خسره أمام ريال مدريد بثلاثة أهداف لهدف نتيجة الأخطاء الكارثية التي بدرت من الحارس الألماني كاريوس ، كما أن الفريق خاض نهائي المسابقة القارية الثانية "اليوروبا ليغ" قبل ثلاثة اعوام ، مع الإشارة الى أن أبناء "الآنفيلد رود" نجحوا في الفوز على توتنهام هوتسبير ذهاباً و إياباً في الدوري الإنكليزي الموسم المنقضي بنتيجة هدفين لهدف في كلتا المباراتين.

وما يعزز من ترشيح قراء "إيلاف" بأن يتمكن ليفربول من إحراز اللقب القاري هو المعجزة التاريخية التي حققها في إياب نصف النهائي على ملعبه عندما اكتسح برشلونة بأربعة اهداف نظيفة في "ريمونتادا" لم يسبقه اليها أي نادٍ في هذا الدور بعدما خسر موقعة الذهاب في "الكامب نو" بثلاثية نظيفة ، رغم افتقاده خط هجومه كاملاً للإصابة ، وهو ما كشف للجميع بأن "الريدز" عازمون هذا الموسم على الخروج بلقب كبير بعدما عجزوا عن تحقيق الألقاب المحلية.

وترى أغلبية المصوتين بأن "الليفر" امام فرصة ذهبية للظفر باللقب القاري بعدما وجد نفسه في مواجهة نهائية أمام منافس أقل قوة بعد اقصاء جميع المرشحين مثل ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين و بايرن ميونيخ الألماني ويوفنتوس الإيطالي و مانشستر سيتي الإنكليزي، إذ ان توتنهام في هذا النهائي لا يمتلك المقومات التي يمتلكها ليفربول ، خاصة ان الفريق اللندني لم يفز بنتيجة أي مباراة في مجموع مباراتي الذهاب و الإياب منذ دور الثمانية أمام بروسيا دورتموند ، حيث صعد للدور نصف النهائي بعدما تعادل أمام مانشستر سيتي ، ثم تكرر السيناريو امام اياكس امستردام في طريقه للصعود إلى النهائي ، إذ استفاد من افضلية الاهداف التي سجلها خارج ملعبه ، في وقت ان ليفربول يتوفر على هجوم ضارب ظهر جلياً امام بايرن ميونيخ و بورتو و برشلونة.

وتؤكد المعطيات الفنية التي تسبق النهائي بأن ليفربول اصبح جاهزاً اكثر من أي وقت مضى لحصد اللقب مهما كانت هوية المنافس ، على اعتبار انه نجح في تجاوز اصعب العقبات رغم تزامنها مع عقبات محلية عسيرة ، إذ سيخوض النهائي بأريحية نفسية بعيداً عن ضغوط مباريات الدوري المحلي.

كما ان قراء "إيلاف" يأملون في تحقيق ليفربول للقب بتأثير العامل العاطفي في ظل تواجد النجم المصري العربي محمد صلاح ضن صفوفه ، حيث سيخوض ثاني نهائي له على التوالي بعدما كان ضمن التشكيلة الاساسية الموسم الماضي قبل ان يخرج مصاباً اثر تدخل عنيف من الإسباني سيرجيو راموس مدافع ريال مدريد.

وبرأي محبي صلاح، فإن الاخير تحدوه ارادة فولاذية لتحقيق التاج الاوروبي لتدارك اخفاقاته المحلية هذا العام بعدما خسر جائزة افضل لاعب و ايضا الحذاء الذهبي التي تقاسمها مع الغابوني اوباميونيغ و مع زميله السنغالي ساديو ماني.

المفاجأة اللندنية واردة

على عكس الاغلبية التي رشحت ليفربول لإحراز اللقب، فإن هناك نسبة ضئيلة من القراء بلغت &27% يرون بأن نادي توتنهام هوتسبير قادر على صنع المفاجأة و الإطاحة بمواطنه ، ليتوج بطلاً لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه ويصبح البطل الثاني والعشرين في تاريخ البطولة.

وتعتبر الفرصة كبيرة لتوتنهام في تحقيق آمال وأحلام جماهيره في صناعة هذا الإنجاز واستغلال الوصول إلى النهائي كحافز معنوي كبير ، على اعتبار انه يمتلك هو الآخر مدرباً محنكاً ممثلا بالأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو الذي اثبت علو كعبه في اختبارات كثيرة ، كما يضم في صفوفه لاعبين مميزين وقادرين على صنع الفارق بداية بالحارس الفرنسي هوغو لوريس مرورا بلاعبي الوسط ديلي ألي و كريستيان ايركسن ونهاية بالمهاجم المتألق هاري كين العائد بتعطش كبير لهز شباك البرازيلي اليسون بيكر اغلى حارس في العالم.

ومما يرفع من حظوظ توتنهام في الفوز باللقب هوالروح القتالية والحماسية العالية التي يتمتع بها لاعبوه، و التي اظهروها خارج ملعبهم امام مانشستر سيتي و واياكس امستردام ، وتجاوزهم للفوارق الفنية التي تصب لصالح منافسيهم.

ويحفل تاريخ مسابقة دوري أبطال أوروبا بالعديد من المفاجآت التي صنعها عدد من الأندية التي لم تكن مرشحة لإحراز اللقب ، لتجد نفسها ترفع الكأس وسط دهشة المرشحين وهي مفاجأة تكررت في العديد من النهائيات ، مثلما حدث عام 1997 مع بروسيا دورتموند أمام يوفتوس ، و عام 1995 مع اياكس امستردام امام &أي سي ميلان و عام 1987 مع بورتو ـمام بايرن ميونيخ.

ويتسلح لاعبو توتنهام في نهائي مدريد بعامل معنوي آخر قد يحفزهم لتحقيق مفاجأة مدوية ، وهو أن ليفربول ومدربه يورغن كلوب تطاردهما &لعنة خسارة &المباريات النهائية المحلية والقارية خلال الأعوام الماضية.