تستضيف العاصمة الرومانية بوخارست السبت قرعة كأس أوروبا 2020 في ظل تعالي الاصوات المنتقدة للنظام الجديد للبطولة التي ستقام للمرة الاولى في 12 مدينة في 12 بلدا على امتداد القارة العجوز.
وتضم البطولة 24 منتخبا للمرة الثانية فقط بعد نسخة فرنسا عام 2016، بعد أن كان العدد محصورا بـ16، وسيعود مبدأ الاستضافة لدولة أو اثنتين فقط مع استضافة ألمانيا لنسخة العام 2024.
أعلن الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (ويفا) عام 2012، حين كان لا يزال برئاسة الفرنسي ميشال بلاتيني، منح حق الاستضافة لـ12 دولة احتفالا بالذكرى الستين للبطولة حيث قال الفرنسي في حينها "إنها ربما فكرة ساذجة ولكنها جيدة".
وأنهى بلاتيني عقوبة ايقافه في 6 تشرين الاول/اكتوبر الماضي بعدما أوقف عن ممارسة أي نشاط كروي لثمانية أعوام في منتصف كانون الأول/ديسمبر 2015، قلصتها محكمة التحكيم الرياضي إلى أربع سنوات في العام التالي، لقبوله دفعة مشبوهة عام 2011 بقيمة 1,8 مليون يورو عن عمل استشاري قام به لرئيس فيفا السابق جوزيف بلاتر عام 2002، لم يكن مرتبطا بعقد مكتوب.
وسيحضر مدربو المنتخبات المتأهلة حفل القرعة الذي يبدأ عند الساعة الخامسة في توقيت غرينيتش السبت في مركز "روميو" في بوخاريست التي ستستضيف أربع مباريات خلال النهائيات.
وسيتواجد رونالد كومان مدرب منتخب هولندا رغم تصريحات أدلى بها مؤخرا عن عدم رغبته بالحضور، حيث صرح للاعلام الهولندي "لا أفهم حقيقة النظام الجديد. لقد سألت الاتحاد (الهولندي) ما إذا هناك داعي لحضور القرعة".
وأدى قرار رفع عدد المنتخبات المشاركة من 16 الى 24 الى تضاؤل فرص عدم تأهل المنتخبات الكبرى الى النهائيات وبالتالي غياب عنصر التشويق. وستؤثر القرعة على هذا العنصر أيضًا كون النظام الجديد يفضي بخوض بلد مضيف أقله مباراتين على أرضه، ما يعني أن العديد من المنتخبات تعرف مسبقا المجموعات التي ستتواجد فيها.
وتستضيف اربعة من اصل ستة بلدان من المستوى الاول مباريات، باستثناء بلجيكا وأوكرانيا، الا أن قرار عدم وضع الاخيرة وروسيا في مواجهة بعضهما البعض لأسباب ديبلوماسية وأمنية أرخى بظلاله على بلجيكا.
ويدرك منتخب "الشياطين الحمر" مسبقا أنه سيكون في المجموعة الثانية مع بلدين مضيفين هما روسيا والدنمارك، ويبقى أن ينتظر هوية المنتخب الثالث بين ويلز وفنلندا.
وأعرب البلجيكي كيفن دي بروين نجم مانشستر سيتي الانكليزي مؤخرا عن سخطه من هذا الامر معتبرا "إنها فضيحة، صراحة (...) بالنسبة لي، هم يتسببون في تزييف البطولة. هذا الامر من شأنه أن يفقد القرعة متعتها".
وستقام القرعة من دون معرفة هويات المنتخبات الـ24 المتأهلة كون العدد سيكتمل مع تأهل المنتخبات الاربعة الاخيرة خلال الملحق في آذار/مارس المقبل.
-التأثير على البيئة-
ويدرك الاتحاد الاوروبي التأثير الذي ستتركه البطولة بنظامها الواسع النطاق على البيئة في وقت يشكل فيه تأثير الطيران على التغير المناخي مصدر قلق كبير.
وقد توقع "ويفا" أن ينتج ما يقارب 450 ألف طن من انبعاثات الكربون جراء سفر الجماهير والموظفين الى المباريات، وأعلن أنه سيعوض ذلك من خلال الاستثمار في "مشاريع خفض الانبعاثات".
ودافع رئيس "ويفا" الحالي السلوفيني ألكسندر تشيفيرين عن النظام الجديد لكنه اعترف انه "مكلف، مع حاجة الجماهير للسفر أكثر لمشاهدة منتخباتها. يتحمل +ويفا+ مسؤولياته بشكل جدي ومن الصواب أن نعوّض انبعاثات الكربون الناتجة".
-غياب فرنسا والبرتغال عن المستوى الاول-
ستمتد المباريات من العاصمة الايرلندية دبلن مرورا بمدينتي بلباو الاسبانية وسان بطرسبرغ الروسية وصولا الى باكو عاصمة أذربجيان، على أن يستضيف ملعب ويمبلي في العاصمة الانكليزية لندن مباراتي الدور نصف النهائي والنهائي في 12 تموز/يوليو.
وتستضيف ايطاليا المباراة الافتتاحية في العاصمة روما في 12 حزيران/يونيو وهي أحد منتخبات المستوى الاول أسوة بانكلترا والمانيا واسبانيا.
وستصنف فرنسا المتوجة بكأس العالم عام 2018 في روسيا، في المستوى الثاني مع هولندا العائدة بقوة الى الساحة القارية، فيما تقع البرتغال حاملة اللقب في المستوى الثالث.
وسيشكل مصير هذه المنتخبات الاهتمام الاكبر في القرعة، إذ قد تجد فرنسا نفسها في المجموعة ذاتها مع ايطاليا، البرتغال وويلز. الامر نفسه بالنسبة لانكلترا التي قد تقع مع فرنسا والبرتغال واسكتلندا في حال تأهلت.
وسيكون رجال المدرب الانكليزي غاريث ساوثغيت محفزين لبلوغ الادوار الاقصائية وبلوغ النهائي في ويمبلي على أرضهم.
التعليقات