تفاقمت الأزمة التي يعيشها نادي نابولي وتحولت إلى مادة دسمة في مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية في اعقاب الأسبوع العاصف الذي مر على الفريق إثر تراكم النتائج السلبية في مبارياته الأخيرة ببطولتي الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا.

وكان نابولي لم يتذوق طعم الفوز منذ انتصاره على فيرونا في الجولة الثامنة ببطولة الدوري المحلي ، حيث تعادل بعدها في مباراتين ثم خسر على يد روما ، وهي الحصيلة التي جعلتهم يتراجعون الى المركز السابع بفارق 11 نقطة عن المتصدر يوفنتوس.

وعلى المستوى القاري تعثر نابولي في الجولة الرابعة امام سالزبورغ النمساوي بهدف لمثله رغم ان المواجهة احتضنها ملعب "السان باولو" ، مما أدى الى إهداره فرصة تجاوز دور المجموعات من خلال صدارة المجموعة مناصفة مع ليفربول.

هذا وتسببت خسارة نابولي أمام روما في اتخاذ رئيس النادي اوريليو دي لورينتيس قراراً بإقامة معسكر مغلق يسبق لقاء سالزبورج في دوري أبطال أوروبا ، رغم معارضة المدير الفني كارلو انشيلوتي الذي لم يجد بدا سوى بالرضوخ لهذا القرار الذي جاء بنتيجة عكسية تسببت في تعثر الفريق مجدداً.

وساهم تمرد بعض اللاعبين ورفضهم دخول المعسكر التدريبي في توتر الأجواء السائدة في الفريق التي سبقت مباراته الأوروبية ، في وقت كانوا بحاجة ماسة إلى هدوء و استقرار تام من أجل تجاوز الأزمة.

و أوضحت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية بأن نابولي يمر بأزمة حقيقية قد تعصف بآماله و أحلامه في المنافسة على احد الألقاب الكبيرة هذا الموسم، مشيرة الى أن الأزمة قد تتفاعل اكثر في الأيام القادمة في ظل تعنت المالك و رفض اللاعبين الخضوع لأوامره مع دخول الجماهير على خط الازمة بردود متفاوتة.

وعبرت جماهير نابولي عن غضبها من الطريقة التي تعامل بها الرئيس و اللاعبون مع الأزمة التي باتت مرشحة للتعقيد اكثر، وهو ما دفع بروابط مشجعي النادي للخروج للتعبير عن غضبها الشديد حيث وصفت اللاعبين بالمرتزقة بسبب تمردهم و رفضهم المعسكر التدريبي المغلق، فيما دعت الرئيس دي لورنتيس إلى التنحي من منصبه بعدما اصبحت سياسته عشوائية في إدارة شؤون النادي .

في غضون ذلك، كشفت تقارير إعلامية اخرى بأن الرئيس دي لورنتيس اجتمع مع محاميه لدراسة الطرق القانونية لإقالة المدرب كارلو انشيلوتي دون تحمل النادي لأي أعباء مالية على اعتبار ان عقده مع الفريق ينقضي في شهر يونيو من عام 2021.

وبحسب المتابعين، فإن إقالة انشيلوتي لا يبدو أنها ستساهم في معالجة الأزمة، ولكن من شأنها ان تدفع بالنادي الى طريق مسدود ، خاصة ان المدرب الإيطالي يحظى باحترام و تقدير من قبل اللاعبين و الجماهير التي تعفيه من مسؤولية تراجع النتائج .

الجدير ذكره بأن جماهير نابولي راهنت على منافسات الموسم الجاري لرؤية الفريق يحرز أول ألقابه في بطولة الدوري الإيطالي منذ عام 1990 ، بعد تدعيم صفوف الفريق بعناصر مميزة، لكن الأمور لم تسر في الاتجاه الصحيح خاصة بعد الخسارة أمام يوفنتوس في الجولة الثانية بأربعة اهداف لثلاثة اهداف ، والتي أحدثت حالة من الإحباط في نفوس اللاعبين ، وجعلت الفريق يتراجع إلى المربع الأول ليُعيد ترتيب اوراقه من جديد بالنظر إلى حساسية تلك المواجهة .