منح النجم محمد صلاح والقائد أحمد المحمدي والحارس محمد الشناوي المنتخب المصري مبتغاه في الدور الاول لبطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم على أرضه، بقيادته الى الفوز 2-صفر على أوغندا الأحد في الجولة الثالثة الأخيرة، وتصدر المجموعة الأولى بالعلامة الكاملة بثلاثة انتصارات في ثلاث مباريات.

وبينما ضمنت أوغندا مرافقة مصر الى الدور ثمن النهائي، حقق منتخب الكونغو الديموقراطية فوزا عريضا على زيمبابوي برباعية نظيفة في المباراة الثانية من الجولة نفسها، لينهي المنافسات ثالثا خلف مصر بفارق نقطة عن أوغندا، ويبقي على أمله ببلوغ ثمن النهائي ضمن أفضل أربعة منتخبات تحل في المركز الثالث.

ومكن صلاح والمحمدي منتخب الفراعنة من حسم مباراته على ستاد القاهرة الذي امتلأت مدرجاته بنحو 75 ألف شخص، في الشوط الأول بتسجيل هدفين، الأول من ركلة حرة رائعة (33) والثاني بتسديدة قوية من داخل المنطقة (45)، بينما تكفل الشناوي بالتصدي لسلسلة من المحاولات الأوغندية على مدار الشوطين كانت كفيلة بتغيير مسار المباراة.

وأنهت مصر المجموعة متصدرة برصيد تسع نقاط، بفارق خمس نقاط عن أوغندا الثانية، وست نقاط عن الكونغو الديموقراطية التي ستحتاج الى انتظار نتائج المجموعات الأخرى لتبيان ما اذا كانت ستتأهل كأحد أفضل أربعة منتخبات تحتل هذا المركز في المجموعات الست، بينما ودعت زيمبابوي البطولة المقامة حتى 19 تموز/يوليو برصيد نقطة واحدة فقط.

وقام مدرب منتخب مصر المكسيكي خافيير أغيري الذي أكد أمس رغبته في تحقيق الفوز الثالث في ثالث مباراة، بثلاث تغييرات على التشكيلة الأساسية، فدفع بقلب الدفاع باهر المحمدي بدلا من محمود علاء، ونبيل عماد "دونغا" في ارتكاز خط الوسط بدلا من طارق حامد، وأحمد حسن "كوكا" في مركز قلب الهجوم بدلا من مروان محسن، قبل أن يخرج لاعب أولمبياكوس اليوناني مصابا في الشوط الأول ويعود مهاجم النادي الأهلي الى شغل مركز رأس الحربة في التشكيلة.

وحسم الفراعنة المباراة من الشوط الأول، وعوّلوا بشكل أساسي على الحارس الشناوي الذي أبقى شباكه نظيفة بتصديه لسلسلة محاولات أوغندية خطرة، قبل أن يتمكن صلاح من افتتاح التسجيل، ويضيف المحمدي الثاني.

وباستثناء مطالبة مصرية باحتساب ركلة جزاء بعد تعرض محمود حسن "تريزيغيه" للعرقلة في الدقائق الأولى من المباراة، كانت الأفضلية أوغندية في الجزء الأكبر من الدقائق الـ45. ولم يتمكن المنتخب الأوغندي من استغلال ثلاث ركلات ركنية حصل عليها في الدقائق السبع الأولى، قبل أن يسدد إيمانويل أوكوي بين يدي الحارس المصري (13).

وفقدت مصر بعد دقائق جهود كوكا الذي أصيب بداية في احتكاك مع خالد أوشو، فتلقى العلاج وعاد الى أرض الملعب ليمضي دقائق قبل سقوطه مجددا متألما، فلم يتمكن من إكمال المباراة الأولى له كأساسي في البطولة الحالية، وخرج على الحمالة قبل أن يدخل محسن بدلا منه (24).

وواصل الشناوي الذود ببراعة عن مرماه بتصديه لمحاولتين لألان كيامبادي، الأولى من داخل المنطقة (27)، والثانية بعدها بدقيقتين بمحاولة بعيدة المدى كادت تغالط حارس الأهلي قبل أن يبعدها متعثرا لفوق العارضة.

ولم يمنح الأوغنديون الحارس فرصة لالتقاط أنفاسه، اذ باغته عبدو لومالا في الدقيقة 33 بتسديدة قوية من داخل المنطقة بعدما راوغ بنجاح باهر المحمدي على الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء. وفي ظل تردد الدفاع في تشتيت الكرة، عادت الى لومالا الذي حولها رأسية تمكن منها الشناوي.

