"وان تو ثري فيفا لالجيري (1، 2، 3، تعيش الجزائر)". هتفت الجماهير الجزائرية بالشعار الشهير في ستاد القاهرة الدولي احتفالا بتتويج منتخب بلادها بلقب كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه عقب الفوز على السنغال (1-0) في المباراة النهائية لنسخة 2019 في مصر.

ولوحت مجموعات من الشباب والأسر التي جاء معظمها من الجزائر خصيصا لحضور المباراة ضد السنغال، بالأعلام الجزائرية وهم يغنون لمجد منتخب بلادهم.

وأعرب عزيز الذي وصل إلى العاصمة المصرية قبل أيام مع زوجته وطفليه، عن سعادته بالتتويج، وقال "سنعود بالكأس إلى بلادنا"، مضيفا "لقد تعمدنا المجيء إلى القاهرة من أجل هذا النهائي. إنها فرحة استثنائية".

وخرج عبابسية من الملعب وهو يبكي ويحاول مسح دموعه بالعلم الذي يغطي كتفيه. وقال المهندس الشاب بعدما استعاد هدوءه "كان هناك الكثير من المشاعر. عمري 28 عاما، لم أر أبدا المنتخب الوطني يفوز بأي شيء"، اذ أن التتويج القاري الأخير للخضر يعود إلى عام 1990 في الجزائر.

- "سيبقى خالدا في التاريخ" -

وأضاف "سيبقى (هذا التتويج) خالدا في التاريخ. أتينا إلى مصر، وأحرزنا اللقب. آخر مرة أتينا فيها إلى هنا، ضربونا".

وتكتسي المنافسة الكروية بين مصر والجزائر ندية وتوترا كبيرا بلغ ذروته عام 2009 وتحديدا تشرين الثاني/نوفمبر، حين تعرضت حافلة المنتخب الجزائري لاعتداء من قبل مشجعين مصريين في القاهرة، حيث حضر استعدادا لخوض مباراة ضمن التصفيات المؤهلة الى مونديال 2010.&وتكررت أحداث الشغب على هامش مباراة فاصلة بين المنتخبين أقيمت في السودان، وانتهت بتأهل الجزائر للمونديال على حساب مصر.

خلال المباراة النهائية اليوم الجمعة، انقسم الجمهور المصري بين مؤيدين لـ"محاربي الصحراء" و"أسود التيرانغا".

لكن عبابسية يرغب في الحفاظ على الإيجابية: "فرحة" للجزائريين في خضم الاحتجاجات السياسية في بلادهم. وقال "ما يحدث في الجزائر، ساعد المنتخب الوطني. أعطاهم المزيد من القوة. أشكرهم لأن الناس يمرون بوقت عصيب حقا وقد منحونا الكثير من الأمل والفرح".

منذ شباط/فبراير الماضي، تشهد الجزائر حركة شعبية أطاحت بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد 20 عاما في السلطة. لكن البلاد لا تزال تعاني من الجمود، في حين يتواصل الحراك السياسي النشط والتظاهرات الاحتجاجية ضد نظام الحكم التي تتكرر كل يوم جمعة، وأحيت في وقت سابق اليوم "ذكراها" الثانية والعشرين.

- دور المشجعين -

وقال حمزة "الجمهور الجزائري كان أحد لاعبي هذا المنتخب". وأضاف الشاب الذي جاء إلى مصر مع أصدقائه قبل أسبوعين "لقد كانوا في مستوى هذه المسؤولية".

هذا الشعب المصمم هو بحسب مشجع مصري معجب "سر" الجزائريين في كأس إفريقيا 2019، والذي سرعان ما جعلهم أفضل المرشحين للقب.

وكان مشجعو الخضر حاضرين بشكل خاص في هذه المسابقة التي شهدت ملاعب شبه فارغة خصوصا في المباريات التي لم يكن منتخب الفراعنة طرفا فيها. وخرجت مصر من ثمن النهائي على يد جنوب إفريقيا.

وعبر مصطفى، المولود في القاهرة لأب مصري وأم جزائرية، عن فرحته بتتويج المنتخب الجزائري بمزيج من لهجتي البلدين واضعا العلم الأبيض والأخضر حول عنقه. وقال الشاب البالغ من العمر 21 عاما "لقد فاز أخ على أرض أخيه. هذه هي الصورة التي يجب أن يراها الجميع".

من جهتها قالت مروى "إن المصريين هم إخواننا، كانت لدينا فكرة سيئة عنهم، لكنهم في النهاية شعب مضياف"، معربة عن أملها في أن ترى الخضر يكررون إنجاز ويحصدون "المزيد من الألقاب إن شاء الله".