أوكل الاتحاد المصري لكرة القدم الخميس الى حسام البدري، مهمة إعادة بناء المنتخب الوطني، بتعيينه مدربا للفراعنة خلفا للمكسيكي خافيير أغيري الذي أقيل من منصبه بعد الخروج المفاجئ بشكل مبكر من الدور ثمن النهائي لبطولة كأس الأمم الإفريقية التي استضافتها مصر هذا الصيف.

وأورد الاتحاد في بيان مقتضب عبر صفحته على "فيسبوك"، "تعيين الكابتن حسام البدري مديرا فنيا للمنتخب الوطني الأول وتكليفه بتشكيل جهازه الفني المعاون والعرض على مجلس الإدارة".

وسبق للبدري (59 عاما) أن تولى مهمات تدريبية عدة، أبرزها للنادي الأهلي والمنتخب الأولمبي المصري. كما تولى مؤخرا مهمة إدارية تمثلت برئاسة نادي بيراميدز (الأسيوطي سابقا)، قبل أن يعلن في تموز/يوليو الماضي اعتذاره عن متابعة مهامه.

وأتى تعيين البدري بعد نحو شهرين من شغور منصب المدير الفني للمنتخب المصري، في أعقاب الخروج القاسي على ستاد القاهرة الدولي أمام المنتخب الجنوب إفريقي، بالخسارة بهدف يتيم في الدقائق الأخيرة من المباراة التي أقيمت بينهما في دور الـ16 للبطولة القارية.

وأتت خسارة النجم محمد صلاح وزملائه، على رغم اعتبار المنتخب كأحد أبرز المرشحين لإحراز اللقب. وأدى الخروج المبكر من البطولة الى هزة كروية كبيرة في مصر، شملت الاعلان بعد ساعات من الخسارة، عن إقالة أغييري وجهازه الفني، واستقالة رئيس الاتحاد هاني أبو ريدة.

وأتى تعيين البدري من قبل اللجنة الخماسية المكلفة إدارة شؤون الاتحاد في هذه الفترة، وبعد أسابيع شهدت جدلا واسعا حول هوية المدير الفني المقبل، وتأكيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي الرغبة في تعيين مدرب محلي وعدم الاستعانة هذه المرة بمدرب أجنبي.

- بين الأمان والانتقاد -

وتداولت التقارير الصحافية المصرية في الآونة الأخيرة أسماء خمسة مرشحين، هم البدري، والمخضرم حسن شحاتة الذي قاد المنتخب الى ثلاثة ألقاب متتالية في أمم إفريقيا (2006، 2008، و2010)، وحسام حسن لاعب الأهلي والزمالك ومنتخب مصر سابقا والمدير الفني الحالي لسموحة، وإيهاب جلال المدرب السابق للزمالك والحالي للمصري، وحسام حسن "ميدو" والمدير الفني الحالي لمصر المقاصة.

وبحسب التقارير، كان جلال الأقرب الى مهمة تدريب المنتخب، وبدأ التداول باسمه كالخيار المقبل على نطاق واسع ليل الأربعاء، قبل أن يفشل الاتفاق بينه وبين سلطات الاتحاد على خلفية أمور عدة تردد أن من بينها رفض اللجنة الخماسية تسديد قيمة البند الجزائري لفسخ تعاقده مع النادي المصري، وتباين حول الأسماء التي سيختارها للجهاز الفني.

وكان البدري قد تقدم باستقالته من الأهلي في أيار/مايو 2018، في أعقاب خسارة فريقه أمام كمبالا سيتي الأوغندي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الاولى لمسابقة دوري أبطال افريقيا>

وأشرف البدري على تدريب الأهلي ثلاث مرات خلال مسيرته، آخرها بين 2016 و2018، وقاده الى إحراز ألقاب عدة بينها الدوري المصري ثلاث مرات (2009، و2017 و2018)، ودوري الأبطال عام 2012.

ولقي اختيار البدري ردود فعل متفاوتة في مصر.

فموقع "في الجول" الكروي اعتبر أنه الخيار "الآمن" على رأس الإدارة الفنية للمنتخب، لأنه "ليس متقدما في السن مثل شحاتة، ليس حالما مثل جلال، ليس انفعاليا مثل حسام حسن، ليس قليل الخبرة مثل ميدو".

في المقابل، أثار تعيينه انتقادات واسعة لاسيما من مشجعي الأهلي عبر مواقع التواصل، على خلفية توليه رئاسة بيراميدز بعدما كان مدربا للنادي الأحمر، وعلاقته بعدد من النجوم السابقين للنادي مثل عماد متعب.

وكان متعب، الهداف السابق للمنتخب المصري والنادي الأهلي، قد أعلن في تموز/يوليو 2018 اعتزاله كرة القدم، مصوبا سهام الانتقاد حيال البدري الذي اعتبر أنه "السبب الرئيس" في توقفه عن اللعب.

وقال متعب إن البدري "أضاع &سنتين من عمري. لم يدعني ألعب ولم يسمح لي بالرحيل واللعب".