بذكاء شديد، نجح اللبنانيون في جذب أنظار العالم ليس لأنهم ينتفضون لأسباب سياسية واقتصادية فحسب، بل لأنهم يبعثون برسائلهم السياسية عبر جسر سحري يجذب أنظار الجميع وهو الكرة العالمية ونجومها، حيث يكفي أن تقول "أريد ميسي رئيساً" لكي يبدأ العالم في النظر إلى المظاهرات التي تقوم بها وما هي دوافعها، وما ميسي في هذه الحالة سوى أداة جذب، فمن المؤكد أن الشعب اللبناني لن يختار ميسي رئيساً، وبدوره لن يترك ليو عالمه الكروي لكي يصبح رئيساً لدولة لا يحمل جنسيتها.

"نريد ميسي رئيساً للبنان" لم تكن تلك الرسالة التي تحمل مزيجاً مثيراً يجمع بين السياسية وكرة القدم هي الوحيدة في انتفاضة الشعب اللبناني على الحكومة وزعماء السياسة والدولة بكافة أطيافها، بل إن هناك رسائل أخرى أكثر عمقاً وربما غموضاً، مثل تلك التي تقول "الحكومة بس بنزيمة" في إشارة إلى مهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة، كما خرجت تظاهرات تهتف باسم النجم المصري محمد صلاح هداف الدوري الإنجليزي وفريق ليفربول، فضلاً عن رسائل أخرى لا تحمل سوى السخرية من أندية بعينها، مثل إنتر ميلان الإيطالي الذي حملت رسائل موجهة له ولجماهيره كافة أشكال الإهانات، منها "دولة وزعماء أوسخ من إنتر ميلان".

سخرية أم عمق سياسي ؟

قد يرى البعض أن الرسائل الكروية التي اجتاحت المظاهرات اللبنانية على مدار الأيام الماضية ما هي إلا مجرد رسائل تعبر عن الفرح والمرح بعيداً عن كوابيس السياسية، فرح بالخروج إلى الشوارع والميادين بحثاً عن حلول حاسمة للمشاكل المعيشية في لبنان، فيما يفسرها البعض الآخر بطريقة أكثر عمقاً، فهي رسائل سياسية تحمل رمزية كروية لها كثير من المعاني، فاستدعاء ميسي ليكون رئيساً ما هو إلا تعبير عن حلم الشعب اللبناني برئيس يملك القدرات الخارقة، والإمكانات الذهنية التي تؤهله لحل جميع المشكلات، تماماً كما يفعل ميسي بحد فردي ليمنح برشلونة إنتصاراته وبطولاته.

غاضبون يهتفون لصلاح

لا أحد يعلم على وجه التحديد لماذا هتف اللبنانيون في هذا التوقيت للنجم المصري محمد صلاح ؟ فقد غرد صلاح في توقيت إندلاع الحرائق في لبنان، وتحديداً منذ ما يقرب من 6 أيام، وعبر عن تعاطفه الكامل مع الشعب اللبناني، حيث قال :"كامل تعاطفي مع الأشقاء في لبنان، ودعواتي أن يحفظهم الله ويبعد عنهم كل شر"، وبعد مرور أيام عدة، خرجت مظاهرات في لبنان تهتف "محمد صلاح.. محمد صلاح"، ليتواصل الهتاف فيما بعد بأغنية "مو صلاح مو صلاح" التي يرددها جمهور ليفربول في مدرجات الآنفيلد.

حكومة كريم بنزيمة !

أكثر اللافتات الكروية في المظاهرات اللبنانية غموضاً، هي تلك التي تقول :"الحكومة بس بنزيمة"، ويبدو أن التفسير الأوحد الذي لا يقبل جدلاً سيكون مع المتظاهرين الذين رفعوا هذه اللافتة، إلا أن التفسيرات تقول إن استدعاء اسم بنزيمة وربطه مع الحكومة اللبنانية يشير إلى إهدار كافة فرص الإصلاح، حيث يشتهر مهاجم ريال مدريد بأنه أكثر من يهدر فرص التسجيل وحسم المباريات، فيما يرى البعض الآخر أن استمرار الحكومة يساوي إستمرار بنزيمة في صفوف الريال على الرغم من سوء الأداء سواء الذي تقدمه الحكومة اللبنانية أو الذي يظهر به بنزيمة مع ريال مدريد.

شاهد الفيديو والصور: