تسللت المخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد الى عالم الفورمولا واحد الأربعاء، مع وضع ثلاثة من أفراد الفرق في عزل طوعي بعد ظهور عوارض عليهم، بينما طال تأثيره كرة القدم الأوروبية والإنكليزية بمزيد من الإرجاءات والمباريات دون جمهور.
وأثّر تفشي فيروس "كوفيد-19" سلبا على مختلف الأحداث الرياضية حول العالم، فدفع الى إلغاء بعضها أو إرجائه، أو إقامة أحداث أخرى خلف أبواب موصدة بوجه المشجعين، لاسيما مباريات كرة القدم في أوروبا.
وأدى الفيروس حتى صباح الأربعاء الى وفاة 4281 شخصا حول العالم، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس من مصادر رسمية.
ومع تحضر موسم الفورمولا واحد للانطلاق هذا الأسبوع من حلبة ألبرت بارك في مدينة ملبورن الأسترالية، أعلن فريقا هاس وماكلارين عن وضع ثلاثة أفراد في العزل الطوعي بعد عوارض مشابهة للتي يسببها الفيروس.
وأوضح مسؤول في فريق هاس لوكالة فرانس برس ان "عنصرين من الفريق ظهرت عليهما عوارض، وقد خضعا لفحص ووضعا نفسيهما في العزل الطوعي، كما يجب، في انتظار صدور النتائج".
وأكد مسؤول في فريق ماكلارين "ان أحد أفراد الفريق بات في العزل الطوعي في الفندق كإجراء احترازي" بعد ظهور العوارض.
وتستعد ملبورن لاستضافة جائزة أستراليا الكبرى بدءا من التجارب الحرة الجمعة، وصولا الى السباق الرئيسي الأحد. وسبق للمنظمين ان أكدوا ان كل المنافسات ستقام بحضور المشجعين، على عكس جائزة البحرين الكبرى، المرحلة الثانية من البطولة، والتي تقررت إقامتها دون جمهور.
لكن السباق الأسترالي سيتخذ بعض الإجراءات الاحترازية سعيا للحد من الاحتكاك بين السائقين والمشجعين، مثل أخذ التواقيع أو التقاط الصور.
- تقطع الأوصال بين إسبانيا وإيطاليا -
وفي كرة القدم الأوروبية، فرض الفيروس والإجراءات الصارمة المتبعة للحد من تفشيه، نفسه على ذهاب الدور ثمن النهائي لمسابقة "يوروبا ليغ"، مع إرجاء مباراتي الخميس بين إشبيلية وضيفه روما وإنتر وضيفه خيتافي.
وأعلن الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا) بعد ظهر الأربعاء، إرجاء المباراتين من دون تحديد موعد جديد لهما، في خطوة أتت بعدما كشف روما رفض السلطات الإسبانية منح طائرته اذنا بالهبوط، ورفض خيتافي السفر الى ميلانو في شمال إيطاليا، الدولة الأكثر تأثرا بالفيروس في القارة العجوز.
واكتفى ويفا في بيان بالقول "نتيجة قيود السفر بين إسبانيا وإيطاليا التي فرضتها السلطات الإسبانية، لن تقام المباراتان كما كان مقررا غدا"، على ان يتم الاعلان عن موعدهما الجديد في مرحلة لاحقة.
وشمل إعلان الإرجاء اليوم أيضا، نهائي كأس الرابطة في فرنسا بين ليون وباريس سان جرمان الذي كان مقررا في الرابع من نيسان/أبريل الى موعد يرجح ان يكون في أيار/مايو، ونهائي مسابقة كأس إسبانيا بين ريال سوسييداد وأتلتيك بلباو الذي كان مقررا في 18 نيسان/أبريل.
وبعدما بقيت كرة القدم الإنكليزية المحلية في منأى عن المنحى القاري لإقامة مباريات دون جمهور (مثل ألمانيا وفرنسا وإسبانيا) أو وقف النشاط الرياضي بالكامل (إيطاليا)، اضطرت رابطة الدوري الممتاز الى إرجاء مباراة أرسنال ومانشستر سيتي حامل اللقب التي كانت مقررة الأربعاء.