لكن الفراعنة لم يتأخروا في الرد على الضغط الأوغندي، وسجلوا الهدف الأول من ركلة حرة لصلاح من على مشارف المنطقة، سددها صاروخية التفافية من فوق حائط السد على يسار حارس أوغندا وقائدها دينيس أونيانغو الذي لمس الكرة قبل أن تواصل طريقها الى شباكه.

وبعد فرصة خطرة لتريزيغيه أبعدها الحارس الأوغندي (38)، وتصد جديد من الشناوي لتسديدة قريبة من لومالا (43)، أتى الهدف المصري الثاني من هجمة سريعة مرر خلالها أيمن أشرف لكرة عرضية من الجهة اليسرى في اتجاه وسط المنطقة، وصلت الى القائد المحمدي الذي هيأها بالقدم وأطلقها قوية بيمناه الى الشباك الأوغندية (45).

- حارس أوغندا يغادر -

وبدأ الشوط الثاني بأفضلية مصرية، مع تمريرة متقنة من تريزيغيه أطلق من خلالها انفرادية لصلاح، في لمحة أعادت التذكير بتعاون اللاعبين في المباراة الثانية ضد الكونغو الديموقراطية، والذي انتهى بهدف لنجم ليفربول الإنكليزي صلاح. لكن السيناريو لم يتكرر، اذ تمكن الحارس الأوغندي من التصدي للكرة التي حاول لاعب ليفربول إرسالها نحو مرماه (51).

في المقابل، واصل الأوغنديون المحاولات أيضا، ومنها تسديدة لفاروق ميا (53)، أتبعها بركلة حرة مباشرة لامست الشباك الخارجية (57). كما لامس الخطر المرمى المصري بعد دقيقتين، بمحاولة من أيمن أشرف لقطع محاولة، لكن الكرة ارتدت نحو مرماه بمسافة قريبة من القائم الأيمن.

وبعدما دفع مدرب المنتخب المصري بطارق حامد بدلا من محمد النني، اضطر مدرب أوغندا الى إجراء تبديل اضطراري بعدما جلس حارس مرماه أرضا وبدا عليه الاعياء في الدقيقة 67. وقام الجهاز الطبي بوضع كيس من الثلج على رأسه ومياه على مستوى الرقبة، في ظل درجات حرارة في الملعب قاربت 32 مئوية ورطوبة ناهزت نسبتها 60 بالمئة. ولم يقو أونيانغو على المتابعة، وأخرج على حمالة من أرض الملعب بالكامل، ودخل بدلا منه روبرت أودونغكارا.

وأضاع إيمانويل أوكوي فرصة ذهبية لأوغندا عندما انفرد بالشناوي (79)، لكن كرته نحو المرمى الخالي أتت قريبة من القائم الأيمن.

الكونغو تسحق زيمبابوي&

وبقت الكونغو الديموقراطية على آمالها بالتأهل كأحد افضل أربع منتخبات في المركز الثالث، بفوز عريض على زيمبابوي بأهداف جوناثان بولينغي (4)، سيدريك باماكو (34 و65 من ركلة جزاء) وبريت أسومبالونغا (78).

مدغشقر تفاجىء نيجيريا وترافقها إلى ثمن النهائي

حققت مدغشقر، في مشاركتها الأولى على الإطلاق، أكبر مفاجآت بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة في مصر، بفوزها على نيجيريا حاملة اللقب ثلاث مرات، 2-صفر الأحد في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة الثانية، ورافقتها إلى ثمن النهائي.

وانهت مدغشقر المنافسات في المركز الاول برصيد 7 نقاط أمام نيجيريا (6) التي كانت ضامنة تأهلها بعد الجولة الثانية، متقدمتين على غينيا (4) وبوروندي (دون رصيد).

والتحقت مدغشقر بركب المنتخبات المتأهلة إلى ثمن النهائي، وهي مصر (المجموعة الأولى) ونيجيريا (الثانية) والجزائر (الثالثة) والمغرب (الرابعة)، فيما يتوجب على غينيا أن تنتظر حتى نهاية دور المجموعات لتحديد مصيرها علما ان بطل ووصيف كل من المجموعات الست تتأهل الى ثمن النهائي بالاضافة الى أفضل 4 فرق حلت في المركز الثالث فيها.

وتلتقي مدغشقر في ثمن النهائي مع ثالث المجموعة الاولى او الثالثة او الرابعة، بينما تلعب نيجيريا مع ثاني المجموعة السادسة.

وعلى استاد الاسكندرية، بدأ مدرب نيجيريا الألماني غرنوت رور المواجهة وفق طريقة 4-3-3 وهي نفسها التي اعتمدها منافسه مدرب مدغشقر الفرنسي نيكولا دوبوي.

