طوكيو: أنهى الألماني ألكسندر زفيريف المصنّف خامساً عالميّاً "الحلم الذهبي" للصربي نوفاك ديوكوفيتش الأوّل بعدما قلب عليه الطاولة بالفوز 1-6 و6-3 و6-1 الجمعة في نصف نهائي مسابقة كرة المضرب في أولمبياد طوكيو.
وأوقف زفيريف سلسلة من خمس هزائم متتالية أمام "ديوكو" ليتأهّل إلى المباراة النهائيّة حيث سيواجه كارن خاتشانوف المشارك تحت علم محايد باسم اللّجنة الأولمبيّة الروسيّة والمصنّف 25 عالميّاً والفائز بسهولة على الإسباني بابلو كارينيو 6-3 و6-3.
وتبخر حلم "نولي" في تحقيق الغراند سلام الذهبي، أي التتويج بالبطولات الأربع الكبرى والميداليّة الذهبيّة الأولمبيّة في عام واحد، وهو إنجاز سبق فقط للألمانيّة شتيفي غراف أن حقّقته في العام 1988، بعد أن حصد ألقاب أستراليا المفتوحة، رولان غاروس وويمبلدون هذا العام وتنتظره فلاشينغ ميدوز الشهر المقبل.
وفشل الصربي في الإستفادة من فرصة تحسين أفضل نتيجة له في الأولمبياد حين حصد برونزيّة الفردي في بكين 2008، حيث سيكتفي مرة أخرى بالمعدن ذاته.
وقال زفيريف "أشعر بالحزن لنوفاك، لكنّه فاز في 20 غراند سلام، 36 دورة ماسترز أو أي شيء، لا يمكنك أن تحصل على كل شيء".
وتابع "إنّه أعظم اللّاعبين في كل الأزمنة، سيفوز بأكبر عدد من بطولات غراند سلام أكثر من أي لاعب، ولكنّي سعيد أيضاً لأنّني في النهائي".
الألماني الأوّل في النهائي
وبات زفيريف أوّل لاعب ألماني يصل إلى نهائي فردي الرجال في الأولمبياد منذ مواطنه طومي هاس في سيدني 2000.
وأضاف "أنت لا تلعب فقط من أجلك بل من أجل بلدك، للناس هنا، ولكل من يشاهدنا ويدعمنا، والشعور رائع لمعرفة أنّك ستجلب ميداليّة إلى منزلك، إلى ألمانيا".
وختم "من المذهل الفوز على أفضل لاعب في العالم حاليًّا من دون أدنى شك وفي هذا العام".
وبالفعل، خالف زفيريف التوقّعات والأرقام التي تشير إلى خسارته 6 مرات في المواجهات الثماني السابقة، منها خمس توالياً، ليحقق في اللّقاء التاسع انتصاره الثالث بعد عامي 2017 و2018 في نهائيَّي دورة روما وبطولة الماسترز توالياً.
وخسر زفيريف في طريقه إلى النهائي مجموعة واحدة فقط كانت أمام ديوكوفيتش بالذات.
مباراة أعصاب
وبدأ زفيريف المباراة بقوّة وكاد يفوز بالشوط الأوّل على إرسال منافسه، إلّا أنّ "ديوكو" أنقذ كرة الكسر وتقدم 1-صفر، ليردّ الألماني التحيّة معادلًا النتيجة 1-1.
ولم ينتظر ديوكوفيتش طويلاً لكسر إرسال زفيريف، ليحقّق مبتغاه في الشوط الثالث ويتقدّم 2-1 ويكرّر السيناريو ذاته في الشوطين الخامس متقدّماً 4-1 والسابع ليحسم المجموعة الأولى لصالحه 6-1 في 38 دقيقة.
وبدا زفيريف عصبيًّا في المجموعة الثانية ورمى مضربه أرضاً، حيث أهدر العديد من الكرات السهلة عندما حصل في الشوط الرابع على فرصة لكسر إرسال منافسه، إلّا أنّه فشل في ذلك لتتعادل الكفة 2-2.
واستغلّ المصنف أوّل عالميًّا الوضع الذهني لزفيريف لكسر إرساله في الشوط الخامس وتقدم 3-2 بعد كرة اصطدمت في الشبكة واستقرّت في ملعب الألماني، فتابعها غاضباً في المدرجات ما حتّم على الحكم توجيه إنذار شفوي إليه.
وردّ زفيريف بكسر إرسال منافسه في الشوط السادس وعادل النتيجة 3-3، وعاد لكسب إرساله والتقدّم 4-3.
ومقابل هبوط أداء الصربي، رفع الألماني من مستواه وكسر إرسال منافسه للمرّة الثانية في المجموعة ليتقدم 5-3، قبل أن يحسم المجموعة الثانية لصالحه 6-3 في 45 دقيقة ويعادل النتيجة 1-1.
وبدأ زفيريف المجموعة الثالثة الحاسمة بقوّة، فكسر إرسال "ديوكو" وتقدم 1-صفر وثم 2-صفر في شوط انتهى على طلب الألماني التحقّق من كرة على الخط، بعدما احتسبت ضده.
وتابع زفيريف على المنوال ذاته مكرّراً كسر إرسال منافسه في الشوط الثالث ويتقدّم 3-صفر، في حين استشاط الصربي غضباً من خسارته لكرات سهلة وبدأ بالصراخ لـ"تنفيس" غضبه وهو ينظر إلى المدرّجات الخالية إلّا من عدد قليل من المشاهدين.
ورفع زفيريف من مستواه وتابع على المنوال ذاته وتقدّم 4-صفر، ليحرز "ديوكو" أوّل شوط له بفوزه بإرساله في الخامس مقلّصًا النتيجة 1-4، إلاّ أنّ الألماني عاد للتقدّم على إرساله 5-1، وثم حسم المجموعة واللّقاء لصالحه بكسر أخير لإرسال منافسه 6-1 في 42 دقيقة، قبل أن ينهار باكياً.
تأهُّل خاتشانوف
في المباراة الثانية، تأهّل الروسي خاتشانوف المشارك تحت علم محايد باسم اللّجنة الأولمبيّة الروسيّة بسبب العقوبات على بلاده على خلفيّة فضيحة التنشيط الممنهج، بفوزه على كارينيو في ساعة و19 دقيقة.
استفاد خاتشانوف من إرساله الجيّد وسيطر على منافسه بفضل تركيزه وصلابته وحضوره البدني، مقابل ارتكاب الإسباني للعديد من الأخطاء.
وكسر الروسي إرسال منافسه 3 مرات في المباراة، من دون أن يهدر إرساله ليتأهل إلى النهائي ويضمن على الأقل ميداليّة فضيّة.
وبلغ خاتشانوف أوّل نهائي له منذ ثلاثة أعوام حين تُوّج بلقب دورة باريس-بيرسي للماسترز ألف نقطة في عام 2018.
التعليقات