وأتى ذلك بسبب وضع النادي اللندني عدد من لاعبيه في الحجر الصحي المنزلي على خلفية احتكاكهم مع مالك نادي أولمبياكوس اليوناني فانغيليس ماريناكيس الذي أعلن الثلاثاء إصابته بالفيروس، وذلك على هامش مباراة الفريقين ضمن مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" أواخر شباط/فبراير.
وأوضح أرسنال أن اللاعبين والموظفين سيعاودون العمل والتمارين الجمعة.
ووضعت رابطة الدوري الإنكليزي إرجاء هذه المباراة في إطار "احترازي"، مشيرة في الوقت الراهن الى عدم التخطيط لتأجيل مباريات أخرى.
وفي ألمانيا حيث وضعت رابطة الدوري صلاحية إقامة المباريات مع جمهور من عدمها في يد المسؤولين المحليين، باتت كل مباريات المرحلة السادسة والعشرين التي تقام بين الجمعة والإثنين المقبلين، دون جمهور.
وأعلنت الأربعاء في ألمانيا عن أول حالة إصابة للاعب كرة القدم، وهو مدافع نادي هانوفر من الدرجة الثانية تيمو هوبيرس.
وشدد النادي على ان كل أفراده سيخضعون لفحوص، مبديا ثقته بعدم تسجيل حالات أخرى بعد سرعة تحرك اللاعب المصاب.
وأوضح المدير الرياضي للفريق غيرهارد زوبر "ما ان اكتشف ان أحد الأشخاص الذين تواصل معهم في حدث مشترك أصيب بالفيروس، ذهب تيمو مباشرة الى الطبيب ووضع نفسه في الحجر الصحي".
وتتسع في القارة العجوز رقعة المباريات التي ستقام من دون جمهور، وبدأت تطال الدوريات المحلية والمسابقات القارية وحتى المباريات الودية في الأسابيع المقبلة بين المنتخبات تحضيرا لنهائيات كأس أوروبا 2020، والمقرر إقامتها في 12 مدينة مختلفة بدءا من 12 حزيران/يونيو.
- إرجاءات مختلفة... والأولمبياد في موعده؟ -
وعلى صعيد الأحداث الرياضية المتأثرة بالفيروس، أعلن الاتحاد الدولي لكرة المضرب إرجاء نهائيات كأس الاتحاد لمنتخبات السيدات التي كانت مقررة بين 14 نيسان/أبريل و19 منه في بودابست، الى موعد لاحق.
كما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تأجيل الكونغرس السبعين الذي كان مقررا في الخامس من حزيران/يونيو في أديس أبابا، الى 18 أيلول/سبتمبر، وذلك في إطار إجراءات الوقاية من تفشي الفيروس.
كذلك قررت المنظمة الكروية تأجيل اجتماع مجلسها الذي كان مقررا في 20 آذار/مارس الى حزيران/يونيو أو تموز/يوليو 2020، على ان يتم "في مقر الفيفا في زيوريخ او عبر تقنية الاتصال بالفيديو".
وطال الإرجاء أيضا جائزة الأرجنتين الكبرى في بطولة العالم للدراجات النارية التي كانت مقررة في نيسان/أبريل، حتى 22 تشرين الثاني/نوفمبر.
وإضافة الى الأسئلة التي باتت تطرح بشأن المواعيد الكبيرة المقبلة، تدور علامات استفهام كبيرة بشأن أكبر حدث رياضي على الإطلاق، وهو دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، والمقررة في طوكيو بين 24 تموز/يوليو والتاسع من آب/أغسطس.
وحتى الآن، لا تزال السلطات اليابانية واللجنة الأولمبية الدولية على موقفها المعلن بمواصلة التحضير لإقامة الألعاب في موعدها المحدد، لاسيما وان أي إلغاء أو إرجاء سيكون خطوة معقدة على صعد مختلفة.
واعتبرت وزيرة الألعاب الأولمبية اليابانية سايكو هاشيموتو ان إلغاء طوكيو 2020 أو إرجاءها أمر "لا يمكن تصوّره" من وجهة نظر الرياضيين.
وقالت "من وجهة نظر الرياضيين الذين يعدون العنصر الأهم في ألعاب طوكيو (...) الإلغاء أو الإرجاء هو أمر لا يمكن تصوّره"، وأقرت بأن "اللجنة الأولمبية الدولية هي التي ستتخذ القرار النهائي".
التعليقات