انتقدت الصحافة المغربية إصرار اتحاد بلادها لكرة القدم ورئيسه فوزي لقجع على مشاركة المنتخب المغربي الرديف الذي يضم لاعبي الدوري المحلي في النسخة السادسة من بطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين التي ستحتضنها الكاميرون في شهر ابريل من العام المقبل.

وطالب عدد من الإعلاميين المغاربة من اتحاد بلادهم بضرورة الاقتداء بالاتحاد التونسي و إعلان الانسحاب من البطولة ، مثله مثل المنتخب المصري الذي لم يشارك في أي من الدورات الخمسة التي اقيمت حتى الآن.

وكان الاتحاد التونسي قد أعلن مؤخراً عن انسحابه من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين (الشان) لعام 2020 بحجة كثافة الروزنامة رغم تجاوز "نسور قرطاج" محطة التصفيات ، إذ ان الانسحاب الغرض منه تقليص عدد المباريات الرسمية التي يخوضها لاعبوه في العام المقبل ، خاصة لاعبي الأندية المشاركة في احدى البطولتين القاريتين والبطولة العربية وعلى رأسهم لاعبو&الترجي و النجم الساحلي .

ويُعاب على &فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي محاباته للملغاشي احمد احمد رئيس الاتحاد الإفريقي &كونه يشغل منصب النائب الثاني في الاتحاد القاري ، مما يجعله يرفض الانسحاب من أجل إنجاح البطولة الفتية التي تحقق لاتحاد اللعبة مكاسب مالية تعزز من موارد خزينتها.

وترى الصحافة المغربية بأن منتخبها الوطني مطالب بتركيز جهوده على الاستحقاقات الأهم ممثلاً ببطولة كأس أمم إفريقيا التي لم يفز بلقبها سوى مرة واحدة في عام 1976 ، دون إغفال سعي "أسود الأطلس"للتألق في التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال 2022 بقطر ، إذ أن ذلك لن يأتي سوى بالعمل على &رسم روزنامة متوازنة بين واجبات اللاعبين في انديتهم ومنتخب بلادهم لتفادي الإرهاق.

و الحقيقة ان ظروف المنتخبين التونسي و المصري تختلف اختلافاً كبيراً عن ظروف المنتخب المغربي ، فالأخير يمتلك بالفعل منتخبين ، حيث يعتمد في منتخبه الأول بشكل اساسي على اللاعبين المحترفين الذين ينشطون خارج الدوري المحلي ، مما يجعل تكوين منتخب رديف أمرا حتميا ليحصل اللاعب المحلي على فرصة التألق في الاستحقاقات الرسمية في ظل صعوبة حصول ذلك مع المنتخب الأول الذي تسيطر على تشكيلته الرئيسية عناصر تلعب في أوروبا.

وفي المقابل فإن تونس ومصر تمتلكان منتخباً واحداً يعتمد بالدرجة الأولى على لاعبي الدوري المحلي ، فالتونسي يتشكل غالبيته من لاعبي الترجي والنجم و الإفريقي ، بينما يعتمد المصري على لاعبي الأهلي والزمالك مع عدد قليل من العناصر المحترفة في خارج البلاد ، مما يجعل مشاركتهما في بطولات إضافية سبباً في تعريضهما لضغط المباريات و تحميل اللاعبين إرهاقاً شديداً ، وهو ما يجعل الانسحاب أمراً ضرورياً من أجل التركيز على البطولات الكبرى .

يشار الى أن المنتخب المغربي قد توج بلقب بطولة كأس إفريقيا للاعبين المحليين في نسختها الرابعة التي جرت بالمغرب عام 2018 ، ذلك بعد فوزه على منتخب نيجيريا في المباراة النهائية ، بينما توج منتخب تونس بالنسخة الثانية عام 2011 بالسودان ، فيما فازت ليبيا بنسخة عام 2014 التي جرت وقائعها بجنوب افريقيا.