سان بطرسبورغ : تسعى سويسرا للبناء على إقصائها الصادم لفرنسا بطلة العالم من ثمن نهائي كأس أوروبا لكرة القدم، عندما تواجه إسبانيا الجمعة في سان بطرسبورغ، في أول ربع نهائي لها ضمن البطولات الكبرى منذ 67 عامًا.

قلب رجال المدرب فلاديمير بتكوفيتش تأخرهم بفارق هدفين، مجبرين فرنسا على خوض وقتين إضافيين، قبل تفوقهم بركلات الترجيح مستفيدين من ركلة مهدرة للنجم الشاب كيليان مبابي.

تبحث "لا ناتي" عن مفاجأة جديدة أمام إسبانيا المنتشية من تسجيل عشرة أهداف في آخر مباراتين، وذلك بعد بداية بطيئة في دور المجموعات، حيث تعادلت مرتين ضد السويد سلبًا وبولندا (1 1).

بهدف ثأري، مهّد ألفارو موراتا الطريق لفوز "لا روخا" على كرواتيا 5 3 بعد التمديد، وذلك إثر انتقادات عنيفة طالته لإهدار الفرص.

اللقب الرابع

لكن إسبانيا عليها تقليص أخطائها، بحال رغبت بإحراز اللقب الرابع في تاريخها والانفراد بالرقم القياسي الذي تتشاركه راهنًا مع ألمانيا.

وتعرّض موراتا وعائلته لإهانات من الجماهير في إشبيلية، بعد إهداره سلسلة من الفرص في دور المجموعات.

ويقف التاريخ مع إسبانيا، إذ خسرت مرة يتيمة في 22 مواجهة ضد سويسرا، كانت في مونديال جنوب إفريقيا 2010 بهدف نظيف، أشعلت رغبتها بالتعويض وحصد اللقب الوحيد في تاريخها لاحقًا.

ويُعدّ قائد الوسط سيرجيو بوسكيتس الناجي الوحيد من تلك المباراة، فيما بقي مع زميله في برشلونة جوردي ألبا من التشكيلة التي أحرزت لقب كأس أوروبا 2012.

لكن آخر مواجهتين بينهما كانتا متقاربتين، تعادلٌ 1 1 في بازل وفوز لإسبانيا 1 صفر في تشرين الاول/اكتوبر الماضي ضمن دوري الأمم الأوروبية.

"أجمل الليالي"

وكان فوز إسبانيا على كرواتيا الاول لها في الادوار الاقصائية، منذ تغلبها على إيطاليا في نهائي 2012 لتحافظ على لقبها.

قال حارسها أوناي سيمون "يعتمد ربع النهائي علينا وليس على خصمنا. لا يهمّ إذا كان فرنسا، سويسرا، أوكرانيا. نحن هنا لتحقيق الفوز، لذا علينا المواجهة والفوز على الأفضل".

وارتكب حارس أتلتيك بلباو خطأ مخجلا: فقد التركيز بتمريرة خلفية لبيدري وتركها تتدحرج في شباكه هدفًا افتتاحيًا، قبل أن تعوّض إسبانيا بشكل لافت، برغم إهدارها التقدم 3 1.

أضاف سيمون الذي خاض بداياته مع إسبانيا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي "كان سوء تحضير... لم تزعجني الشمس ولم ترتد الكرة بشكل غريب... اعتقد اني حاولت إبعاد الكرة من خلال السيطرة عليها بدلا من ايقافها".

تابع الحارس الذي يفضّله المدرب على دافيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد الإنكليزي "هذا حادث ويمكن تصحيحه".

وتدين إسبانيا الطامحة للتأهل إلى نصف نهائي بطولة كبرى لأول مرة منذ 2012، إلى مدربها لويس إنريكي العائد لقيادتها بعد وفاة طفلته بسبب مرض خبيث، إذ دفع بلاعبين شبان موهوبين على غرار بيدري (18 عامًا)، إريك غارسيا (20) وفيران توريس (21).

في المقابل، احتفلت سويسرا بما اعتبره مهاجمها هاريس سيفيروفيتشش "أجمل الليالي"، بعد تحقيقهم أول فوز في الادوار الاقصائية على حساب فرنسا المدججة بالنجوم.

آخر مرة وصلت سويسرا إلى ربع النهائي في بطولة كبرى، كانت في مونديال 1954، عندما خسرت أمام النمسا 5 7 في أعلى مباراة تهديفية في تاريخ المونديال.

بعد أكثر من نصف قرن، تقف أمام احتمال بلوغ نصف النهائي، مع مدربها المولود في ساراييفو وتشكيلة متعددة الجذور.

قال بتكوفيتش الذي عمل كثيرًا في المجال الخيري وتمّ تعيينه في 2014 "بعد نهاية المباراة (فرنسا)، لم يكن بمقدوري الكلام. انتهيت. فقدت صوتي".

لكن بتكوفيتش سيفتقد أحد أبرز عناصر تشكيلته، لاعب الوسط غرانيت تشاكا الذي قدّم مجهودًا رائعًا ضد فرنسا، نظرا لايقاف لاعب أرسنال الإنكليزي.

قال تشاكا بعد أول فوز في الادوار الاقصائية في بطولة كبرى منذ ثلاثينيات القرن الماضي "قلت دومًا ان هذا الفريق يستحق أكثر مما تقرأون عنه".

تابع "حتى ان البعض تحدث عن غرورنا. لكن اؤكد لكم أننا كتبنا التاريخ".

وستقام المباراة في سان بطرسبورغ، بعدما أكد المنظمون لوكالة فرانس برس استمرارها، برغم اجتياح متحورة دلتا من فيروس كورونا المدينة هذا الاسبوع.