سكوبيي: وقعت مقدونيا الشمالية تحت سحر إنجاز منتخبها الوطني بقيادة هدافها الأبدي غوران بانديف (37 عاما) حيث وضعها على الخارطة العالمية لكرة القدم، عقب الفوز الخميس على ألمانيا 2 1 في عقر دارها في الجولة الثالثة من التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال قطر 2022.

أشادت الصحف المحلية بصوت واحد بهذا الفوز التاريخي، فعنونت صحيفة سلوبودان بيكات "معجزة مقدونية في دويسبورغ"، بينما كتبت نوفا مقدونيا "انتصار تاريخي، إيلماس وبانديف جعلا أبطال العالم يجثون على ركبهم".

وساهم بانديف الفائز في صفوف انتر الايطالي بثلاثية تاريخية عام 2010 (الدوري والكأس المحليان ودوري ابطال اوروبا) وايليف ايلماس بالفوز التاريخي.

عكس هذان العنوانان ما قاله المدرب الوطني إيغور أنغيلوفسكي بعد الفوز على ألمانيا "لم يسبق لنا أن فزنا على منتخب مع هذا الكمّ الهائل من الألقاب"، في إشارة إلى فوز المانشافات بكأس العالم أربع مرات وبكأس أوروبا ثلاث مرات.

وأضاف "لقد جعل هؤلاء الرجال أمّتنا فخورة مرة أخرى"، بعد الانجاز الذي تحقق في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي حين حجز المنتخب مقعده في نهائيات كأس أوروبا للمرة الأولى في تاريخه من بوابة الدور الفاصل لدوري الأمم الأوروبية.

وأردف "جميع أفراد الفريق هم أبطالنا، لقد وضعوا الأمة على قدميها".

في شوارع سكوبيي، عبّر المقدونيون الذين اعتادوا على انتصارات فريق فاردار سكوبيي لكرة اليد بمسابقة دوري ابطال أوروبا عامي 2017 و2019، عن سعادتهم بالإنجاز التاريخي في السعي للتأهل إلى العرس الكروي.

ولخص إيغور أورديف مشاعر الفرح عند المقدونيين بقوله "كتب بانديف اسم مقدونيا الشمالية على الخارطة العالمية لكرة القدم".

واشترى أورديف تذاكر مباراة بلاده أمام ألمانيا قبل خمسة أشهر من موعدها، على أمل أن يتمكن من حضورها مع زوجته، لكن قيود السفر بسبب فيروس كورونا حالت دون تمكنه من مغادرة بلاده.

واعترف أورديف لوكالة فرانس برس قائلا "شعرت بأن شيئا ما سيحصل هناك".

وبخلاف مواطنه، لم يتوقع يوفان ديميتروف هذه النتيجة، وقال لفرانس برس "أعتقد أنها افضل نتيجة تمكنا من تحقيقها مع المنتخب الوطني".

وبفضل هذا الفوز، بدأت مقدونيا الشمالية تحلم بالتأهل إلى مونديال قطر 2022، وقد اختصر بيتار ملادينوفسكي ما يجول في أذهان المقودنيين قائلا "أتوقع أن يتابعوا (على المنوال ذاته)... ويسعدونا بالتأهل إلى المونديال".

وحالت الإجراءات المشددة لمواجهة الجائحة في مقدونيا الشمالية مع حظر التجول من الساعة العاشرة مساء حتى الخامسة صباحا، في نزول المواطنين الى الشوارع للإحتفال بهذا الانجاز التاريخي.

وكان لاعبو مقدونيا الشمالية حققوا حلم أمة بأكملها، عندما تأهلوا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي إلى نهائيات كأس أوروبا المقررة في 12 دولة اوروبية من 11 حزيران/يونيو الى 11 تموز/يوليو المقبلين، عبر بوابة ملحق دوري الأمم الأوروبية، علماً بأن بانديف كان صاحب هدف التأهل التاريخي في مرمى جورجيا.

ونالت مقدونيا الشمالية الإعتراف بوضعها الحالي بعد اتفاق مع اليونان في عام 2018 يسمح لها باستخدام اسم مقدونيا.

والخسارة هي الاولى لألمانيا في تصفيات كأس العالم منذ سقوطها المدوي امام انكلترا 1 5 في ميونيخ في ايلول/سبتمبر عام 2001، والثالثة فقط في تاريخ مشاركاتها في تصفيات المونديال، فتراجعت الى المركز الثالث (6 نقاط) في مجموعة في متناولها وتضم أرمينيا المتصدرة بفارق الاهداف عن مقدونيا الشمالية (9 نقاط لكل منهما).