بعد الخروج المذل للمنتخب المصري، من بطولة كأس الأمم الأفريقية التي يستضيفها على أرضه، ومن قبلها الخروج المبكر من كأس العالم لكرة القدم في روسيا، أعلن اتحاد كرة القدم استقالته، وإقالة طاقم التدريب، وعلى رأسه المكسيكي غافيير أغيري.

وحصلت "إيلاف" على كواليس قرار الاستقالة، الذي جاء بناء على تعليمات عليا، بينما تدرس جهات رقابية ملفات أعضاء مجلس إدارة الاتحاد، لاسيما في ظل الحديث عن وجود مخالفات.

في مفاجأة هزت الرأي العام في مصر، خرج المنتخب المصري لكرة القدم من بطولة كأس الأمم الأفريقية، التي يستضيفها على أرضه، في المباراة التي أقيمت مساء أمس السبت أمام منتخب جنوب أفريقيا، وشاهد الجميع الأداء الهزيل للاعبي المنتخب المصري، بقيادة المدرب غافيير أغيري.

وفور انتهاء المباراة بفوز جنوب أفريقيا على مصر بهدف واحد نظيف، أعلن رئيس اتحاد الكرة هاني أبو ريدة إقالة المدرب المكسيكي وطاقمه، ثم أعلن استقالته من منصبه، وقال أبو ريدة: "إن هذا القرار يأتي التزام أدبي رغم أن اتحاد كرة القدم لم يقصر في شئ تجاه المنتخب الوطني وقدم له كل الدعم المادي والمعنوي على الوجه الأكمل".

وأعلن باقي أعضاء اتحاد الكرة استقالتهم تباعًا، وهم: من حازم إمام، خالد لطيف، مجدي عبد الغني، سيف زاهر، كرم كردي، أحمد مجاهد، عصام عبد الفتاح، أحمد شوبير، نائب رئيس اتحاد الكرة، ودينا الرفاعي، عضو المجلس.

وعلمت "إيلاف" أن قرار الاستقالة جاء بعد تنبيهات من جهات عليا، بضرورة تقديم الاستقالة في حالة عدم الفوز باللقب والحصول على كأس الأمم الأفريقية، لاسيما أنها ستكون الهزيمة الثقيلة الثانية في نحو عام واحد بعد خسارة المنتخب وخروجه مبكرًا جدًا بصفر من الأهداف في كأس العالم لكرة القدم في روسيا.

كما علمت "إيلاف" أن جهات رقابية تتولى حاليًا دراسة جميع ملفات أعضاء الاتحاد كل على حدة، حتى لا يخالف ذلك قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم، ويمكن فهمه على أنه تدخل حكومي في أعمال الاتحاد الذي يحظر تدخل الحكومات في أعمال اتحادات كرة القدم، لاسيما أنها تمتع بالاستقلال.

كما تدرس تلك الجهات أسباب احتكار أعضاء مجلس الإدارة التعليق والتحليل وتقديم البرامج الرياضية على قناة تايم سبورت، وسوف يراجع العقود المبرمة مع كل واحد منهم.

وفي السياق ذاته، حصلت إيلاف على معلومات أخرى تفيد بأن وزير الرياضة أشرف صبحي، يعد لمخاطبة الاتحاد الدولي لكرة القدم، واللجنة الأولمبية المصرية، من أجل تعيين لجنة مؤقتة لإدارة اتحاد الكرة، إلى حين اتمام بطولة كأس الأمم الأفريقية، والإعداد لإجراء انتخابات جديدة لاختيار مجلس إدارة.

وكان هاني أبو ريدة رئيس اتحاد الكرة السابق، أقال غافيير أغيري وطاقم التدريب، ثم أعلن استقالته من رئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم، عقب خروج المنتخب الوطني الأول من دور الـ 16 لبطولة الأمم الأفريقية التي تنظمها مصر حاليا.

ومن جانبه، أعلن أغيري مسؤولته عن الخسارة، وقال خلال المؤتمر الصحافي عقب المباراة مساء أمس: "أنا المسؤول الأول والأخير عن خروج منتخب مصر من بطولة أفريقيا".

وتابع: "أشعر بالفخر بمجموعة اللاعبين التي اخترتها، وأن المسؤول عنهم وعن اختيارهم. لقد قدموا خلال ٣ مباريات أداء جيدا، ولن أتحدث الآن عن اللاعبين الذين لم يتم ضمهم للمنتخب".

أضاف: "أعلم أن الجميع في حالة حزن شديد بسبب الخروج المبكر من البطولة الإفريقية، وأنا أقدر ذلك، وأشعر بالأسى للخروج.. أتحمل كل التبعات لأني من اختار اللاعبين والتشكيل والتغييرات".

وقال: "المباراة كانت مفتوحة، وكانت هناك عدة فرص والفارق الوحيد هو نجاح جنوب إفريقيا في تسجيل هدف الفوز والتأهل".

وبالمقابل، قال مدرب جنوب إفريقيا ستوارت باكستر: "بطبيعة الحال أنا راض عن نتيجة المباراة (...) أعتقد ان اللاعبين قاموا بعمل جيد جدا. كان عليهم أن يلعبوا بطريقة شجاعة ضد فريق بجودة مصر. بالنسبة إلينا كانت هذه الطريقة الوحيدة التي يمكن لنا من خلالها الفوز بالمباراة"، في اشارة الى مفاجأة مصر باعتماد أسلوب هجومي عوضا عن الانكفاء الى الدفاع والاتكال على الهجمات المرتدة.

أضاف: "تطلب الأمر شجاعة من لاعبينا وأعتقد أنه قاموا بعمل جيد جدا".

وتقدم المحامى محمد حامد، ببلاغ للنائب العام ضد اتحاد الكرة. وقال في البلاغ الذي حمل رقم ٩١٨٩ لسنة ٢٠١٩ عرائض النائب العام: "إنه ثبت أن اتحاد الكرة قام بالتعاقد مع المدرب المكسيكى براتب شهري تجاوز الـ ١٠٠ ألف يورو بخلاف الطاقم المعاون والشرط الجزائي، وتم ذلك دون أي معايير وضوابط وما اشتهر عنه أنه ضعيف لا يرقى لتدريب المنتخب الوطني".

وكان المنتخب المصري تعرض لهزيمة مبكرة من منتخب جنوب أفريقيا بهدف نظيف، ضمن منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها مصر.&