وبدا "سوبر إيغلز"، وهو لقب منتخب نيجيريا، افضل في الدقائق الأولى حيث فرضوا سطوتهم على المجريات لتبلغ نسبة استحواذهم على الكرة في الدقيقة الخامسة 83 في المئة، بيد أن مدغشقر، التي تخوض البطولة للمرة الأولى في تاريخها، فاجأت الجميع عندما انتزع لالينا انجاناهاري الكرة من المدافع المرتبك ليون بالونغان وراوغ الحارس إكشوكوو إزينوا وسددها في الشباك الخالية هدف تقدم وسط دهشة الجميع (13).

ولا شك في أن هذا الهدف أربك حسابات نيجيريا حاملة اللقب ثلاث مرات (1980 و1994 و2013) والوصيفة أربع مرات والثالثة في سبع مناسبات، ما يعني أنها صعدت الى منصة التتويج 14 مرة أي أقل بمرة واحدة من مصر حاملة الرقم القياسي (15 بينها 7 ألقاب)، وهي لم تنتظر كثيراً قبل أن تبدأ السعي لتعديل النتيجة مع علم لاعبيها ومدربها بأن الخسارة ستضع الفريق في المركز الثاني ضمن مجموعته، بيد أن محاولاتها بقيت بلا خطورة على المرمى، حتى الدقيقة 30 عندما كاد أحمد موسى، لاعب النصر السعودي، أن يحقق التعادل بيد أن الحارس الملغاشي ملفين أدريان، لاعب مارتيغ الفرنسي، سبقه الى الكرة منقذا الموقف في اللحظة المناسبة.

واعتمد منتخب الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي على الهجمات المرتدة مستغلاً تقدم "النسور الممتازة"، وسط استحواذ نيجيري على الكرة بلغ 65 في المئة عن الدقيقة 40، بيد أن الملغاشي فانيفا أندرياتسيما أهدر فرصة التعزيز لفريقه عندما تقدم من الجهة اليسرى بيد أنه سدد في الشباك الخارجية (44) لينتهي الشوط الأول بهذه المحاولة.

ولم تكد تمر 8 دقائق على انطلاق الشوط الثاني، حتى كانت مدغشقر تعمق المفاجأة بتسجيلها الهدف الثاني من ركلة حرة سددها شارل أندريا، لاعب العدالة السعودي، فارتطمت الكرة بالبديل النيجيري ولفريد نديدي وتحولت الى شباك الحارس إزينوا (53).

وسعى رور الى تفعيل الهجوم النيجيري، فزجّ بألكسندر (أليكس) أيوبي، نجم ارسنال اللندني، مكان لاعب الوسط جون أوبي ميكيل، لاعب ميدلزبره الانكليزي (59)، في ظل تمسك لاعبي مدغشقر باللعب الهادئ المتحفظ البعيد عن المخاطرة بغية المحافظة على النتيجة.

في المقابل، أخرج مدرب المنتخب الملغاشي أندرياتسيما وزج بوليام غروس (62).

وبقيت المحاولات النيجيرية خجولة على الرغم من نزول صامويل كالو مكان موزيس سيمون (73)، لتنتهي المباراة بفوز تاريخي لمدغشقر.

غينيا تتغلب على بوروندي

وفي المباراة الثانية على استاد السلام في القاهرة، لم تكد تمر 12 دقيقة حتى كان الحكم المغربي نورالدين الجعفري يرفع البطاقة الحمراء المباشرة في وجه البوروندي كريستوف ندوواروغيرا إثر خطأ خطير ارتكبه على محمد ياتارا، الذي يبدو أنه أخذ الثأر لنفسه بتسجيله هدف التقدم بعد كرة مرتدة من الحارس جوناثان ناهيمانا إثر تسديدة فرانسوا كامانو، سددها في المرمى هدف تقدم لفريقه الذي استفاد سريعا من النقص العددي في صفوف خصمه (25). &&

وسعت بوروندي التي تخوض غمار "العرس القاري" للمرة الاولى في تاريخها الى تعديل النتيجة بيد أن سيطرة غينيا بدت واضحة وبلغت نسبة استحواذها على الكرة 60 في المئة عند الدقيقة 40، قبل ان يطلق الحكم الجعفري صافرة نهاية الشوط الأول.

وما هي إلا 7 دقائق على انطلاق الشوط الثاني حتى ضاعفت غينيا النتيجة عبر ياتارا الذي أحرز هدفه الثاني إثر تمريرة من ابراهيما تراوري، لاعب بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني (52).

ومال البورونديون الى الخشونة فنال كريم نيزيغييمانا (69) وغايل ديهاييندافيي (76) بطاقتين صفراوين، قبل أن يعلن الحكم نهاية المباراة بخروج بوروندي رسميا من البطولة.